تواكب طرح فكرة مايسمى بالديانة الابراهيمية فى الشرق الأوسط مع طرح الرئيس الأمريكي السابق ترامب لما يسمى بصفقه القرن وكلاهما طرح باطل يراد به باطل ، فهذا الطرح الخبيث ، خبث شجرة الزقوم التي حدثنا القرآن الكريم عنها، كان الهدف منه تمكين دولة العدو الصهيوني من البقية الباقية من أرض فلسطين التاريخية بما فيها مدينة القدس الشريف المحتلة ، ليس هذا فحسب بل أيضا تمكين إسرائيل من السيطرة الاقتصادية على مقدرات الدول العربية دولة دولة تحت شعارات زائفة مضللة، مثل مقولة أننا جميعا ابناء إبراهيم عليه السلام ومن ثم ينبغى أن ينطوى ابناء الديانات السماوية الثلاثة تحت الابراهيمية التى تجمع الكل ، ولا مانع والحال تلك أن يمارس أبناء الديانات الثلاثة طقوسا موحدة من أجل السلام والتأخي ، لآخر تلك الشعارات التى لامحل لها من الواقع ، فبينما كانت تطرح تلك المشروعات المشبوهة كان جيش الاحتلال (الذي يطلق على نفسه جيش الدفاع الإسرائيلي) وضع ألف خط تحت كلمة الدفاع هذه، يدك غزة والأراضي الفلسطينية بكل ما أوتى من أسلحة أمريكية منحتها له الدولة صاحبة صفقة القرن، وسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، ومازالت تلك الصفقات المشبوهة ، فلم يسقط ما تبقى لهم من حياء فى الترويج لسلام الأوهام مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقد تواكب هذا الطرح الشيطاني مع حملة ممنهجة شارك فيها إعلاميون مصريون ، للأسف الشديد ، تدعو لإعادة النظر فى بعض ثوابت الدين الإسلامي تحت ذرائع عدة مثل مواكبة العصر وتجديد الخطاب الدينى إلى أخر تلك الشعارات المشبوهة ، وقد كان للأزهر الشريف دور ملحوظ فى إسقاط هذه الإطروحات الابراهيمية الشيطانية التى خرجت من رحم الموساد والسى آى ايه ، وتبنتها بعض النخب العربية بجهل أو بعلم بأهدافها الخبيثة ، وهى نخب بات مكشوفا لدى الناس أن ماتطرحه يهدف بالأساس للتقرب إلى الغرب والحصول على رعايته وامتيازاته ، وما أكثرها ، حتى ولو على حساب ثوابت الدين والوطنية وجثث آلاف الشهداء الذين سقطوا على أيدى الاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي فى فلسطين والعراق وليبيا.
وأعتقد أيضا أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عليها دور لايقل عن دور الأزهر الشريف فى إسقاط تلك المشروعات المشبوهة وكلنا يذكر بكل الفخر والاعتزاز موقف الراحل العظيم البابا شنودة من زيارة القدس والتطبيع مع العدو الصهيوني
والآن مع سقوط صفقة القرن والطرح الابراهيمي، بقيت المقاومة وبقى الأزهر الشريف رغم أنف الاحتلال الإسرائيلي والغرب ، وحتى إدارة ترامب نفسها باتت جزء من الماضى.
-------------------------------
بقلم: ناصر حاتم