رئيس شركة حلوان لمحركات الديزل في حوار للمشهد: 
- هدفنا الرئيسي سد احتياجات القوات المسلحة ونشارك في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية للدولة 
- نساهم بإنشاء نحو 90 محطة رفع في 13 محافظة وإعادة تأهيل قناطر إسنا ومشروعات بالسد العالي 
- نطور 295 مزلقانا وتحويلها إلى العمل بنظام الاتوماتيك بتكلفة تبلغ نحو 1.2 مليار جنيه
- الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في إيقاف مشروع الجرارات الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع بيلاروسيا
- اتفقنا مع بيلاروسيا على رفع نسبة المكون المحلي في الجرارات 85% لدعم الصناعة المصرية
- رفع نسبة المكون المحلي سيخفض سعر الجرار البيلاروسي بنسبة 15% عن المنافسين

طفرة إنتاجية كبيرة تحققت في شركات ومصانع وزارة الدولة للإنتاج الحربي التي تعمل على تصنيع العديد من الأسلحة والمعدات العسكرية وقطع الغيار التي تحتاج إليها القوات المسلحة، إلى جانب استغلال فائض الطاقة لديها في الصناعات المدنية لدعم الاقتصاد الوطني.

من ضمن هذه القلاع الصناعية (شركة حلوان لمحركات الديزل "مصنع 909 الحربي") حيث قامت "المشهد" بجولة داخل المصنع، وألتقت برئيس مجلس الإدارة المهندس / طارق بخيت، الذي أكد أن الشركة لديها العديد من المشروعات العسكرية والمدنية بقيمة إجمالية تبلغ نحو 6 مليارات جنيه، بعضها يتم تنفيذه خلال 3 سنوات وبعض هذه المشروعات يتم تنفيذه خلال 5 سنوات.

شركة حلوان لمحركات الديزل تقوم بتنفيذ العديد من المشروعات بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية المعنية وأيضا بالتعاون مع القطاع الخاصن ولديها اتفاقيات مع دول أجنبية بهدف توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا لمصر

وإلى نص الحوار

* بداية نود أن تحدثنا عن مصنع 909 وأهم منتجاته العسكرية والمدنية؟

- شركة حلوان لمحركات الديزل (مصنع 909) الحربي تأسست في عام 1960 كأول شركة صناعية لمحركات الديزل في مصر والشرق الأوسط وتنتج الشركة محركات ديزل صغيرة ومتوسطة القدرة.

والمحركات التي يتم إنتاجها تُستخدم لتوفير القدرة لمختلف للأغراض الصناعية والزراعية ولتوليد الكهرباء، ويتم تصنيع أجزاء المحرك بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والتقنيات العالمية، حيث يتم إنتاج 90 جزءاً من أجزاء المحرك محليا بنسبة 75% من حجم المحرك.

والشركة تصنع محركات الديزل ذات السرعات العالية مع صغر الحجم وبتصميمات هندسية متميزة وتغطي نطاق قدرات تصل 205 حصان، حيث يتم استخدامها في كافة الأغراض الصناعية والزراعية، مثل تشغيل مقطورة تجفيف التربة ووحدات شحن البطاريات وخلاطات الخرسانة وأوناش ومعدات الري وطلمبات معالجة مياه الصرف الزراعي ومجففات الذرة ومفارخ الأسماك والماكينات والجرارات الزراعية وغيرها.

وتقوم شركة حلوان لمحركات الديزل بإنتاج وحدات توليد الطاقة بقدرات مختلفة ومنها وحدات توليد الكهرباء المعزولة صوتياً لاستخدامها في المستشفيات، قطع غيار محركات الديزل، لوحات التشغيل والتحكم ولوحات نقل الأحمال الأوتوماتيكية، وحدات اللحام بالقوس الكهربائي، مضخات إطفاء الحريق.

كما تنتج وحدات ضغط الهواء، مضخات الري بإستخداماتها ومواصفاتها المختلفة والتي تدار بمحركات الديزل، وحدات شفط المياه التي تستخدم في حالة السيول، سبائك كراسي المحاور بأنواعها والتي يتم استخدامها داخل المحركات التي تعمل بالبنزين والديزل ومختلف الماكينات.

وتسعى الشركة بشكل دائم من خلال نخبة من المهندسين ذوي الخبرة والعمالة الفنية الماهرة إلى تقديم منتجات تلبي احتياجات عملائها وذلك بجودة عالية وبأسعار منافسة، كما تحرص على تطوير منتجاتها باستخدام أحدث التكنولوجيات.

