25 - 04 - 2024

فى عيد الحب: لا أريد وردا يا إبراهيم

فى عيد الحب: لا أريد وردا يا إبراهيم

"عاوزة ورد يا إبراهيم"

هى أشهر جملة ارتبطت بعيد الحب، قالتها الفنانة التونسية هند صبرى (يسرية) منذ ثمانية عشر عاما لزوجها النجم المصرى خالد صالح(إبراهيم) فى فيلم أحلى الأوقات..

فهل لو تم إعادة إنتاج الفيلم اليوم هل ستطلب يسرية وردا من إبراهيم..

١٨ سنة كانت كافية جدا لتغيير المرأة العربية شكلها واهتماماتها وسلوكياتها وعواطفها ومطالبها وأولوياتها بعد أن عصفت بأحلامها سنوات من الثورات والاضطرابات وصارت تفكر مائة مرة قبل أن تقدم على علاقة حب أو زواج.. وتفكر ألف مرة قبل أن تطلب من زوجها وردا فى عيد الحب.

فالمرأة السورية التى شاهدت الطائرات والصورايخ تقصف الأحياء والمنازل، وجثث أطفالها تخرج من تحت الركام، أو تلك التى وقفت عاجزة أمام الرياح والأمطار والثلوج تجتاح المخيمات التى هرعت للاحتماء بها من بطش وطن تتقاذفه الأطماع الإقليمية، وشاهدت أطفالها يتجمدون من البرد، ولا تملك لتدفئتهم سوى يدا متجمدة.. لم تعد تريد وردا بقدر ما تريد الأمن والأمان وجدران منزل يؤويها وأطفالها.

والمرأة اليمنية التى كانت تعيش فى دولة يطلق عليها اليمن السعيد صارت أتعس مخلوقات الله بعدما انهار النظام وتحولت بلادها السعيدة لساحة حروب لم تتوقف منذ سنوات، وما زالت هى أول من يدفع الثمن.

والمرأة الفلسطينية أم الشهيد أيقونة الفداء والتضحية والصبر ما زالت مرابطة كل صباح عند المسجد الأقصى بعد أن تركها الجميع ورحلوا خوفا من بطش المحتل، وفى المساء تطل عليه من نافذتها لتحرسه بعينها التى لا تنام.

و المرأة السودانية والليبية والعراقية قلبها ممزق على بلد يعانى سنوات من الفوضى والاضطرابات والصراعات على السلطة ومخاطر التقسيم والاحتلال واللجوء.

والمرأة المصرية أتعبتها ضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتعليم الأبناء ودروسهم وأصبحت أشبه بالآلة التى تعمل دون توقف لخدمة بيتها وأسرتها، فلم تعد تستمتع برؤية الورد ولا يصل لحواسها عطره.

حتى المرأة اللبنانية والتونسية التى كانت تحسدها كل نساء العرب لحياة "الدلع" والرفاهية التى كانت تعيشها، صارت تعانى مع بلدها أوضاعا سياسية واقتصادية صعبة لا يعلم أحد متى تنتهى ولا كيف..

من الآخر..

تحتاج المرأة ‏العربية الأمن والطمأنينة قبل الحب..

والود والرحمة قبل الورد..

وبيت فى وطن.. لا خيمة على الحدود.

-----------------------

بقلم: سحر عبدالرحيم

مقالات اخرى للكاتب

الغزو الروسى لأوكرانيا وتداعياته على المنطقة العربية





اعلان