25 - 05 - 2025

رسائل التغيرات المناخية .. من وادى الحيتان بالفيوم

  رسائل التغيرات المناخية .. من وادى الحيتان بالفيوم

"تغييرات مناخية إيه كلمينا على الأسعار اللى بقت نار .. تعالى بس حتى الأسعار اللى بقت نار هتولع أكتر بسبب التغييرات المناخية ..إيه علاقة الأسعار بالمناخ ؟"

أيوه لها علاقة لما تتآكل الرقعة الزراعة سترتفع أسعار المحاصيل واللحوم والألبان وقد لاتتوفر.

"سيبك من الأسعار..تعالى نتكلم عن آخر أخبار "كورونا"؟"

حتى كورونا "كوفيد19"  ثبت علاقتة  بالتغيرات المناخية.."دا كلام علمى مش فًتىْ، الأبحاث والدراسات أثبتت إن التغييرات المناخية سيترتب عليها ظهور أوبئة.فقطع الغابات أخل بالتوازن البيولوجى مما نتج عنه ظهور فيروس "كوفيد 19" .

إذن لامفر من الكلام عن التغيرات المناخية لأنها لاتتعلق فقط بحقى وحقك فى حياة آمنة وإنما تتعلق بحقوق الأجيال القادمة.

أنا وإنت مدعون بقوة ليس فقط للعلم بقضية التغييرات المناخية ومخاطرها ولكننا مدعون أيضا للعمل من أجل المواجهة والتكييف مع ما تحمله التغييرات المناخية من تحديات .

أهمية القضية دفع وزارة البيئة للعمل مع كافة الوزارات من أجل نشر الوعى بقضية التغيرات المناخية، حيث أطلقت الوزارة عدة مبادرات مع وزارة التعليم العالى ووزارة الشباب والرياضة. تتحرك د. راندا فؤاد – وزيرة البيئة - فى كافة الاتجاهات بهدف توعية المجتمع بكل فئاته بقضية التغيرات المناخية.

وفى إطار الجهود المبذولة للتوعية بقضية التغيرات المناخية خاصة مع الاقتراب من عقد قمة المناخ بمصرنوفمبر القادم نظمت وزارة البيئة بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة برئاسة الكاتب الصحفى خالد مبارك ورشة عمل تحت عنوان "مستجدات قضية التغيرات المناخية ودور الاعلام " بحضور أعضاء جمعية كتاب البيئة، وشارك فى التتظيم عن وزارة البيئة هبة معتوق – رئيس المركز الاعلامي - ومحمد مصطفى – مدير عام التخطيط والتوعية والتدريب- إستمتعنا بمحاضرات عرضها علماء متخصصون. تحدث د. أحمد وجدى – مدير عام مشروع بناء القدرات الثالث الخاص بالتغيرات المناخية عن المستجدات المناخية العالمية والمحلية، موضحا إن التحدى الذى يواجهه العالم هو فى الابقاء على الزيادة المتوقعة فى درجة حرارة الجو فى حدود درجة ونصف حتى عام 2050، وفى أسوأ الفروض لا يزيد عن درجتين مئويتين، وإذا زاد سيهدد الحياة ستتآكل 14% من الشواطيء وسيتعرض التنوع البيولوجى للخطر، ستنقرض كائنات وتظهر أوبئة وأمراض مزمنة، ويحدث تصحر وتآكل للموارد الزراعية وهجرة للأسماك، وتأثيرات أخرى كثيرة ستؤدى لتدهور حاد فى نوعية الحياة.

وأوضح د. أحمد وجدى أن التغيرات المناخية ليست حدثا جديدا، فقد شهدت الكرة الأرضية عدة تغييرات مناخية على مر تاريخها، ولكنها كانت على فترات زمنية طويلة تسمح للكائنات الحية بالتكيف، أما الآن فالتغيرات تتم بسرعة لا تسمح للكائنات الحية بالتكيف.