* ما المجالات التي تدخل بها تطبيقات الديزل وهل يوجد تصنيف عالمي لها؟

- تطبيقات الديزل تدخل في أشياء كثيرة جداً في المعدات الزراعية يمكن أن نستخدمها في دراسة الحبوب حسب التطبيقات المطلوبة، كما تدخل تلك المحركات في الزراعة والصناعة، فمثلا إذا دخلنا منطقة "شق الثعبان" المنطقة الشهيرة في مصر بإنتاج الرخام ستجد أن كل القطاعات والكسارات من محركات المصانع الحربية وهو المحرك الذي يصمد أمام ظروف التشغيل الصعبة لأنها ليست محركات خفيفة وأعطالها كثيرة.

والمحركات التي ينتجها المصنع ذات رخصة عالمية من الشركة الألمانية "دويتس" التي  تعتبر من أولى الشركات على مستوى العالم،  حيث لدينا عائلتان من المحركات الدويتس الألماني ومحرك حلوان والذي يعتبر في الأساس رخصة نمساوية وأن التطوير الذى يدخل على ذلك المحرك يكون من داخل الرخصة بحيث يجب أن تقر من جهات التوحيد القياسي والجودة المصرية.

* هل يوجد خطط للتطوير واستخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليات التصنيع؟

- نعمل باستمرار على تطوير المصنع لتلبية متطلبات السوق كما نتعامل مع مجموعة شركات كبرى تعمل فى مجال إنتاج محركات الديزل حول العالم منها  أوروبا وأمريكا وجنوب آسيا والهند كما بدأنا التعاون مع شركات من الصين.

والشركة مجهزة بأحدث المعدات التكنولوجية التي تمكنها من تصنيع محركات الديزل بمختلف انواعها وقدراتها والتي تقوم بتشغيل طلمبات المياه التي يتم تصنيعها بأحدث الوسائل التكنولوجية وبأعلى معايير الجودة العالمية لما تتميز به الشركة من خطوط إنتاج تضاهي خطوط الإنتاج العالمية وعمالة مدربة علي أعلي مستوي.

* في ظل السوق المفتوح هل تستطيع شركة حلوان لمحركات الديزل تقديم منتجات تنافس من حيث الجودة والأسعار؟

- أسعار منتجات المصنع تستطيع المنافسة في الأسواق، ويختلف سعر الوحدات على حسب قدرة كل وحدة لسحب المياه من عمق الأرض، حيث لدينا تقريبا 6 قدرات ويختلف سعر كل وحدة على حسب تجهيزها وهذه الوحدات تقوم بتغطية محافظات الدلتا من خلال المساحات التي تعمل بالمراوى.

وتعمل الشركة وفقاً لخطة تسويقية يتم تحديثها سنوياً لتسويق منتجاتها داخلياً وخارجياً من خلال معارض ومنافذ بيع المنتجات المدنية لشركات الإنتاج الحربي والمنتشرة على مستوى الجمهورية، كما تم توقيع بروتوكول تعاون مع بنك التنمية الزراعية والشركة المصرية لتنمية الريف المصري لتدعيم تلك الوحدات وتوفيرها بنظام القسط، ثم تحصيل تلك الأقساط بعد بيع المحصول من الفلاح ، فهي تعتبر من أقل الوحدات التي تستطيع أن تنقذ الأرض الزراعية.

* ما المشاريع غير النمطية التي بدأ المصنع يدخل فيها خلال الفترة الأخيرة؟

- الهدف الرئيسي من إنشاء مصانع وشركات الإنتاج الحربي هو سد احتياجات القوات المسلحة وتلبية كافة مطالبها، وفى حالة السلم يتوفر فائض فى الطاقة التكنولوجية والبشرية يتم إستخدامها فى تنفيذ المشروعات القومية والتنموية للدولة، حيث تم توقيع عدة عقود لإعادة تأهيل "قناطر إسنا " التي تعتبر البوابة الأولى بعد السد العالي، وإنشاء أكثر من 90 محطة رفع على مستوى الجمهورية بـ 13 محافظة.

كما نقوم بتنفيذ وإنشاء "المفارخ السمكية " لصالح وزارة الزراعة،  حيث يتم إنشاء مفرخين الأول بالإسكندرية والثاني بالعريش، ونتعامل مع شركات أجنبية لنقل الخبرات لأن هذه المفارخ بحرية ومصر تتميز بالمفارخ النيلية، وسوف يتم التوسع في تلك المفارخ بعد تشغيل المفرخين  بالإسكندرية والعريش وستكون باب خير للبلاد في الفترة القادمة.

كما تم إسناد تصنيع مجففات الذرة لصالح الإنتاج الحربي ووزارة الزراعة ليكون مشروعا متكاملا يحافظ على تلك الثروة، ونجاحه سوف يغير حجم زراعة الذرة في مصر لأنه محصول إستراتيجي على مستوى العالم وسوف يخدم مشروع المليون ونصف مليون فدان لأن هذا المحصول يحتاج إلى مساحات كبيرة.

* ماذا عن التعاون مع الدول الأجنبية وخاصة بيلاروسيا؟

- هناك تعاون وثيق مع كل من الشركة البيلاروسية "منسك للمحركات" في مجال تصنيع محركات الديزل وشركة "منسك للجرارات" البيلاروسية في مجال تصنيع الجرارات، حيث نسعى للوصول إلى الريادة في مجال إنتاج محركات الديزل المطابقة للجودة العالمية منذ نشأتها، مع فتح أسواق جديدة ومشاركة الشركة في العديد من المشروعات القومية والتنموية التى تنفذها الدولة تحت عنوان "حياة كريمة".

* كيف يتم الاستفادة من هذا التعاون في توطين الصناعة المحلية ونقل هذه التكنولوجيا إلى مصر؟

- مشروع الجرارات الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع بيلاروسيا تم إيقافه مؤقتا بسبب الحرب لأن موانيء التصدير والتي ستنقل من خلالها بعض المكونات متوقفة عن العمل بسبب الحرب (الروسية الأوكرانية) وكان المفترض أن تصل بدءًا من الشهر الماضي، ونستفيد من هذا التعاون بأنه تصنيع مشترك وتم الاتفاق على إدخال مكونات محلية بنسبة 40% ثم رفعها بعد الحصول على المحرك إلى 60% ثم بعد ذلك رفع  هذه النسبة لتكون نسبة التصنيع المحلي بنسبة 85% من اجاملي المنتج "الجرار".

كما أن الجرار البيلاروسي بطبيعته سعره منافس وهو من أفضل الجرارات المطلوبة في مصر وأفضلها سمعة، ومن المتوقع أن ينزل سعره بنسبة 15% عن السعر المنافس بسبب وجود المكون المحلي.

* ماذا عن مشروع تطوير مزلقانات السكك الحديدية.. خاصة بعد التحويل من النصف آلي إلى الأوتوماتيك؟

- أسند إلى للشركة نحو 295 مزلقانا لتطويرها من قبل الهيئة القومية للسكك الحديدة، بالتعاون مع مجموعة من الشركات المحلية والأجنبية، بتكلفة تبلغ نحو 1.2 مليار جنيه، وبعد تطوير أكثر من 80 مزلقان بنظام النصف آلي، طلبت السكك الحديدية، استكمال الباقي بنظام الاتوماتيك الكامل، ورأينا أنه من الأفضل إعادة تطوير وهيكلة المزلقانات كلها لتكون آلية بما فيها الـ 80 الذي تم تطويرها من بنظام النصف آلي.

والمزلقانات نعمل على تطويرها بمنتج مصري محلى يتم تصنيعه داخل مصانعنا بخبراتنا بالإشتراك مع كليات الهندسة من مختلف الجامعات المصرية، حيث يتم تركيب المزلقان الأوتوماتيك الذي يعتبر أحدث نظام في العالم ولا يتدخل به العامل البشرى وسوف نقوم بالتركيبات وتخضع هذه المزلقانات لإختبارات قاسية من قبل هيئة السكك الحديدية  حتى يتم التأكد من كفاءته ثم يتم تركيبه بعد ذلك فى جميع محافظات مصر.

* هل هناك تعاون مع الوزارات والشركات الحكومية والخاصة في مصر؟

- يوجد تعاون مع الوزارات والمحافظات والهيئات المختلفة، وذلك من منطلق إيمان وزارة الإنتاج الحربي، بأهمية التكامل مع مختلف المؤسسات والجهات بالدولة، وعلى سبيل المثال قامت شركة حلوان لمحركات الديزل خلال الأعوام الماضية بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتوريد جرارات زراعية لمحافظة كفر الشيخ وإقامة صوامع زراعية لوحدة تحسين الإنتاج النباتي والحيواني.

* ماذا عن مشروع الجراجات ومغاسل السيارات؟

- تم توقيع بروتوكول تعاون بين شركة حلوان لمحركات الديزل ومؤسستي أوكسي هيلث ومودرن سرفيس لتصنيع وحدات متنقلة/ ثابتة لتنفيذ مشروع مغاسل السيارات، الهدف من البروتوكول تشغيل الشباب والحد من استهلاك المياه، وتعد هذه الطريقة الجديدة صديقة للبيئة وموفرة للمياه، وقد تم تنفيذ العينة الأولي.

نحرص دوماً على تحقيق التكامل والتعاون مع كافة الجهات المعنية وخاصة المصانع الشقيقة، حيث نتعاون مع مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات "مصنع 200 الحربي" في تنفيذ هذا المشروع تصنيع التروسيكل وستقوم الشركة بتجهيزه بماكينة ووحدة توليد طاقة وتندة لغسيل السيارات، ويتم تسليمه لشباب الخريجين بعد تدريبهم عليه عن طريق وزارة الشباب والرياضة.
-------------------------
أجرى الحوار – رامي إبراهيم
من المشهد الأسبوعي