أكد حمدى أحمد نصر إمام وخطيب بوزارة الأوقاف علي أن الإنسان فى هذه الحياة محل ابتلاء وامتحان يمثل هذا فى فقده لشىء ثمين أو لشخص عزيز عليه، لذلك عليه الصبر والتحمل والاستعانة بالله والتجرد من كل حول له وقوة ويطلب الحول والقوة والمدد من الله مع ضرورة وحتمية الأخذ بالأسباب وحسن التوكل على رب الأرباب وقتها يأتيه العطاء جزيل من الله مع عظمة ثوابه ورفعة درجته وتكفير سيئاته ، لكن ننوه على الأخذ بالأسباب فهذا عين التوكل على رب الأرباب .
واضاف: فالمريض مع رضاه بقدر الله وصبره على بلائه يذهب للطبيب بل ويبحث عن أمهر الأطباء ويتدواى بالعلاج ويسأل ربه تمام الشفاء هنا أخذ بالأسباب حقا وتوكل على ربه صدقا ،كذا من يبحث عن عمل عليه بالسعى هنا وهناك وطرق أبواب الرزق والبحث عن فرصة عمل مع الدعاء والتقرب إلى الله تعالى ، وكذا من أراد النجاح فى عمله سواء كان طالب علم أو صاحب عمل عليه بالسعى والبحث عن تجارب السابقين وكيف حققوا نجاحات فى حياتهم مع ضرورة الأخذ بهذه الأسباب جميعها مع الدعاء والتقرب إلى رب الأرض والسماء ،وهكذا فى سائر حياتنا من أراد الزواج والذرية وكل من اراد خيرا فى حياته وفى آخرته لابد من حسن السعى وتمام الأخذ بالاسباب بهذا قد أتم وأكمل التوكل على رب الأرباب ،ولنا العبرة والعظة فى حياة السابقين وعلى رأسهم رسل الله أجمعين وعلى رأسهم سيد الأولين والآخريين وكيف أخذ بأسباب النجاح والنجاة فنجح ونجا ،أُمُّنَا هاجر مثل كامل ورائع فى هذا لما فقدت ما معها من طعام وماء فى واد غير ذى زرع وناس وجاع طفلها وعطش لم تقف مكتوفة الأيدى وهى امرأة كل ما حولها ينطق بالمستحيل، استحالة وجود الماء والطعام والناس لكنها لم تستسلم بل سعت هنا وهناك بكل قوتها وهى امرأة قد وضعت حملها قريبا أى ضعيفة وهى مرضعة لكن مع حسن ظنها بربها حينما قالت إذا لن يضيعنا الله ما جلست تبكى وتضع يدها على خدها وتقول أين الله أين الله أين الله
واضاف، بل سعت بين جبلين عظيمين والمسافة كما تعلمون قدرها والمعطيات تقول مستحيل لكن لا مستحيل مع قدرة رب العالمين، ولم تسعى مرة ولا اثنتين ولا ثلاث ولا اربع بل سبع مرات، أى أن اليأس لم يتسلل إلى قلبها ولا إلى عقلها بل غلب يقينها بربها ظنها بأيسها، فكان العطاء على غير المتوقع كان كل أملها شربة ماء عادية لرضيعها هذا طلبها
فكانت عين زمزم أشفى ماء ليس لها ولكن لكل من قصدها إلى يوم لقاء ربها ،وهذا عطاء ربها
وتساءل: ماذا لو استسلمت ورضخت للأمر الواقع ماذا كان من أمرها ؟ لذلك اتركوا الاستسلام والخضوع وخذوا بالأساب وأحسنوا السعى والله يجزيل العطاء فى عز الفقد ، وهذه رسالة لكل أحبابنا بحسن طرق أبواب الخير والنجاح والنجاة