اللعبة الأمريكية الغربية المتكررة أثناء الحروب والأحداث الكبرى هى محاولة خلق بروباجندا عن انشقاق سفير أو وزير أو مسئول من الدولة التى يعاديها الغرب ثم تضخيم تلك الحالة إعلاميا ، وبالطبع وفى كل تلك العمليات القذرة يكون المال هو العامل الأكثر إغراء فيها ، والحالات التى نجح أو فشل فيها الغرب أكثر من أن تعد أو تحصى
خذ عندك على سبيل المثال زوجي ابنتي الرئيس العراقي صدام حسين وهما حسين كامل المجيد وصدام كامل المجيد كانا هدفين للمخابرات الأمريكية لسنوات طوال لاستقطابهما والحصول على ما لديهما من أسرار تخص برامج التسليح العراقي
وبعد جهد كبير استخدمت فيه أمريكا كل الوسائل غير المشروعة بالطبع من مال ووعود بمنح الجنسية الأمريكية لحسين كامل وشقيقه ونهاية بوعد قاطع لهما بأن يكونا بديلا للمعارضة العراقية وأن يتوليا السلطة حال سقوط نظام صدام.
اما عن الأدوات التى استخدمت فى استقطابهما فكانت عناصر من المعارضة العراقية بل وشاركت أجهزة اردنية فى التمهيد لهروبهما من بغداد
فوجئ الراى العام العالمى فى صيف عام ١٩٩٥ بمؤتمر صحفي لحسين كامل وصدام كامل المجيد فى الاردن يتحدثان فيه عن انشقاقهما عن نظام الرئيس صدام حسين وانضمامهما للمعارضة العراقية لاسقاطه ، وحديثهما عن البرنامج النووى والبيولوجى المزعومان فى العراق وحققت أمريكا الهدف المنشود من تلك العملية القذرة
ثم ارتأت بعدها أن حرق حسين كامل وشقيقه أمر لابد منه ، فروجت أخبارا عن رفض المعارضة العراقية أن يكونا ضمن المنظومة التى تعمل ضد الرئيس صدام لاعتبارت تتعلق بملفهما فى مجال حقوق الإنسان.
ولا أبالغ اذا قلت ان عملية استقطابهما ثم التخلص منهما بإعادتهما للعراق تمت تحت اشراف مباشر من الملك حسين ملك الأردن واجهزته وهو دور ليس بغريب على الرجل فقد قام به أكثر من مرة
فى النهاية استضافت الأرن اجتماعات بين قيادات فى الأمن العراقى وبين حسين كامل المجيد وشقيقه، تعهد فيه العراق بعدم المساس بهما أو محاكمتهما حال عودتهما العراق والتعهد هنا كان من الرئيس العراقي صدام حسين شخصيا للملك حسين
عاد حسين كامل وشقيقه وأسرتهما للعراق واستقبلهما قصى صدام حسين بنفسه على الحدود، ثم اخذ شقيقاته والأبناء إلى الرئيس صدام، بينما كان أبناء العمومة يحاصرون مقر أقامة حسين كامل وشقيقه صدام كامل حيث جري قتلهما بوابل من الرصاص فى عملية شديدة المأساوية والدموية.
الأهم أن الرئيس صدام حسين قبل اعطائه الأوامر بتصفية زوجي بنتيه استصدر فتوى شرعية ، من مفتى العراق ، بوقوع الطلاق البائن
المثير فى القصة أن الأردن وقيادته استفادوا من كل الاطراف المشاركة فى واحدة من أكثر الأحداث غرابة ودموية فى التاريخ الحديث
حيث سلم الأردن الرجلين لأمريكا ثم إعادا تسليمها للعراق وكسبت الاردن كل الاطراف ، وكان الخاسر بالطبع الرجلين اللذين دفعا حياتهما ثمنا لوعد كاذب من الولايات المتحدة الأمريكية بالمال والنفوذ
وما أكثر وعود أمريكا الكاذبة.
------------------------------
بقلم: ناصر حاتم