منذ قرر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا . فقد الأثرياء الروس وهم من بين أغنى 500 شخص فى العالم نحو 83 مليار دولار ، حسب مؤشر بلومبرج ومجلة فوربس الأمريكية المختصة بالثروة.
وكان الاتحاد الأوروبى قد أقر عقوبات على بعض كبار الأثرياء في روسيا، بمن فيهم قطب المعادن أليشر عثمانوف، ومالكى ألفا جرو وميخائيل فريدمان وبيتر أفين ، وقطب الصلب الروسى العالمى : أليكسى مورداشوف.
وشملت الإجراءات أيضاً دميترى بيسكوف المتحدث بأسم بوتين لفترة طويلة، وشخصيات نافذة فى وسائل الإعلام الحكومية، وكبار القادة العسكريين الروس، وشهد فاجيت أليكبيروف رئيس شركة لوكويل تقلص ثروته بحوالي 13 مليار دولار ، وهو أكبر انخفاض بين 22 مليارديراً روسياً على مؤشر بلومبرج .
وخسر رجل الأعمال البارز جينادى تيمشينكو ، أحد الذين عاقبتهم المملكة المتحدة، نصف صافى ثروته، كما زادت الأزمة الأوكرانية من معاناة رومان أبراموفيتش، أحد أكبر أعضاء نادى المليارديرات شهرةً، والذى يملك أصولاً من بينها: حصة الأسد فى شركات صناعية عالمية كبرى داخل وخارج روسيا، والحصة الأكبر فى نادى تشيلسى الانجليزى لكرة القدم، وسلم أبراموفيتش إدارة نادى تشيلسى لكرة القدم لأمناء المؤسسة الخيرية للنادى، تمهيدا لعرضه للبيع.
وبعيدا عن نادى كرة القدم .. الذى يمكن أن تبلغ قيمته أكثر من مليارى دولار، فإن العديد من أصوله الأخرى تقع خارج روسيا فى لندن أو مدرجة فى البورصات العالمية، إضافة لحصصه المالية فى شركات عدة للتكنولوجيا والطاقة حول العالم.
كما تمتد ممتلكاته العقارية من إسرائيل (التى يحمل جنسيتها ) وفرنسا، إلى قصر بالقرب من قصر كينسينجتون فى حى المليارديرات فى لندن. كما تظهر سجلات الممتلكات فى نيويورك أنه نقل ملكية قصر ضخم فى الجانب الشرقى من المدينة، وتبلغ ثروة أبراموفيتش الذى يبلغ 55 عاماً، وغير المدرجة على قائمة عقوبات المملكة المتحدة، حوالى 13.9 مليار دولار، وانخفضت بنحو 5 مليارات دولار، وفق تصنيف مجلة فوربس الامريكية لأغنى أغنياء العالم.
وتلقى الروسى فاجيت اليكبيروف رئيس شركة لوك أويل خسارة كبيرة، إذ انخفض صافى ثروته بمقدار الثلت تقريبا، كما انخفضت أسهم شركته للبترول الموجودة فى موسكو، وخسر أليكسى مورداشوف رئيس مجلس إدارة شركة صناعة الصلب سيفيرستال نحو 4.2 مليار دولار . بينما فقد فلاديمير بوتانين رئيس شركة نوريلسك نيكل وأغنى شخص في روسيا نحو 3 مليارات دولار، وهو صديق مقرب للرئيس الروسى بوتين.
ووفقًا لبلومبيرج .. فقد شهد أغنى 22 شخصًا في روسيا انخفاضًا فى صافى ثرواتهم بمقدار 39 مليار دولار، فى أقل من 24 ساعة، بعد غزو بلادهم لأوكرانيا.
وعلى الجانب الأوكرانى .. فإن تقديرات فوربس تشير إلى أن أثرياء أوكرانيا ربما خسروا مابين 20 إلى 40% من ثرواتهم . وحسب بلومبرج و فوربس فإن أغنى ثلاثة رجال أوكرانيين في الوقت الحالى هم: رينات أحمدوف وفيكتور بينتشوك وفاديم نوفيسكى.
وفيما يخص أحمدوف تقول بلومبرج إن ثروته قبل الغزو كانت تقدر بـ 9.53 مليار دولار وتراجعت لـ 8.16 مليار دولار . أما ثروة فاديم نوفينسكى فتقدر بـ 1.1 مليار دولار ، خسر منها ما يصل لـ 20 مليون دولار مع بداية الغزو . وفيكتور بينتشوك الذى تقدر ثروته بـ 2.4 مليار دولار لم يكشف عن مقدار الخسائر التى تلقاها حتى الآن.
وتقول صحيفة الجارديان البريطانية أنه بالنسبة لأولئك الأثرياء الروس الذين قد يتعرضون لعقوبات الاتحاد الأوروبى، فإن طائراتهم ويخونهم الخاصة لا تزال تتحرك، كما أصبحت صفقاتهم السرية للعقارات الراقية فى بريطانيا أصعب، خاصة فى حى ماى فير الراقى وضواحى العاصمة لندن، مع تشريعات التتبع السريع فى المملكة المتحدة التي تلزم مالكى العقارات الأجانب وعلى رأسهم الروس بالكشف عن هوياتهم، بدلاً من الأختباء وراء شركات قابضة أو التجارة غير المشروعة أو غسيل أموالهم فى حى المال فى العاصمة البريطانية.
وبالمقابل تأثر الأقتصاد العالمى وأهتز بشدة مما أثر على كبار رجال الأعمال واغنى الأغنياء فى العالم ليهبط سقف ثروة أغنى المليارديرات في العالم إلى ما دون 200 مليار دولار.
وأتى ذلك فى الوقت الذى كان الرئيس التنفيذى لشركة تسلا : إيلون ماسك الملياردير الوحيد الذى كان لا تزال تتجاوز ثروته هذا الحد، قبل أن تنخفض بمقدار 13.3 مليار دولار، فى أيام قليلة فقط بعد الغزو ، لتصل إلى 198.6 مليار دولار .
ووفقا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.. فقد تراجعت أسهم شركة تسلا بسسب الحرب الروسية الأوكرانية إلى أدنى مستوى لها على الأطلاق، وكان ماسك قد فقد71.7 مليار دولار من ثروته خلال أشهر قليلة قبل وبعد الغزو ، أى أكثر من الثروة التى فقدها أغنى 3 أشخاص بعده فى ترتيب أغنى أغنياء العالم مجتمعين. وكانت ثروة ماسك قد بلغت ذروتها عند 340.4 مليار دولار فى 4 نوفمبر الماضى عندما وصلت أسهم تسلا إلى مستوى قياسى تاريخى. وخلال هذا الانخفاض الملحوظ مؤخرا .. باع ماسك 16 مليار دولار من الأسهم المملوكة له، وتبرع بمبلغ 5.7 مليار دولار للأعمال الخيرية ويبدو أنه توقع تأثير الغزو على شركته و ثروته.
كما طال الغزو أيضا .. بيزوس ثانى أغنى رجل فى العالم وأرنولت الثالث واللذان خسرا ما يقرب من 22 مليار دولار من ثروات كل منهما حتى الآن، تاركين صافى ثروتهما عند 169 مليار دولار . و 155 مليار دولار على التوالى!
------------------------
خالد حمزة