عقد سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبدالله بن ناصر الرحبي الصالون الثقافي لأسد البحار العماني أحمد بن ماجد، اليوم الجمعة، بمناسبة يوم اللغة العربية حيث شارك عدد من الشعراء والفنانين والسياسيين من العواصم العربية.
وضم برنامج الصالون فعاليات جلسة شعرية شارك فيها كل من الدكتور أحمد درويش (مصر)، عبدالرزّاق الربيعي (سلطنة عُمان)، جمانة الطراونة (الأردن)، محمد عبدالسلام منصور، زين العابدين الضبيبي (اليمن)، ومحمود الجمعي وزين العابدين الزبيدي، وبعض الشعراء من اليمن وسلطنة عمان ومصر وذلك في مقرّ السفارة العمانية بالقاهرة.
وحضر الصالون بعد الفنانين والسياسيين بينهم الدكتور حسين عبد الغني والفنان حلمي فودة والفنان خالد عبد السلام نائب المسرح القومي وأخرين.
و قال السفير عبدالله الرحبي، أن الصالون الثقافي لأسد البحار العماني أحمد بن ماجد يسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف أهمها عمق العلاقات المصرية العمانية على مر العصور، مشيرا إلى أن أحمد بن ماجد، يعد الشخصية السادسة من سلطنة عمان التي يضمها اليونسكو للائحته للشخصيات الأكثر تأثيرًا، ومنوها إلى إقامة صالونين سابقين للفراهيدي والعوتبي في سفارتي السلطنة في القاهرة وعمان بالأردن.
وأكد الرحبي، أن ريادة عمان للبحار شكلت تاريخًا حضاريًا ممتدًا, وأن العمانيين في طليعة الأمم التي أرسلت أولادها عبر البحر للتواصل عبر حقب التاريخ مع الحضارات القديمة كالفرعونية والإغريقية، ولقبوا بأسياد البحار، وأحبتهم الشعوب لسماحتهم وإسلامهم وإعلائهم قيم الحوار والتفاهم مع أبناء الحضارات الأخرى.
واعتبر الرحبي أن “صالون أحمد بن ماجد الثقافي” يأتي تخليدا لكل الأمجاد في تاريخ سلطنة عمان، كما حلقت في الصالون مسميات عدة لابن ماجد تجلي أدواره الثقافية والعلمية المتعددة كأسد البحار، والعطاء العماني في مجال العلم والحضارة ونشر الإسلام.
كما قدم الدكتور سالم البوسعيدي ورقه أمام الصالون وهو يتحدث عن ابن ماجد، وأثبت أنه وحتى الجد التاسع من الذين ينقلون البضائع في البحر، أما جده المباشر فقد شجعه علي الإبحار والتأليف، فيما اختلف حول سنة ميلاده ولكن البوسعيدي رجح أن تكون في عام 821 من الهجرة، أما حياته فقد تجاوزت الستين وربما امتدت إلى السبعين، وأشار إلى مؤلفات أحمد بن ماجد وأراجيزه الشهيرة في هذا المجال.
من جانبه، أكد المفكر السياسى الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين سلطنة عمان ومصر، منوها بالموقف العظيم لجلالة السلطان قابوس - رحمه الله - ودعمه لمصر في أعقاب توقيع اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل، ورفضه لمقاطعة مصر آنذاك، وأشار إلى أهمية تاريخ عمان العريق وتأثيرها الحضاري في المنطقة.
وقال د. محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، أن سلطنة عمان تتميز بتاريخها البحري العريق، والذي يعد البحارة أحمد بن ماجد أحد أبرز معالمه، منوها بالنهضة الكبرى التي شهدها بنفسه في سلطنة عمان حين عمل بجامعة السلطان قابوس، وأشاد بالرؤية الشاملة للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، وبما يجسده جلالة السلطان هيثم بن طارق من امتداد لهذه الرؤية العبقرية لعمان التاريخية ودورها الفكري والحضاري.
وتحدث الأستاذ الدكتور إبراهيم سلامة رئيس قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية، عن شخصية الملاح العماني أحمد بن ماجد، ومنجزاته العلمية التي أصبحت تشكل مراجع علمية في المكتبات الدولية، مؤكدا على عراقة عطاء الشعب العماني وتاريخه المجيد، وتفوقهم البحري والتجاري عبر المحيط الهندي وشرق أفريقيا وبلاد الصين وكذلك والخليج العربي.
وقدم الدكتور صالح محروس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورقة حول "الدور الحضاري البحري العماني.. رحلة السفينة سلطانة إلى نيويورك عام 1840م"، تناول خلالها الدور البحري العماني منذ قبل الميلاد، وطبيعة عمان وموقعها الجغرافي الذي جعلها تتوجه نحو البحر، وتسطر كل هذا التاريخ العريق، وبخاصة في عصر السيد سعيد بن سلطان.
واختتم الصالون بكلمة للدكتور أحمد درويش، مقرر لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة، والذي وجه رسائل مهمة تتعلق بالاهتمام بمنجزات هؤلاء العظماء عبر التاريخ ومن بينهم البحار العماني الأبرز أحمد بن ماجد
وعبر سفير سلطنة عمان في كلمة أعقبت العرض المسرحي " رأس خارج القانون" عن سعادته بمشاركة فرقة مسرح هواة الخشبة في جمهورية مصر العربية واصفا اياها بالشقيقة.
وتابع الرحبي "هذه العاصمة الثقافية الفنية التي تحتضن الثقافة العربية منذُ الازل وأن تشارك مسرحية عُمانية بوجوه معروفه قدمت وحققت بدءا من كاتب المسرحية إلى ممثلتها المعروفه التي قدمت تجارب تستحق التقدير والاشاده وأن يتم أختيار سلطنة عُمان ومسرحية (رأس خارج القانون ) لتكون ضيف شرف في هذا المهرجان المسرحي الذي تشارك به العديد من الفرقة المسرحية من مصر وخارج مصر دول عربية آخرى شقيقة له دلالة ومعنى على رصانة هذا النص ورصانة الممثلة وسمعت تطور المسرح في عُمان على الرغم الامكانيات في الحقيقة المحدودة ولكن ما نشاهده من تواجد عمان على صعيد المسرح في عُمان يفرح ويبشر بخير ويعبر عن قدرة شبابية هائله في كل مناحي الثقافية والفنية والفكرية ، عُمان هذه جيناتها ، جينات ابنائها و انسانها الذي قدم هذه الابدعات فهو مصدر سعادة لنا جميعاً.
وأوضح الرحبي: ونحن هنا نمثل عُمان دبلوماسياً نعطي اهتماما بالجانب الفني والثقافي ونعتبره القوى الناعمة التي أصبحت اليوم اكثر اهمية بعد ان كانت على مدى التاريخ مهمة ، ونحن القوى الناعمة العمانية نقدمها في مجال الحب والسلام و تسامح وهذا ما عرفت به عُمان.
وأضاف أن مشاركة الوجوه الشابة العمانية بهذا المسرح اليوم الاربعاء الذي نال الإعجاب والثناء والحضور الكبير ، بما عرفناه عن هذه الفرقة مما قدمت وحققت و بما عرفناه عن كاتب النص الأستاذ عبدالرزاق الربيعي وهو الفنان المثقف والكاتب والشاعر والصحفي و أيضا ممثلتنا علياء البلوشي ومخرج العمل بكل تأكيد خليفة الحراصي وجميع المشاركين فيه من مسرح هواة الخشبة اتمنى لهم لكل التوفيق وأن يتوجوا بالجوائز كما يسعدني أن أكون حاضرا بينكم و مؤازر كل جهد شبابي الذي يحط على هذه الارض الطيبة مصر ، أرض الكنانه التي تربطنا بها علاقات ممتازة ورائعه وحقيقة تعاون وزارة الثقافة وتعاون المؤسسات الثقافية والاعلامية مع جهد سفارة السلطنة عُمان محل تقدير واحترام منا جميعا.و
مسرحية رأس خارج القانون" لفرقة مسرح هواة الخشبة، المسرحية من تأليف الشاعر والكاتب عبدالرزّاق الربيعي، وإخراج الفنان خليفة الحراصي، أداء الفنانة علياء البلوشي.
وشهد الصالون انطلاقة قوية خلال تدشين السفير له بحضور المفكر السياسي د. مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية ود. محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، ونخبة الدبلوماسيين وأساتذة الجامعات والرموز الإبداعية وأبناء صاحبة الجلالة من صناع الصحافة والإعلام، وقوبلت انطلاقته بردود أفعال إعلامية محلية ودولية.