وتحدث د. سمير طنطاوي - عضو الهيئة الدولية للتغييرات المناخية ومدير مشروع الابلاغ الوطنى الرابع للتغييرات المناخية - عن أهمية انعقاد مؤتمر الأطراف  "cop"27 فى مصر فالمؤتمر يشرف على تنفيذ القرارات ويراقب تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية الخاصة بتغير المناخ وما تحمله من رسائل موجهة للعالم، إضافة إلى منح مصر فرصا للحصول على تمويل مشروعات من الصندوق الأخضر من شأنها التقليل من الانبعاثات، وبالتالى الحد من التغييرات المناخية، وذكر أن مصر حصلت على تمويل لأربعة مشروعات، وهى مشروع حماية الشواطيء والجهة صاحبة المشروع وزارة الرى ، ومشروع مزارع الرياح بالزعفرانة ، ومشروع الطاقة الشمسية بمبان في أسوان ، والمشروع الرابع خاص بالطاقة المتجددة أيضا.

وأكد طنطاوى أهمية أن تكون لدى مصر حافظة مشروعات استثمارية مناخية مشروعات للتخفيف من الانبعاثات وأخرى للتكيف مع التغيرات المناخية.

وأعلن عن قرب إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية بعد عرضها على المجلس الوطنى للتغيرات المناخية برئاسة رئيس مجلس الوزراء.

ووجه د. كريم عمر- المدير الفنى لمشروع بناء القدرات الخاص بالتغيرات المناخية - عدة رسائل ترصد تأثير التغيرات المناخية.. أهمها إننا نعيش فقط ب1% من التنوع البيولوجى الذى كان موجودا سابقا. وأن 75% من مساحة الكرة الأرضية تغير، وفقد العالم 85% من الأراضى الرطبة، وانخفاض الانتاجية الزراعية فى 23% من مساحة اليابسة فى العالم.

إضافة إلى تضرر المناطق التى بها طيور ونباتات مهددة بالانقراض فى مصر مثل منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالى والتى تعيش بها سلاحف ونباتات نادرة.

وذكر إن مصر أدخلت فى القائمة الحمراء الدولية 15 نوعا من النباتات المهددة بالانقراض.

ومن الأنواع المهددة خص الجبل بسانت كاترين، وهو نبات تلقح عليه بعض الحشرات ويعطى مؤشرا على قوة التربة، ونبات الورد البرى، وله قيمة طبية حيث يتم طحنه. 

وتحدثت المهندسة سماح صالح - مديرعام التنمية البيئية ووحدة التنمية المستدامة – عن أهمية رفع الوعى بالتغيرات المناخية بين فئات المجتمع.

تضمت الورشة زيارة لمتحف وادى الحيتان، وهو مكان شاهد على التغيرات المناخية، حيث تثبت هياكل الحيتان المعروضة أن هناك سنوات اختفى فيها الجليد وارتفع منسوب المياه لتصل للفيوم، وهو ما ثبت بالدليل العلمى بعد إكتشاف هياكل الحيتان فى تربة الفيوم.. صاحبنا فى الجولة داخل المتحف المهندس محمد سامح، خبير المحميات بوزارة البيئة.

السؤال ماهو دورنا أنا وانت فى قضية التغيرات، وهل نستطيع أن نفعل شيئا؟ دورنا ببساطة أن نحب البيئة نحافظ عليها من التلوث، ونقلل قدر المستطاع من إستهلاك البلاستيك، وأن نرشد الإستهلاك ونتذكر دائما أن الله لايحب المسرفين ونتجه للأخضر فى كل حياتنا النقل الأخضر وببساطة كده المسافات اللى نقدر نمشيها نمشيها فالمشى نقل أخضر ورياضة.

حتى لو لم يؤثر التزامنا بالترشيد والاتجاه للأخضر على حرارة الكرة الأرضية، فالمؤكد أن حياتنا ستكون أفضل وعندما نقف أمام الله سنبريء أنفسنا من ذنب إفساد الأرض وإنه لذنب لو تعلمون عظيم.
---------------------
بقلم: نجوى طنطاوي