الأسرة هي بوتقة المجتمع وحصنه وصمام أمانه ، وأصله وفصله، وقوة العائلة من قوة المجتمع ، وتفكيكها هي ضربة موجعة له، والعائلات من أجل ذلك فوق كل شيء بالمجتمع ، لأنها الأصل وكل أدوات المجتمع في خدمتها.
إن الأسر والعوائل تحتاج من كل جهد أن يكون في صالح قوتها لا عليها ، وأن يمسي ويصبح سندا لها في معركة الوعي والبناء لا خصما لها ، وأن يكون عونا لها على الحفاظ على ثمار قلوبها ، صيانة للمستقبل وتقوية للحاضر.
وإن الذين يريدون تحت شعارات عدة من العائلات المصرية والعربية مسلمين ومسيحيين ، التطبيع مع الشذوذ الجنسي والخيانة الزوجية والعلاقات خارج إطار الأسرة والقانون ، إنما يريدون من العرب أن يتناسوا هويتهم العربية ، وأن يتجاهلوا تعاليم السماء ، وأن يسيروا في طريق الشقاء.
وصدق الشاعر حين قال :
والمرء بالأخلاق يسمو ذكره .... وبها يُفضل في الورى ويُوقر
إن الجميع في نفس المركب وفي نفس البحر المتلاطم، يحيا المعاناة نفسها سواء في مرحلة تكوين أسرة أو في مرحلة الحفاظ عليها أو في فترة تطويرها وتنميتها ، والمشاكل لازالت تنادي الأم والأب للتحرك الإيجابي قبل المؤثرين خارج كيان الأسرة .
وهنا يجب أن نقول بكل وضوح أنه على الآباء والأمهات التربية دون اكراه، واعلاء ضوابط المسئولية، وإثراء المعرفة والثقافة الجنسية، لنطفيء نيران الأفكار المتوحشة التي تسعى لتسليع المرأة وتعريتها ونشر الشذوذ وحمايته وإعلاء الفردية وتقنينها ، وهدم الكيانات الاجتماعية وفي القلب منها الأسرة.
إن بعض الفن أفيون ، وإن كل التشدد الديني طاعون ، وإن جميع وسائل الانحلال الأخلاقي سرطان ، وإن الحرية المبدعة والمسئولية الخلاقة جناحان مهمان لكل العوائل لمواجهة ذلك التطرف.
إن الأسرة لها حقوق في رقبة الجميع وفي مقدمتها الحفاظ على حقها الإنساني في صيانة بينانها ، وحماية أركانها ، ومساعدتها في نشر الحب في أرجائها ، والإبداع في ترويج الأخلاق خاصة التراحم والتميز ، والمساهمة في التوعية بالحرية والأمل ، فذلك من حقوق الإنسان ومن أجمل المشاريع الإنسانية والدينية.
---------------------
بقلم : حسن القباني