لا يمكن لأى منصف إلا أن يحيى اهتمام فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالشباب وإعطائه الكثير من وقته لهم وحضوره وكل أركان الحكومة لمنتدي شباب العالم فى نسخته الرابعة بشرم الشيخ، وحرصه الشديد على متابعة جلسات ومناقشات المنتدي، وحرصه على تسجيل الملاحظات والمشاركة بمداخلات تنويرية وتصحيحية وتعريفية.. بل ويمكننا القول وبدون أي مبالغة أن فخامة الرئيس كان الأكثر نشاطا من كل الشباب خلال المنتدى.
والمؤكد أن هذا التجمع للشباب من كل أنحاء العالم فى مدينة السلام، يعنى مزيدا من التفاهم والتواصل الحضاري بين شبابنا وشباب العالم.. غير أن ذلك ينبغى ألا يحول دون دراسة نتائج مثل هذه المنتديات وفوائدها لمصر، بصورة جادة وعلمية.. وفى هذا الخصوص أطرح عدة أسئلة تحتاج إلى جهد للإجابة عنها:
- هل تم رصد لردود فعل أجهزة الإعلام حول العالم تجاه المنتدي وفعالياته ومناقشاته؟! ومن ثم نستطيع من خلال هذا الرصد أن نحكم على مقدار الاستفادة التى عادت على صورة مصر فى الرأى العام الدولي؟
- هل جرت أي دراسات سابقة أو لاحقة عن تأثير استضافة مصر لمنتدي شباب العالم على حجم السياحة الوافدة لمصر؟!
- هل جرت أي دراسات سابقة أو لاحقة عن تأثير استضافة مصر لهذه المنتديات على حجم المساعدات المقدمة لها من الدول الصديقة؟
- هل جرت أي دراسات حول أسلوب مخاطبتنا للعالم فى هذه المنتديات؟! بعبارة أخرى: هل وجهات نظرنا التى نطرحها على الشباب تلقى قبولا حسنا من قادة وزعماء وبرلمانات العالم ومنظماته المدنية المهتمة بمتابعة أحوالنا وشئوننا بدقة؟
- هل جرت أي دراسات عن رأى ملايين الشباب المصري فى منتديات الشباب، وهل تلبى أحلامهم وطموحاتهم فى المشاركة المجتمعية؟! وهل جرت أي دراسات عن درجة رضاء الشباب عن أساليب اختيار المشاركين فى مثل هذه المنتديات؟!
ربما طرحت السؤال الأخير لعلمى أن هناك مئات الألوف من شباب بحري وقبلى يتمنون زيارة القاهرة والأهرامات وحديقة الحيوان والمرور بمحاذاة جامعة القاهرة والاستماع لدقات ساعتها الشهيرة، ويبدون الاستعداد للعيش فى معسكرات للشباب أو بيوت للشباب ومن ثم تصبح فنادق شرم الشيخ الفاخرة وبحرها الرائع الجمال، حلم الأحلام لهؤلاء الشباب.
-------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعي