20 - 04 - 2024

كل عام وأنتم بود ووئام

كل عام وأنتم بود ووئام

بدأ العام الهجري الجديد "1444"هـ، وسط تحديات عظيمة مستمرة تواجه الأسر العربية والمصرية، وتحتاج إلى بث خطاب تحفيزي خلاق من الجميع من أجل بدء هجرة أسرية معنوية جديدة ، تنطلق داخل البيوت والعائلات لهجرة مواطن الشقاق والخلافات والانتقال الروحي والنفسي إلى مواطن الوئام والتفاهم والانسجام.

من القلب، بداية هذه الهجرة المعنوية الأسرية المنشودة، ففي الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله، كما جاء في الحديث النبوي الشريف، وفي العلاقات يقف القلب كرفيق أمين لمن أحسن العناية به أو رفيق سوء لمن تجاهل رعايته.

والبيوت تحتاج، وبحق، إلى قلب أبيض ، لا يحمل بغضا ولا يحرض على كراهية، ويمتليء بالحب والرقة والعطف والإحسان، ويسعى في جبر خواطر أهله كل أهله، ويأخذ بقلوبهم بعيدا عن كل سواد إلى كل وداد.

والروح الطيبة هي حادي القافلة الأسرية في رحلة الهجرة المعنوية هذه لتجاوز صحراء الحياة القاحلة إلى روضات الارتياح والإنشراح، وطيب الروح يأتي من سموها وعدم جرحها ، فما أصعب جروح الروح، وما أبطأ شفاءها، وما أعظم تأثيرات إسعادها ، وبالتالي يجب التركيز على تآلف الأوراح، عبر دوام الجبر والدعم والتغافل والسماح.

والنفوس المتفائلة هي طاقات الأسرة الخلاقة في رحلة الهجرة ، ومحفزها الأمثل إلى السعي الايجابي للتخلص من عالم الشقاق والهجرة إلى عالم السلام، فلا تغيير إيجابي في بيوت يعشش فيها اليأس وتغيب عنها بواعث الأمل، ولا نجاح في الحصول على سلام نفسي داخل عائلات أفرادها لا يتمسكون بالتفاؤل، أولا يعملون على بناء بدايات جديدة ممتلئة  بالتغيير الإيجابي، وتوديع السلبيات، وغرس الايجابيات.

والعقول الراشدة، هي رمانة ميزان هذه الرحلة التغييرية المنشودة لهجر مناخ الأزمات الأسرية، وإقرار مناخ الإستقرار، والعقل الراشد يبني على الوعي السليم، والقراءة المتجددة ، وتحصيل ما استجد من معارف في مجال التنمية الأسرية وتجويد العلاقات الانسانية، وإلا فالجهل سيسمح لأعراف بالية تناقض جميل العلم الديني والدنيوي في الانقضاض على استقرار البيوت وقوتها.

إن القلوب البيضاء والأرواح الطيبة والنفوس المتفائلة والعقول الراشدة هي الأعمدة الأسرية اللازمة في كل رحلة تغيير وقافلة هجرة أسرية معنوية ، ومن غيرها ستشهد البيوت مناخا سلبيا ينتشر فيه النكد والبخل والطمع والمناكفة، والسخط والحسد والعنف، والتخبيب "التحريض المشبوه على الطلاق" والغدر وسوء الظن، ولكن تحت ظلالها ستصون البيوت قوتها المبنية على أركان عشر وهي : المودة والرحمة والتفاهم والتعاون  والتكامل والتغافل والحوار البناء والقناعة والتسامح والإحسان.

وما أحسن الختام بقول صاحب الهجرة العطرة عليه أفضل الصلاة والسلام:" خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وهو حديث نبوي تحفيزي يأخذ بالقلوب والأرواح والنفوس والعقول إلى مواطن الخيرية المنشودة.

كل عام وأنتم بود ووئام.
---------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان