28 - 03 - 2024

أيها القائمون على أمر مصر : الإنتاج ، الإنتاج ، الإنتاج

أيها القائمون على أمر مصر : الإنتاج ، الإنتاج ، الإنتاج

لن اكتب أرقاما عن الدين الخارجي المخيف و لا الدين الداخلي المفزع ...

لكني فقط سوف اعيد كلاما كتبته في عدة مقالات منذ عام 2014 و حتى الآن ...

بدلا من أن تبني شقة و تجهزها بالأثاث ، ابن ورشة و جهزها بالآلات .. ساكن الشقة يحتاج مالا ليأكل و يشرب و يعيش ، مالك الورشة سوف ينتج سلعا يبيعها فيتكسب مالا ليستأجر شقة و يدخر مالا و يتملك بيتا ..

بدلا من أن تبني برجا و تبيع شققا لمرة واحدة ، ابن مصنعا ينتج يوما بعد يوم و عاما بعد عام .

بدلا  من أن تبني جامعة أجنبية لتحصل على أموال أبناء الأغنياء ،  ابن مصنعا و مركزا تدريبيا و درب أبناء الفقراء على الإنتاج، منتجاتهم سوف تغنينا عن الإستيراد .

يا أيها القائمون على إدارة الأمور في مصر ، التعليم التدريبي،  و التدريب التحويلي هي المجالات التي يجب الإنفاق عليها بسخاء لإحداث تنمية حقيقية .

شباب مصر يحتاج من يأخذ بيده إلى طريق العمل و الانتاج ..

بدلا من أن تستثمر مؤسسات الدولة على في تجارة السلع بأرخص الأسعار ، أو بناء المنتجعات للحصول على أموال الأغنياء،  إستثمروا في بناء البشر بإنشاء مراكز تدريب حقيقية و لا أقول دربوا الشباب مجانا ، لكن اجعلوا التدريب بقروض حسنة بدون فوائد و بعد التدريب  وفروا لهم فرص عمل إنتاجية بأجور عادلة يسددون منها القرض و يكسبون و يدخرون وبهذا نصبح شعبا منتجا و لا نحتاج للعملات الأجنبية و لا تهددنا بالجوع حروب في أقصى الأرض أو أدناها ...

استصلحوا الأراضي و إعطوها لمن يرغب من أبناء الشعب كبيرا أو صغيرا بحق الإنتفاع بدلا من نظام وضع اليد القديم و وفروا لهم الإشراف و مستلزمات الزراعة فإن أحسنوا زراعتها ملكوها لهم بعد عدة سنوات و إن لم يحسنوا اسحبوها منهم و أعطوها غيرهم ..

بدلا من أن تبيع الدولة لسكانها، و سكانها يبيعون لبعضهم بعضا ، انتجوا للتصدير و بيعوا للشعوب الأخرى .

لننشئ  مصانع لتجميد و تصنيع الخضروات في كل محافظة بدلا من فساد ما يقرب من ثلاثين بالمائة من المنتجات الزراعية بسبب سوء التخزين و النقل بحسب الخبراء ، وقتها تستطيعون التصدير ..

نحن هنا - في الولايات المتحدة - نشتري خضارا مجمدا مصدره إيران و تركيا و بقول و توابل مصدرها إيران و تركيا ، لا يوجد منتج مصري منافس ، حتى الفول المدمس هنا نشتريه مستوردا من الإمارات ..

الملابس من الصين و إندونيسيا و ماليزيا و أسعارها رخيصة ، و لن أقول لكم إن وجدنا منتجات مصرية فكيف تكون المقارنة في السعر و الجودة..

العالم سوق مفتوح و لدينا ملايين البشر بلا عمل، فلماذا لا نطور قدراتهم بالتدريب و نأخذ بأيديهم بلا إستغلال و نجعلهم جميعا قوات انتاجية ، الأمر ليس صعبا .  

فكرة أن الشباب يرفضون العمل المنتج  غير حقيقية .. هم فقط يرفضون العمل بأجور ضعيفة و تحت ظروف سيئة.

اضمن لشباب مصر حقوقهم من تأمينات اجتماعية و تأمين صحي و معاش و مكافآت لزيادة الإنتاج ؛ و هم يقبلون على العمل. اضمن لهم أجرا يكفي لدفع قيمة السكن و الطعام و الشراب و العلاج و هم يعملون بكل طاقاتهم.

اضمن لهم معاملة عادلة ، طيبة و تقديرا للمواهب و الكفاءات و هم يقبلون على العمل.

لماذا يسافر الشباب؟

يسافر الشباب لأن جهده هناك في البلاد الأخرى يكفيه و يفيض و يدخر منه .. اعطه أجرا قريبا من الذي يتقاضاه في أي بلد آخر و طالبه بذات الجهد الذي يبذله في البلد الآخر و سوف يعطيك أكثر.

و بدلا من أن تصدر عمالا صدر إنتاجا.

يا أيها القائمون على أمر مصر ، أنتم وكلاء الشعب في إدارة شؤون الدولة و مواردها ، احترموا هذا الشعب و خذوا بيده نحو حياة كريمة بالعمل و الإنتاج و ليس بالتسول أو استجداء التبرعات أو تلقي الصدقات.

حددوا شرائح عمرية من أعلى الأعمار إلى أدناها. بعض الخريجين وصلت أعمارهم إلى الأربعين و هم لا يجدون عملا مستقرا ، إفتحوا لهم باب التدريب على صناعات صغيرة و لمن هو أكبر منهم و يرى نفسه قادرا على تغيير مجاله و ملكوهم ورشا إنتاجية تسدد قيمتها من الإنتاج على عدة سنوات أو أجروها لهم بحق الإنتفاع لسنوات طويلة ، فإذا ما انتهيتم من تشغيل دفعة من هؤلاء إعلنوا عن قبول دفعة جديدة من غيرهم و غيرهم ، و اجعلوا الدورات التدريبية في كل المحافظات و لكل الأعمار ...

الأمر ليس صعبا على الإطلاق و الأموال التي تقترضونها لشراء غذاء  أو بناء أبراج يمكنها أن تكون نواة للإنتاج ؛ ثم من ثمار الإنتاج يمكن إقامة المشروعات الأخرى.

بناء مصر لن يكون إلا ببناء الإنسان المنتج.

-------------------

بقلم: إلهام عبدالعال

مقالات اخرى للكاتب

خدمة العملاء و تعذيب المواطن





اعلان