18 - 04 - 2024

شيرين أبو عاقلة تعيد نقابة الصحفيين إلى الحياة وتسترد زخم القضية الفلسطينية في مصر

شيرين أبو عاقلة تعيد نقابة الصحفيين إلى الحياة وتسترد زخم القضية الفلسطينية في مصر

أعادت المشاعر الجياشة التي صاحبت تأبين الشهيدة شيرين أبو عاقلة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد في مصر، كما أعادت الحياة إلى نقابة الصحفيين التي شهدت لأول مرة منذ سنوات تجمعا بالآلاف داخل مقرها بوسط القاهرة.

كان ذلك طبيعيا قلب العروبة التي وحد استشهادها برصاصات الاحتلال الصهيوني، الفلسطينيين وجمع قلوب العرب واحيى فيهم مشاعر يراد لها أن تندثر.

 هتافات كانت قد غابت عن نقابة الصحفيين المصريين لسنوات، عادت في حفل تأبين الشهيدة لتدوي مجددا" راح ها نقولها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل" "من القاهرة لجنين .. ألف تحية يا شيرين" "من القاهرة للقدس الحرة.. التغطية مستمرة" هكذا ارتفعت اصوات الصحفيين المصريين من اجيال متعاقبة بمقر نقابتهم العريقة بشارع عبد الخالق ثروت في وسط القاهرة، ليصل الصوت إلى المرابطين دفاعا عن الحق الفلسطيني في جنين ورام الله والقدس وغزة، بان الدم العربي واحد و أن مصر حاضرة دوما في كل شأن فلسطيني.


مساء الثلاثاء كانت أروقة نقابة الصحفيين على موعد حفل تأبين "شيرين أبو عاقلة"، وانهمر صحفيون من كل الاتجاهات والصحف والأجيال.  
حضر التأبين ما يقرب من ألف من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين و العديد من الشخصيات و الرموز المصرية و العربية ، وممثلون لنقابة المحامين والأطباء, الزراعيين و البيطريين و نقابة العاملين بالصحافة و الطباعة و الإعلام و الفنان سامح الصريطي, نقيب الصحفيين السابق يحي قلاش . وبدأت بوقفة بالشموع على روح الشهيدة أبو عاقلة و تسجيل كلمات رثاء في دفتر عزاء. 

وطالبت نقابة الصحفيين المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بمحاسبة دولة الاحتلال على جريمتها الأخيرة في حق شهيدة الصحافة وفتح تحقيق دولي موسع حول هذه الجريمة وكل جرائم قوات الاحتلال المتكررة فى حق الصحفيين الفلسطينيين، بالمخالفة لكل القوانين الدولية. كما طالبت كل الجهات الأممية المختصة بحماية الصحفيين الفلسطينيين في ممارسة عملهم المهني من اعتداء من قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم. وأعلنت النقابة أنها تشد على أيدي الصحفيين الذين يعملون في الأراضي المحتلة فهم عين العالم على حقيقة ما يجري في فلسطين، وتدعوهم إلى توخي الحذر والحيطة أثناء تأديتهم واجبهم المهني.

وأكد ضياء رشوان نقيب الصحفيين ان شيرين أبو عاقلة فجرت في العالم بهدوء تغطيتها المهنية كل ما كان العالم يتجاهله لسنوات طويلة بأداء مهني رفيع من أجل الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني ان يكون له وطن. فجرت باستشهادها و مقاومة المحتل حتى لجنازتها لدى العالم ما فجرته الادارة الفلسطينية في عقود طويلة. 

و أكد رشوان على اننا سنظل ندعم كل حقوق الشعب الفلسطيني المحتل و هى حقوق أقرها التاريخ و الشرعية الدولية التي لم تطبق واحد في الألف مما اتخذته من قرارات. مضيفا اننا كنقابة للصحفيين لم و لن نتخلف منذ انشائها عام 1941 مرورا بحدوث النكبة الفلسطينية عام 1948 او في من عهود نقبائها و جمعياتها العمومية, عن دعم القضية الفلسطينية, وحظر لكل أنواع التطبيع مع المحتل الإسرائيلي. 

و قال رشوان انه سيطرح على مجلس النقابة عدة قرارات منها انشاء جائزة ضمن جوائز الصحافة المصرية باسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة في شئون تغطية فلسطين, فتح حساب جديد لصالح الدعوة القضائية باغتيال الشهيدة أبو عاقلة و دعم كافة الاجراءات القانونية لمقاضاة المحتل على جرائم اغتيالات ما يزيد عن 80 صحفيا فلسطينيا كان آخرهم شيرين أبو عاقلة. 

