26 - 04 - 2024

طالبة الآداب .. هل قتلت بالحب أم بالجهل وغياب الوعي؟

طالبة الآداب .. هل قتلت بالحب أم بالجهل وغياب الوعي؟

استيقظت مصر قبل يومين على خبر تسريب إمتحانات الثانوية العامة "المواد غير المضافة" وتداول الناس الحديث عن نجاح "شاومينح" في اختراق وسائل التأمين، وكالعادة نفت الوزارة هذه الاخبار، بالرغم أن في نفيها تأكيد على التسريب بعدما أعلنت أنها ضبطت عددا من الطلاب يقومون بعملية الغش والتسريب.

ثم صدمت مصر بعد دقائق بفاجعة ذبح نيرة أشرف الطالبة بكلية آداب المنصورة على يد زميلها في مشهد مفزع ومرعب ومؤلم، ثم إزداد الآلم والقهر مع توالي المشاهد المرعبة والفيديوهات المفزعة، إلى أن جاء بيان جامعة المنصورة ليعكس حقيقة تردي الحالة التعليمية وتراجع تأثير الجامعة والمدرسة على الوطن والمواطنين، بل ماهو أكثر وأخطر من ذلك غياب وهروب وتراجع الجامعة عن دورها في المجتمع والبيئة المحيطة بها، فبدلاً من أن تبادر الجامعة لتوجيه الرأي العام ومعالجة الفاجعة بالعلم والحكمة والإعتراف بالتقصير والإعلان عن بداية جديدة لمعالجة هذه السلوكيات الإجرامية الخطيرة، نجد أن الجامعة تنأى بنفسها عن الحدث وتقول في بيانها الذي سرعان ماحذفته من على موقعها أن عملية نحر الطالب لزميلته تمت خارج أسوارها وبالتالي فلا مسؤولية ولاعلاقة لها وكأن الجامعة زرع شياطني لاعلاقة له بالمجتمع والبيئة المحيطة بها ولاعلاقة لها بطلابها طالما كانوا خارج أسوارها.

بعد هذا البيان المفزع والحدث المؤلم تفاجأ المصريون بإمتحانات قسم اللغة الإنجليزية بكلية الالسن جامعة عين شمس حيث جاء الإمتحان من فيلم مرجان أحمد مرجان وكأن الأفلام الهابطة والأعمال الفنية التي افسدت الذوق والسلوك أصبحت مقررة على الطلاب بدلا من التنبيه من مخاطرها والدعوة لعدم الإنسياق وراءها لخطورتها على الفرد والمجتمع.

وجاء تعقيب الدكتورة سمر عبد السلام رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس على الامتحانات بنفس طريقة جامعة المنصورة، حيث قالت  في تعقيبها على ذلك أن الطلاب لم يشتكوا من هذه الاسئلة، وأن هذه الاسئلة  تهدف إلى إعداد خريج قادر على سوق العمل، فهل تدريب الطالب على "كبر الجي وروق الدي" أصبح هو سوق العمل الذي يحتاج الشباب إلى التدريب عليه.

للأسف هذا السوق هو سوق النحر الذي ظهر أمام جامعة المنصورة والمهنة هي ذبح الزميلات.

لقد تجاهل التعليم العام والعالي الدور الإجتماعي والسلوكي للطلاب وغابت التربية وتراجع الوعي إلى أدني درجة رغم مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتركيز على الجوانب التوعوية، إلا أن الدرجات أصبحت هي المعيار والوسيلة والهدف معا، أما التربية والسلوك والوعي والإرشاد وبناء الانسان فلم تعد من عمل المؤسسات التربوية والتعليمية.

وسط هذا الغياب لمؤسسات التربية والتعليم والاعلام والدين وتفريغها من دورها التربوي في ظل إنهاك الأسرة في الأزمة الاقتصادية، نجد الناس ترجع سبب المأساة وتقول من الحب ماقتل، ولكن الحقيقة من الجهل وغياب الوعي هو ما قتل.
---------------------------
بقلم: رمضان العباسي


مقالات اخرى للكاتب

طالبة الآداب .. هل قتلت بالحب أم بالجهل وغياب الوعي؟





اعلان