25 - 04 - 2024

احتفالية لمحبي أحمد فؤاد نجم في ذكرى وفاته تتضمن ندوة وفيلما عن حياته وغناء لعزة بلبع

احتفالية لمحبي أحمد فؤاد نجم في ذكرى وفاته تتضمن ندوة وفيلما عن حياته وغناء لعزة بلبع

يقيم محبو الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم احتفالية في الذكرى الثامنة لوفاته تتضمن ندوة تديرها الإعلامية سوزان حرفي ويشارك فيها الدكتور كمال مغيث والشاعر ابراهيم داوود والمخرج مجدي أحمد علي، وفقرة فنية تشارك فيها الفنانة عزة بلبع والفنان زين العابدين والفنان أحمد نبيل على العود وقراءات شعرية ، ثم فيلم عن حياة نجم للمخرج مجدي أحمد علي. تقام الاحتفالية في الثانية عشرة من ظهر غد الأحد بالمنتدى الثقافي المصري (1 ش إيزيس - 1101كورنيش النيل بجوار فندق شبرد).

نجم شاعر لا يتكرر ، قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراغون: إن فيه قوة تسقط الأسوار. وأسماه الدكتور علي الراعي الشاعر البندقية، في حين سماه أنور السادات "الشاعر البذيء".

ولد أحمد فؤاد نجم في 22 مايو 1929 بقرية (كفر أبو نجم) بمدينة (أبو حماد) محافظة الشرقية، ووافاه الأجل في 3 ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 84 عاما ، لقب بالفاجومي وسجن عدة مرات. وارتبط اسمه بالملحن والمغني الثائر الشيخ إمام، حيث عبرا سويا عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة 1967. وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء. 

ولد الشاعر لأم فلاحة أمية من الشرقية (هانم مرسى نجم) وأب يعمل ضابط شرطة (محمد عزت نجم)، وكان ضمن سبعة عشر ابنا لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره، التحق بكتّاب القرية وأدت وفاة والده إلى انتقاله إلى بيت خاله حسين بالزقازيق، حيث التحق بملجأ أيتام 1936 - والذي قابل فيه عبد الحليم حافظ- ليخرج منه عام 1945 وعمره 17 سنة. بعد ذلك عاد لقريته للعمل راعيا للماشية، ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته. 

عمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي متنقلا بين مهن كثيرة: كواء، لاعب كرة، بائع، عامل إنشاءات وبناء، ترزي. وفي فايد إحدى مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز، التقى بعمال المطابع الشيوعيين، وكان في ذلك الوقت قد عَلَّم نفسه القراءة والكتابة وبدأت معاناته الطويلة واشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال. 

يقول نجم عن هذه الفترة : كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي، وهي مرتبطة في ذهني ببداية وعيي الحقيقي والعلمي بحقائق هذا العالم، والأسباب الموضوعية لقسوته ومرارته، ″ولم أكن قد كتبت شعرا حقيقيا حتى ذلك الحين وإنما كانت أغاني عاطفية تدور في إطار الهجر والبعد ومشكلات الحب الإذاعية التي لم تنته حتى الآن... وكنت في ذلك الحين أحب ابنة عمتي وأتمناها، لكن الوضع الطبقي حال دون إتمام الزواج لأنهم أغنياء″. 

خرج الشاعر مع 90 ألف عامل مصري من المعسكرات الإنجليزية بعد أن قاطعوا العمل فيها على إثر إلغاء المعاهدة، وكان يعمل بائعا حينئذ فعرض عليه قائد المعسكر أن يبقى وإلا فلن يحصل على بضائعه "ولكنه تركها وذهب". وفي الفترة ما بين 51 إلى 56 أصبح نجم عاملا في السكك الحديدية. وبعد معركة السويس قررت الحكومة المصرية الاستيلاء على القاعدة البريطانية الموجودة في منطقة القنال وعلى كل ممتلكات الجيش هناك. ويقول: شهدتُ في هذه الفترة أكبر عملية نهب وخطف شهدتُها أو سمعتُ عنها في حياتي كلها. أخذ كبار الضباط والمديرون ينقلون المعدات وقطع الغيار إلى بيوتهم... وفقدت أعصابي وسجلت احتجاجي أكثر من مرة... وفي النهاية نقلت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بعد أن تعلمت درسا كبيرا. أن القضية الوطنية لا تنفصل عن القضية الاجتماعية، كنت مقهورا وأرى القهر من حولي أشكالا ونماذج... كان هؤلاء الكبار منهمكين في نهب الورش، بينما يموت الفقراء كل يوم، دفاعا عن مصر...″. 