كما أكد السفير د. سعيد ابو على الأمين العام لشئون فلسطين و الأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية أن شيرين أبو عاقلة لم تكن إعلامية فلسطينية متميزة فحسب و انما قدمت للقضية الفلسطينية الكثير بوطنيتها، و باستشهادها وحدت صفوف شعب الفلسطيني بطوائفه و أديانه و قواه لتحيي روح الصمود و المقاومة و في جنازتها، كما كشفت جرائم المحتل الغاشم التي طالما سجلتها شيرين بالصوت و الصورة كجرائم حرب ضد الانسانية كما صنفتها مؤسسات دولية. 

أضاف أبو علي اننا نطالب بالقصاص لها امام العدالة الدولية و ليس فقط بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة و تقديم الجناة الى القضاء الدولي النافذ بل بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني و اقامة دولته و عاصمتها القدس الشريف. 

وقالت السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن جرائم الاحتلال لا تنتهي ، و في جريمة جديده له سقطت شهيدتنا, سقطت برصاص الاحتلال و هي ترتدي سترة الصحافة, في مخالفة صارخة لقواعد القانون الدولي الانساني, مضيفة انها خسارة كبيرة جدا, لذا يجب أن نرفع صوتنا لكشف الإزدواجية في تطبيق معايير حقوق الإنسان الدولية, جريمة يجب أن نتوقف امامها و تكون مناسبة لإعادة الزخم للقضية الفلسطينية و المطالبة بتحقيق دولي فوري شفاف و علني في ظروف اغتيال شيرين ابو عاقلة و ان نتوحد ليسترد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة في دولة فلسطينية حرة مستقلة عاصمتها القدس الشريف. 

وأوصت خطاب بألا نغض الطرف عن التحقيق الدولي السريع ومسئولية الأمم المتحدة و مجلس الأمن في هذه الأزمة التي تكشف ازدواجية المعايير فقد تم اغتيال الواجب الإعلامي المقدس و انتهاكه، فهذه الجرائم ستؤدي الى استمرار دائرة العنف متسائلة في نهاية كلمتها اين الإدانة الدولية في مقتل شيرين أبو عاقلة ؟ 

ومن جانبه وجه دياب اللوح سفير دولة فلسطين في القاهرة التحية لنقابة الصحفيين على إقامة هذه الفاعلية لتأبين الشهيدة أبوعاقلة موجها التحية لشهداء القوات المسلحة و الشرطة المصرية ممن قضوا على تراب فلسطين دفاعا عن القدس ودفاعا عن قضية فلسطين، وأضاف: ان مصر لها دين كبير في أعناق الشعب الفلسطيني. 

وأشار السفير إلى أن تاريخ 11 مايو سيكون يوما فاصلا في تاريخ الأمة العربية كمرحلة جديدة من الكفاح الوطني الفلسطيني، فهي جريمة اسرائيلية بشعة مكتملة الأركان و سيتم وضع الملف أمام المحكمة الجنائية الدولية، فدم شيرين و كل الشهداء لن يذهب هدرا. 

و دعا اللوح الى إطلاق مبادرة لإعتبار هذا اليوم، يوما عالميا للتضامن مع الصحافة الفلسطينية، فقد اغتالوا شيرين ظنا منهم أنهم يغتالون الحقيقة و لكن شيرين نقلت الحقيقة في حياتها و بموتها و نحن على الدرب في نقل الحقيقة و ستظل فلسطين عربية عاصمتها القدس الشريف ، و نحن نحيي الذكرى 74 لنكبة فلسطين نجدد العهد و الوعد في التمسك في حق الشعب الفلسطيني في العودة الى الأرض فلدينا 7 مليون فلسطيني ما بين لاجئ و نازح من حقهم العوده الى بيوتهم و ديارهم التي خرجوا منها قسرا عام 1948، نتمسك بهذا الحق و لا يحق لأحد أن يتنازل عنه. 

وقالت دكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن استشهاد شيرين ابوعاقلة أعاد إحياء القضية الفلسطينية وايضا إحياء دور نقابة الصحفيين المصريين في دورها الوطني و القومي و التأكيد على كل مواقفها بشان مقاطعة التطبيع، مضيفة ان شيرين كانت نموذجا للتضحية و الصحافة الجادة التي اوضحت الفرق بين الصحفي الموظف و الصحفي صاحب القضية الذي يضحي بحياته من اجل قضيته. 

وأضافت: كان استشهاد شيرين حدثا وحد الفلسطينيين تياراته السياسية و فصائله الوطنية و أديانه السماوية، فعندما تستقر رصاصة صهيونية في جسد صحفية فلسطينية مسيحية و تشيع على اكتاف اسلامية و عندما نسمع ترانيم القيامة تتلوها هتافات تكبير ، إذن اخلع نعليك و توضأ فأنت في فلسطين. 







اعلان