19 - 04 - 2024

صحفي "المشهد" في تجربة ميدانية.. الشرع والقانون والعرف يؤكدون "الشبكة" من حق العريس ووالد العروس يتحدى الجميع!

صحفي


                      نصيحة قانونية لكل مقبل على الخطوبة.. "حرص ولا تخون" احتفظ بفاتورة الذهب !

حال فسخ الخطوبة "الشبكة" من حق العريس ولا العروس ؟؟


صحفي "المشهد" في تجربة ميدانية.. تمسك والد العروس بـ"الشبكة".. ومحامي يتطوح لاعادتها للعريس


والد العروس لصحفي "المشهد": "هو دخوله وخروجه من بيتنا وتأثيره على سمعة بنتي ببلاش!!" 


الشرع والقانون والعرف يؤكدون "الشبكة" من حق العريس ووالد العروس يتحدى الجميع!

والد العروس بعد مفاوضات يشترط دفع نصف قيمة "الشبكة" لإعادتها


محمود حسنين المحامي: "طالما العريس معه الفاتورة.. القانون سيعيد له شبكته كاملة مكملة.. وانا متطوع في هذه القضية"


أيمن أبو الفضل: "الشبكة" من حق العريس والهدايا من حق العروس


بلاغ للنائب العام.. بوقف الاستحواذ على اموال الشباب عن طريق فسخ الخطوبة 




تُعد فترة الخطوبة من المراحل المهمة قبل الزواج  وتخضع للعادات والتقاليد وغالبًا ما تكون مصحوبة بشراء "الشبكة"، وهي هدية من الذهب يقدمها الخاطب لخطيبته كنوع من الجدية في نية الزواج

وتختلف هذه الشبكة من محافظة لأخرى في مصر فبعض المحافظات تكون فيها مجرد دبلة وخاتم  وقد تزيد بحسب العادات والتقاليد والمكان ومستوى الشاب المتقدم حتى تصل الشبكة المقدمة في الخطبة ببعض محافظات صعيد مصر إلى 100 غرام من الذهب، وفي حال حدوث خلافات تؤدي إلى فسخ هذه الخطبة فإن ذلك قد يترتب عليه مشكلات تتعلق بمسألة رد الشبكة والتي يتم التحاكم فيها للعرف في معظم الأحيان

وفي كثير من الأحيان يفشل الخاطب في استرداد الشبكة بسبب تعنت أهل العروسة في ذلك، وتكون هناك صعوبة في إثبات من المخطئ فضلا عن عدم امتلاك الخاطب في معظم الأحيان سندا قانونيا يثبت ما قدمه للعروس من ذهب أو غيره في فترة الخطوبة

وشهدت الفترة الاخيرة انتشار ظاهرة انهاء الخطوبة بغرض الاستحواذ على  الذهب من الضحية "العريس"، ومنهم من يأمر ابنته بمقابلة العريس بشكل سيء دائما حتى يمل، وحينما يمل الضحية ويطلب فسخ الخطوبة يقول  له والد العروس " من يترك هو من يخسر وليس من حقك الذهب" ليقع في فخ النصب والاحتيال، وحدثت هذه الواقعة مع شباب كثيرون واغلبهم يستعوض الله في خسارته للذهب ويتركه ، بعدم وعي منه بان القانون يحميه ويعطيه حقوقه كاملة .

لجأ الشاب عبد الله ابن منطقة ساقية مكي بمحافظة الجيزة إلى "المشهد" قائلًا انا أعمل "شيال" في احد المصانع وراتبي ضعيف جدا ، ومنذ 7 شهور تقدمت لخطبة فتاة من ابناء منطقتي ولكنها تسكن في الوقت الحالي بالهرم "ترعة المنصورية" حتى اكمل نصف ديني ، وفي الفترة الأخيرة حدث سوء تفاهم سببه مطالبة اسرتها بشراء ملابس العيد لها باسعار كبيرة رغم اني قلت لهم لا املك في الوقت الحالي سوى 400 جنيه فقط لا غير ، قال لي والدها "هسلفك" وتكمل باقي المبلغ وترده بعدين؟، وهذا الموقف جعلني اعلم يقينا اننا لا نناسب بعضنا البعض مؤكدا، ان عادة فترة الخطوبة ان تظهر هل يصلح الطرفين لبعضهما ام لا واكتشف عبد الله انهم لا يصلحان لبعضهما موضحا انه حينما طلب من والد خطيبته الذهب تحويشة عمره ، مع تنازله عن أي هدايا او اموال دفعها لهم، قال له والدها ان من يترك يخسر وليس لك عندي ذهب .

طلبت "المشهد" رقم والد العروس في محاولة لتسوية الأمر بالتراضي وحينما تحدثنا معه وطلبنا منه بكل ود رد الذهب الى العريس حيث انه لجأ الينا وظروفه المادية شبه معدومة وان الموضوع يفضل ان ينتهي بالتراضي بدلا من القضايا والرأي العام كان رد السيد "ر  " والد العروس، هل دخوله على ابنتي لمدة 7 شهور والتأثير على سمعتها ليس له ثمن ؟ فأجبناه انه اي اموال اعطاها لها او هدايا او ملابس طوال فترة الـ 7 شهور ليست من حقه ان يستردها ولكن من حقه ان يسترد الذهب فقال والد العروس سأرد عليكم لاحقا وثاني يوم كان الرد انه موافق ولكن يريد مبلغ 4 ألاف جنيه شرط عودة الذهب ثم عاد مرة اخرى وقال ان سمعة ابنتي اهم عنده من اي شيء في مماطلة منه مرة اخرى لعدم ارجاع الذهب لعبد الله ضحية الطمع  والجشع .