وفي وزارة الشؤون الاجتماعية عمل موزعا للبريد على العزب والكفور والقرى، كان التناقض الطبقي بشعا. في سنة 1959 التي شهدت الصدام الضاري بين السلطة واليسار في مصر على إثر أحداث العراق، انتقل الشاعر من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية أحد الأحياء القديمة في القاهرة. يقول نجم "وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس وهناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال "... وما زالت آثار الضرب واضحة على جسده لفترة طويلة.″ وبعد أن أعادوهم إلى المصنع طلبوا منهم نوقيع إقرار يقول إن العامل الذي مات كان مشاغبا وإنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه.. ويقول:"رفضت أن أوقع، فضربت.″ بعد ذلك عاش نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة الاختلاس، ووضع في السجن لمدة 33 شهرا. 

في السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية (صور من الحياة والسجن) وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن. بعد خروجه من السجن عُين موظفاً بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية، وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور. بعد ذلك تعرف على الشيخ إمام في حارة خوش قدم (معناها بالتركية قدم الخير) أو حوش آدم بالعامية، ليقرر أن يسكن معه ويرتبط به حتى أصبحا ثنائياً معروفاً وأصبحت الحارة ملتقى المثقفين. وقد نجحا في إثارة الشعب وتحفيز هممه قديما ضد الاستعمار ثم ضد الديكتاتورية الحاكمة ثم ضد غيبة الوعي الشعبي. 

يقول نجم عن رفيق حياته إنه "أول موسيقي تم حبسه في المعتقلات من أجل موسيقاه وإذا كان الشعر يمكن فهم معناه فهل اكتشف هؤلاء أن موسيقى إمام تسبهم وتفضحهم". 

يرى أحمد فؤاد نجم أن العامية أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب متكلم فصيح وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة؛ فالعامية المصرية روح وهي من وجهة نظره أهم إنجاز حضاري للشعب المصري. من بين من غنوا أغانيه الموسيقي السوري بشار زرقان الذي ربطته به علاقة عمل استمرت لسنوات، حيث سجلا معاً ألبوم (على البال). 

تزوج عدة مرات. له ثلاث بنات هن عفاف، ونوارة، وزينب. أولى زوجاته فاطمة منصور التي أنجب منها عفاف، وأشهرها زواجه من الفنانة عزة بلبع والكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها نوارة نجم، كما تزوج ممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، وكانت زوجته الأخيرة هي السيدة أميمة عبد الوهاب وأنجب منها زينب.

 انضم أحمد فؤاد نجم إلى حزب الوفد منتصف يونيو عام 2010م، إلا أنه أعلن استقالته في منتصف أكتوبر من ذات العام جراء الأزمة التي تسبب بها الدكتور سيد البدوي عندما أقال إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الدستور التي اشتراها السيد البدوي مع عدة شركاء في ذات العام. وبعد ثورة 25 يناير يعدّ واحداً من مؤسسي حزب المصريين الأحرار. أنتج فيلم يحكي سيرته واسمه الفاجومي، وهو مأخوذ من مذكراته الشخصية. وتوفي في يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد تم تشييع جثمانه من مسجد الحسين بمدينة القاهرة. 

 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء. وعام 2013 فاز بجائزة الأمير كلاوس الهولندية وهي من أرقى الجوائز في العالم وفي 19 ديسمبر 2013 وبعد وفاته مُنِح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.






اعلان