26 - 04 - 2024

اغتيال "الكواكب"

اغتيال

تجري عمليات اغتيال الصحافة والإعلام بكل فروعهما بشكل ممنهج منذ سنوات ، والحجة هي الخسائر التي تحققها المؤسسات الصحفية حكومية وحزبية ، و كذلك الأمر في تليفزيون جمهورية مصر العربية.

و قد تكون هذه الحجة مقبولة إذا لم نشاهد بأعيننا انتعاش الصحافة و الإعلام في القطاع الخاص المملوك لجهات خاصة. فهل استغنت الدولة عن دور الإعلام و الصحافة و الفن في بناء الشخصية المصرية؟ و ما البديل ؟ 

هل أصبحت اغاني المهرجانات و الفن المسموم الذي تبثه الفضائيات الموجهة إلينا من خارج مصر و معه صحافة العناوين الساخنة هي الأسس التي اكتفت بها الدولة لتثقيف و تطوير الشعب ؟  و لماذا غاب دور الدولة ممثلة في القائمين على إدارة الأمور في دعم الفن الهادف و الإعلام الهادف و الصحافة الهادفة ؟ 

و هل توجد دولة لها ما لمصر من أعداء يوجهون إليها أسلحتهم الاعلامية لهدم الشخصية المصرية و محو تاريخها و هويتها ، ثم تقف مستسلمه مضحية بكل ما لديها من قوى ناعمة ؟

قتل إعلام وصحافة الدولة تم بفعل فاعل عندما عجزنا عن التطوير. فلجات بعض مؤسسات الدولة إلى التخفي خلف ستار شخصيات تابعة لها و أنشأت واجهات اعلامية خاصة لتكون بديلا عن وسائل الإعلام المملوكة للدولة،  و تم توجيه كافة الموارد الإعلانية و التي هي احد اهم مصادر الدخل لوسائل الإعلام المختلفة .. تم توجيهها لتلك الهيئات الإعلامية الجديدة و النتيجة الطبيعية كانت زيادة خسائر الصحف القومية و الحزبية و الخاصة و زيادة خسائر اتحاد الإذاعة و التليفزيون. ثم وصلنا إلى إغلاق الصحف واحدة تلو الأخرى و سوف يأتي الدور على القنوات التليفزيونية لتختفي و يبقى فقط الإعلام الموجه. اعلام المهرجانات و صحافة المهرجانات و اغاني المهرجانات.

إليكم أيها السادة خبرا تمنيت أن أقرأه ... لكن للأسف لم يحدث ...

"الوطنية للإعلام تقيم حفلا لتدشين مجلة الكواكب الإلكترونية.

تدعو الهيئة الوطنية للصحافة فناني مصر للمشاركة في حفل فني كبير بمناسبة تحول مجلة الكواكب المصرية العريقة إلى مجلة إلكترونية و ذلك في إطار مواكبة التطور التكنولوجي الذي شهدته الصحافة في العالم .

و تؤكد الهيئة على استمرار مجلة الكواكب الإلكترونية في سياستها التي نشأت لأجلها المجلة العريقة في 23 مارس عام 1932 ..

و تعد مجلة الكواكب هي اقدم مجلة فنية مصرية حظيت عبر تاريخها بتقدير نجوم الفن في مصر و العالم و كان لها دورها في الحفاظ على قيم الفن المصري .

ترأس تحرير المجلة عبر تاريخها عمالقة النقاد و بينهم :

رجاء النقاش ، راجي عنايت، كمال النجمي ، حسن إمام عمر، حسن شاه ، رجاء النقاش مرة أخرى، محمود سعد ، فوزي إبراهيم و  الكاتبة الصحفية أمينة الشريف .

و إذ تقرر الهيئة الوطنية تطوير المطبوعة الورقية إلى موقع إلكتروني يتابع الحركة الفنية لحظة بلحظة ، فإنها تهيب بالسادة الفنانين في مصر و العالم العربي التعاون مع اسرة تحرير المجلة للحفاظ على دورها المتميز في خدمة الفن و الثقافة في مصر" .

خبر عجزنا عن نشره ، لاننا عجزنا عن التفكير في تطوير واستثمار ما لدينا من كنوز لها تاريخ ، و صار كل هدف القائمين على الأمور هو الدفن .. دفن المواهب ، دفن الأفكار،  دفن الصحف ، و لا عزاء للتاريخ الذي يسجل كل إنجاز وإخفاق يقوم به المسؤول ليبقى عالقا بإسمه حتى بعد رحيله.
-------------------
بقلم: إلهام عبدالعال

مقالات اخرى للكاتب

خدمة العملاء و تعذيب المواطن





اعلان