تواصلت "المشهد" مع علماء الدين ومن بينهم فضيلة الشيخ ايمن ابو الفضل من العلماء أهل الثقة بمحافظة الجيزة والذي أفاد: "إنه يجب رد الشبكة إلى الخاطب عند فسخ الخطوبة، سواء كان هو المتسبب في الفسخ أم العروس، فإذا انفسخت الخطبة يجب رد المهر كاملًا إلى الخاطب طالما أنه لم يتزوجها بعقد شرعي"

وأشار إلى أن الخِطْبَة وقراءة الفاتحة وقبض المهر وقبول الشبكة؛ كل ذلك من مقدمات الزواج، ومن قبيل الوعد به ما دام أن عقد الزواج لم يتم بأركانه وشروطه الشرعية، وقد جرت عادة الناس على أن يقدموا الخِطبة على عقد الزواج لتهيئة الجو الصالح بين العائلتين 

وأضاف: فإذا عدل أحد الطرفين عن عزمه ولم يتم العقد، فالمقرر شرعًا أن المهر إنما يثبت في ذمة الزوج بعقد الزواج، فإن لم يتم فلا تستحق المخطوبة منه شيئًا، وللخاطب استرداده، أما الشبكة التي قدمها الخاطب لمخطوبته فقد جرى العرف على أنها جزء من المهر؛ لأن الناس يتفقون عليها في الزواج، وهذا يُخرِجها عن دائرة الهدايا ويُلحِقها بالمهر، وقد جرى اعتبار العرف في التشريع الإسلامي؛ لقوله تعالى: «خُذِ العَفوَ وأمُر بالعُرفِ» (الأعراف: 199)، وفي الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه: «ما رَأى المُسلِمُونَ حَسَنًا فهو عند اللهِ حَسَنٌ، وما رَأَوا سَيِّئًا فهو عند اللهِ سَيِّئٌ" أخرجه أحمـد والطيالسي في مسنديهما»

وتابع: فالشبكة من المهر، والمخطوبة المعدول عن خطبتها ليست زوجة حتى تستحق شيئًا من المهر؛ فإن المرأة تستحق بالعقد نصف المهر، وتستحق بالدخول المهر كله

ونوه إلى أن الشبكة المقدمة من الخاطب لمخطوبته تكون للخاطب إذا عدل الخاطبان أو أحدهما عن عقد الزواج، وليس للمخطوبة منها شيء، ولا يؤثر في ذلك كون الفسخ من الخاطب أو المخطوبة.

وقال الدكتور محمد ماهر البحيري ‏دكتوراه في اصول الفقة ‏‏جامعة الازهر‏ في تصريحاته لـ"المشهد"  في تعليقه عن القضية:إن الذهب جزء من المهر وطالما لم يكتب فهو من حقه ويرد كاملًا وطالما اساءوا معاملته ترد الهدايا العينية التي لم تستعمل وكذا النقود .

وتضامن مع الشاب عبد الله، المستشار محمود حسنين وتطوع في القضية قائلًا خلال حديثه لـ"المشهد": انا متطوع اني اساعده في رد الذهب له أمام المحكمة

وتحاورت "المشهد" مع "حسنين" والذي اوضح ان الخطبة وعد بالزواج وليست عقدا، موضحا ان المقرر بنص المادة 500 من القانون المدنى أنه: "يجوز للواهب أن يرجع في الهبة إذا قبل الموهوب له ذلك، فإذا لم يقبل الموهوب له جاز للواهب أن يطلب من القضاء الترخيص له في الرجوع متى كان يستند في ذلك إلى عذر مقبول ولم يوجد مانع من الرجوع"، والحكم أيضاَ استند على فتوى صادرة من مفتي الجمهورية مستنداَ فيها على القانون رقم 1 لسنه 2000م مفادها أن الهبة شرعا يجوز استردادها إذا كانت قائمة بذاتها ووصفها، وذلك لا يؤثر في كون الفسخ من الرجل أو المرأة .

وأكد عمرو كاسب ابو عاصم من متابعي قصة الشاب عبد الله والمتعاطفين معه: "اتفقت المذاهب الفقهية على رجوع المهر في حال فسخ الخطوبة، واختلفوا في رجوع الهدايا من عدمها، فإن كانت الشبكة متفق عليها أنها من المهر فللخاطب أن يسترد مهره ومنه الشبكة، أما إن كانت من الهدايا فالرأي الوسطي في هذه المسألة هو أن ينظروا للمتسبب في الانفصال، فإن كان الخاطب هو الذي ترك فلا يسترد هديته، "وإن كانت المخطوبة هي التي تركت فترد الهدية للخاطب".

 

وقام الشاب عبد الله بعمل توكيل للمحام المتطوع محمود حسنين للبدء في اجراءات القضية والتي أكد "حسنين" انه سيرد الذهب كاملا للعريس دون أي اتعاب وذلك استجابة لـ"المشهد" وتعاطفا مع الشاب صاحب الحق، خاصة وانه يحتفظ  بفاتورة الذهب ولديه شهود على الواقعة واثباتات اخرى .









اعلان