20 - 04 - 2024

الحوار .. الحوار .. الحوار !

الحوار .. الحوار .. الحوار !

هل الحوار مطلوب ؟ ..نعم . وضروري ؟ ..طبعا . ومتأخر ؟.. معلش . وهل له غرض ؟.. مفيش حاجة ملهاش غرض . وهل الغرض واحد عند أطراف الحوار ؟ ..طبعا لا . والأهداف ؟.. لازم تحددها اطراف الحوار أولًا وتدرك انه وسيلة وليس غاية . وهل من شروط لنجاحه ؟.. بالتأكيد وإلا كان الموضوع إلهاء . طب وبعدين ؟!! النوايا لابد ان تنعقد علي مصالح الوطن العليا ..والارادة لابد ان تستهدف تحقيق كل ما يحسن أوضاع الناس واحوالهم . 

الحوار لابد أن  يشمل قوي التأثير الاجتماعي وأصحاب المصالح الأوسع من النقابات المهنية والعمالية وغيرها . لكن هل النقابات المحاصرة وعديمة الفعل والقيمة مؤتمنة علي تمثيل قواعدها.. ؟! وهل الأحزاب والقوي السياسية التي انهكت وحوصرت ولم تعرف الجماهير اليها طريقًا أو سبيلًا قادرة أن تشترك في حوار متكافئ ؟! هل سنكتفي ان يذهب الوطن الي المستقبل بـ "مستقبل وطن " واخوته من الأوطان الأخرى  من الذين أطلوا علينا فجأة بمناسبة هذا الحوار !!

اذن ما العمل ؟!

لاسبيل الا بتجديد الهواء وضخ اكسجين نقي إلي رئة كادت ان تتحجر . وتجديد كل القناعات التي أودت بنا الي هذا الحال .فلا يمكن لحزب او نقابة او آي تجمع اخر مدعو للمشاركة في الحوار دون أن يكون قد تمكن أولا من إدارة حوار مع قواعده أو جمعياته العمومية . لابد أن يعاد إلي قاموسنا تعبير " المشاركة "بدلا من تعبير " متشكرين " كفاية عليكم كده فنحن نعرف كل شيء !! أن تعود الحياة لكثير من مواد الدستور خاصة ما يتعلق بالحريات والحقوق الاجتماعية الذي تم إخفاء أغلبها في ادراج موصدة. أن ندرك أن غياب حرية التعبير والصحافة والإعلام ومعاقبة كل من يستخدمها أحد أهم مظاهر الأزمة وليست "افتكاسة" أن "ده اللي ودا البلد في داهية ومش هنسمح به تاني" !

 في الحوار مطلوب حضور جمهور الدرجة التالتة قبل رجال المقصورة وبعيدًا عن آليات الصوب أو شركات العلاقات العامة .

باختصار إشاعة مناخ من الحرية وحق الاختلاف وقبول التنوع هو الشرط الموضوعي لنجاح الحوار واختبار جديته ، نتمني أن تكون هناك محاولة حقيقية وليس فرصا ضائعة، وألا يلحق هذا الحوار بمبادرات اطلقت في عهود سابقة ثم إنتهت بمقولة شهيرة عام ٢٠١٠ "خليهم يتسلوا" !!

مقالات اخرى للكاتب

 الغزالي حرب وثقافة الاعتذار





اعلان