20 - 04 - 2024

فتح والسلطة

فتح والسلطة

يعرب بعض أو كثير من الفتحاويين عن امتعاضهم من انعكاس مشاكل وعثرات وتعقيدات السلطة على حركتهم ويطالبون بالفصل بين الحركة والسلطة، فهل هذا صحيح اولا، وهل هو ممكن ثانيا؟!! 

لكن السؤال، ماذا يتبقى لفتح أن فصلناها عن مشروعها، روحها، السلطة هي أهم مشروع بل المشروع الوطني الوحيد المطروح في الساحة الفلسطينية وهو اهم إنجاز لـ م ت ف التي تقودها فتح. لن يتبقى لفتح أن فصلناها عن مشروعها إلا ما يتبقى لباقي التنظيمات الفلسطينية: الخطابة والرطانة والانتقادات المكررة وادعاء الطهارة والخيرية وبيع الشعب الوهم والجوز الفارغ..... 

ما معنى أن تقود فتح مشروع السلطة الوطنية وتناضل مع الشعب وباقي مكوناته من أجل أن تعبر مع الجميع نحو بناء الدولة، طوبة طوبة وخطوة خطوة... هذا يعني أن تكون فتح بفكرها وقراراتها ورعايتها لمصالح الناس في المقدمة دائما، في مقدمة كل مواجهة شعبية، في مقدمة كل عملية بناء، في مقدمة من يدفع ثمن هذا البناء... هذا يعني ألا تنزل عن الجبل ، لأن وقت الحصاد لم يأن بعد، ولا يعني للحظة أن يشعر بعض أبناء فتح أن من حقهم التمتع بخيرات السلطة دون غيرهم بدعوى أنهم فتح أم الولد. 

من حق الشعب بكل فئاته أن يتمتع بنصيبه من خيرات هذه السلطة وفقا للقانون والمكانة والكفاءة، لا خير لأحد على احد بسبب تنظيمه. هنا يكمن أحد أسباب الخلل في الممارسة في العلاقة بين فتح والسلطة، لم يتم مراعاة ذلك جيدا، استطاع كثير أو قليل من الطفيليين، خاصة المتنفذين، تعكير أجواء الحركة وعلاقتها مع الشعب بسبب مثل هذه الممارسات، هذا ما يحتاج إلى مراجعة في علاقة فتح مع السلطة، تعريف هذه العلاقة وتقنينها. 

السؤال الاخر الذي يطرح نفسه في هذه العلاقة، هل كان ومازال الفتحاويون وجيش السلطة مقتنعون بمشروع السلطة، هل يعبر الفتحاويون وجيش السلطة بفخر ومقدرة عن هذا المشروع ويدافعون عن مبرراته بقوة ووضوح، ام ينظرون له من باب الضرورة التي فرضتها الظروف السيئة؟! بل إن بعضهم قد يتبرأ من هذا المشروع ويدعي الطهارة ولا بكلف نفسه الدفاع عنه، رغم ما يرتع فيه ويتمتع به من نعم؟! 

أعتقد أن نتائج الانتخابات التشريعية في 2006، كأبرز حدث، وما نقرأه لكثير أو قليل من هؤلاء الفتحاويين وجيش السلطة ينم عن ضعف وعي هؤلاء بأهمية هذا المشروع وعدم المقدرة في الدفاع عنه، بل إن البعض خاصة من المثقفين قد ساهموا ويساهمون يوميا في هذا الانتقاد الفائض عن الحاجة ضد السلطة ومؤسساتها وقيادتها ولا يتصدون لحملات التشويه المتواصلة ضد هذا المشروع؟!

باختصار فشلت السلطة وفتح في خلق كادر وطني يملك الوعي والمعرفة والقدرة والشجاعة والقناعة في الدفاع عن مشروعنا الوحيد، أصبح مشروع السلطة يتيما لا يجد الا القلة الذين يدافعون عنه والذين توجه لهم كل الصفات من مسح الجوخ الى أنهم مستفيدون مما يقولون ويكتبون أو حتى أنهم أدوات لهذا الجهاز أو ذاك، في حين ان كثيرا منهم لا يستطيع الحصول على تصريح للصلاة في الاقصى؟! 

السلطة هي المشروع الوطني الوحيد في الساحة الفلسطينية وهو أهم إنجاز للشعب الفلسطيني و م ت ف التي تقودها فتح وكل دعاوي فصل السلطة عن فتح هي إضعاف لهذا المشروع وإضعاف لفتح، لان فتح هي صاحبة الرؤية الأكثر واقعية في طرح المسألة الفلسطينية وقيادة النضال من أجلها وفي الاستجابة إلى آمال ومصالح الشعب. 

المطلوب مراجعة هذه العلاقة وتعريفها وتقنينها، وخلق كادر وطني مؤمن بهذا المشروع وواع لأهميته وقادر على الدفاع عنه، بقناعة وعلم وواقعية.
-----------------------------
بقلم: د. رياض عبدالكريم عواد 

مقالات اخرى للكاتب

الحرب على غزة، التضليل المتواصل





اعلان