19 - 04 - 2024

وتبقى شيرين أبو عاقلة

وتبقى شيرين أبو عاقلة

ارتقت الصحفية الفلسطينية ومراسلة قناة الجزيرة بالأراضي المحتلة شيرين أبو عاقلة ، شهيدة تزيد جراحنا وتذكرنا بالدماء ونازية المجرمين التي لا تتغير ولا تتبدل، وشاهدة صدق وعدل منذ ربع قرن، على القضية الفلسطينية، تاركة الرسالة لنا بالمضى على درب الحقيقة وتجديد العهد والعزم على مواصلته حتى النهاية.

إن الرصاصة التي انطلقت من بندقية العدو المحتل ، هي رصاصة انطلقت الي كل قلوب الصحفيين العرب، لتزيد الثأرات وتجدد القسم على مواثيق الشرف في نقابات  الوطن العربي لرفض التطبيع ومواصلة الطريق على نصرة الكلمة والحقيقة والقضية الفلسطينية، هذه القضية الأم لكل العرب والمسلمين وكل من يؤمن بحقوق الإنسان.

ولقد وثقت جميع قرارات الجمعيات العمومية لنقابة الصحفيين بمصر، قرار حظر جميع أشكال التطبيع المهني والنقابي والشخصي مع الكيان الصهيوني حتى يتم تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو ما يجب أن نذكر به بعضنا البعض ونتعهد بالتمسك به مهما كانت الضغوط والأحداث.

إننا نعزي أنفسنا ونعزي كل زملائنا وزميلاتنا في فلسطين في هذا المصاب الجلل، ولعل الالتفاف العربي والإسلامي، الرسمي والشعبي، وفاءا للشهيدة، وتكريما لها، ونصرة لحقها في القصاص، سلوى لنا، حتى تنصف محكمة العدل الدولية كل الشعب الفلسطيني وفي القلب منه عيون الحقيقة ، أو حتى تنصفنا محكمة العدل الإلهية يوم لا ينفع المحتل رصاص ولا قوة دولية راعية.

لقد كانت آخر كلمات الشهيدة على حسابها الرسمي على تويتر رسالة تذكير لنا جميعا بإعادة الخير إلى الأراضي المقدسة، حيث قالت :" "الى الاصدقاء والأحبة كل عام وانتوا بالف خير، كل عام وقدسنا وفلسطيننا بخير"، وهي أمانة في عنق كل كاتب وصاحب قلم وكل مؤمن بالقضية الفلسطينية في الاستمرار في الدعم والمؤازرة حتى يعم الخير القدس وفلسطين ويذهب المحتل بكل جرائمه إلى نهايته الحتمية.

ورغم الفراق، تبقى شيرين أبو عاقلة ، حاضرة في قلوبنا ، وعظيمة بتاريخها المسطر بحروف من نور في تاريخ أمتنا، وملهمة بصوتها المميز في نغمات النصرة والدعم للمقدسات، ونبيلة بمخاطرتها رغم علمها بغباء المحتل ، ولكن كانت الحقيقة أغلى وأعز لديها، وكان هدفها واضح منذ البداية ، لتقيم الحجة على كل الصحفيين العرب، بأن المهمة صعبة ولكن الإرادة أقوى، طالما توافر اليقين ووضحت بوصلة المسير.

لروحها السلام والمجد ، ستبقى شيرين أبو عاقلة ويرحل المحتل.
------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان