26 - 04 - 2024

بنك الزواج المصري

بنك الزواج المصري

لعل الحاجة باتت ملحة إلى تأسيس بنك الزواج المصري ، على غرار فكرة بنك الطعام المصري، فالظروف الاقتصادية والضغوط الاجتماعية والهجمة الخارجية على منظومة الأسرة العربية والعلاقات الانسانية الأخلاقية ، تستدعي تضافر الجهود إلى تيسير سبل الزواج ومقاومة تأخر سنه بين الشباب والبنات دحرا للعنوسة بين الجنسين وتقوية لبنيان العائلات والأواصر الإجتماعية.

بنك الطعام الذي جاءتنا الفكرة بوحي منه ، هو منظمة غير حكومية مصرية تأسست في 2006 ، وتعمل على توفير الطعام إلى المحتاجين، وعلى نسقه تم إنشاء بنك الشفاء المصري لتوفير الدواء والمستلزمات الطبية للمرضى المحتاجين، ثم بنك الكساء المصري لتوفير الملابس والاكسية للمحتاجين في انحاء البلاد المختلفة على غرار بنك الطعام المصرى لمساعدة المحتاجين والفقراء، فما المانع من إنشاء بنك الزواج المصري على نفس النسق؟!

في فكرتنا، يعمل البنك المقترح، مبدئيا ، على توفير قروض حسنة إلى المقدمين على الزواج وفق شروط وضوابط تقوض البذخ والانفاقات غير الضرورية، أو تقديم مادي للمقبلين على الزواج من صدقات وزكاة المصريين ، بعد دراسة دقيقة وحازمة ، بجانب استمرار جهوده في مسار دعم الزوجية والبناء الأسري في تقديم دعم أو قروض حسنة من أجل الارتقاء التعليمي للأبناء.

إن تيسير الزواج بكافة السبل الممكنة هو جدار الصمود الاجتماعي لأي وطن، لأن الكفر بفكرة تكوين اسرة، بات وفق ما يرصد المختصون ، سرطان خبيث يستشري في جسد أوطان عدة منها مصر ، بناء على دعاية سوداء مكثفة من الكارهين لمنظومة العلاقات الانسانية الاخلاقية التي ارتضاها رب العالمين للبشر، وإن كل أسرة جديدة تتكون في مصر هي لبنة في جدار قوة الوطن وناسه.

وإننا لنرفع القبعة لمسئولين بارزين في مؤسسة الأزهر الشريف يعملان بجهود فردية على التوعية بتيسير الزواج بمصر في الفترة الأخيرة، وهما : وكيل الأزهر السابق ورئيس لجنة الفتوى الأزهرية د.عباس شومان وأمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية د.الهام محمد شاهين.

د.عباس شومان، دعا إلى التسهيل في أمور الزواج وتقليل الشبكة عند الخطبة والنظر في المهر والرفاهيات في جهاز العروسين وكانت قرية "شطورة" بمحافظة سوهاج جنوب مصر أول الداعمين وفق ما نشر، فيما جاءت مبادرة د.الهام محمد شاهين مرتكزة على "دفع الزوج مهرا للزوجة حسب ما ترتضيه هي، يكون لها خالصا ولا يطلب منها ، ودون أن يكون لأهلها مشاركة في أي شيء في الجهاز بينما على الزوج المسكن وتجهيزه حسب امكانياته دون قائمة أو مؤخر، بفرح حسب امكانياته يوجد به اطعام".

ولسنا بصدد التعليق على مضمون الاقتراحات، بقدر ما هو إبراز لمبادرات البعض نحو تسيير الزواج على الشباب، وهو أمر لو تعلمون عظيم في زمن صعب يعاني فيها الشباب من صعوبة الحلال وسهولة الحرام، بكل أسف.

إننا نقدم فكرة بنك الزواج المصري، لكل من يهمه الأمر، عسى أن يكون فيها الخير لكل قلب أحب ولم يستطيع الزواج بعد، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
---------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان