07 - 05 - 2024

محطــات | الــولي

محطــات | الــولي

* محمود عبده حسن، هذا الباحث الجنوبي الشاب ( 1976)، المولود فى قرية أولاد عمرو بمحافظة قنـا، والذى فجـع الجميع برحيلـه المفـاجيء فى يــوم الجمعة الموافق 3 ديسمبر 2021، يجعلنـا نتوقف قليـلا أمام نعيــه على موقع التواصــل الاجتماعي " فيس بوك " من أصدقائه وغير أصدقائه ، ويجعلنا نتساءل: مالسر الذى يملكه هـذا الباحث، الذى لم يظهر فى فضائية من الفضائيات أو تحاوره مجلة أو صحيفــة من الصحف المهتمــة بالشــأن الثقــافي، ولــم يكن وجهــا إعلاميا من الوجوه التى تطل علينا ليــلا ونهـارا، والذى تنحصـر جملــة اصـداراتــه فى ثلاثــة كتب " أجنحة للتحليق" و"معارج الرؤيا" و"أسفار قديمة"، ربما لم يتنبه لهــا القــراء كما لم تتنبه له كالعادة المؤسسة الثقافية، والذى جعل الجميع يبكيه أحر البكاء ؟!
* فقد نعـاه الشاعر والباحث أشرف البولاقى قال " كان طيبا إلى درجة لافتة للنظر فيـه حيـاء شديــد ، وهــدوء آسـر، لا يتكلـم إلا قليــلا ، وإذا تكلــم كشف عن وعي وثقافــة وجمـال، كـان محبــا لله ومغرمـا برسوله وسيرته العطرة، وكان مهمومــا بتاريخ أتباعه، مغرما به دون تطرف ودون تعصب " !!
* ونعاه الشاعر والباحث فتحي عبدالسميع قـال " محمـود عبـده حسـن أرق وأنقى من رأيت فى حياتى، كيانه كان دائمـا فى حضــرة القدسي ، لا يعرف الوعظ، لكنه كان يحركنى برقتــه ويجتاحنى بنقائــه ويزلزلنى بسكينتــه العجيبــة ، حزنت لأننى فقدت إنسانا مباركا كثيرا "!!


*فى كتابـــه " أجنحـة للتحليــق "، والذي جمــع فيــه نخبــة من صفــوة الكتّــاب والمفكــرين الغـربـيـيـن، الذين تأثــروا بنبي الإســلام محمــد صلى الله عليـه وسلم أمثــال تولستوي وباولـو كويليو ورجــاء جــارودي وغيرهم، أراد الباحث محمود عبـده حسن، أن يخـرج الروح الصوفيـة الكامنــة بداخلــه، والتي تتضح من خـلال كتاباتـه، ويضعها في هذا الكتـاب، فقد كان محمود عبده حسن يميل في كتابته إلى الخط الصوفي، فهو العاشق لرسول الله وصحابته وآل البيت ، وكان قد نشر معظم مــواد الكتــاب قبــل جمعها فى كتـاب ، فى صحف ومجــلات، أمثــال مجلـة العربي والدوحـة والرافـد والوعى الإسلامي وأخبار الأدب ، ومجلة الشارقة الثقافية !!
* ولأنه كان يعتبر أن "الكتاب وطن" كان يطبع كتبه على حسابه الخاص ، وكان يوزعها على أصدقائه دون أن يتقاضى مليما واحـدا، فقد كان معنيا بتوصيل كلمته للقـراء ، وإن استدعى ذلك أن يذهب بكتابــه إلى القــاريء حتى بيته ، أو أن يتحمل تكاليف شحنه إليه !!
* محمـود عبـده حسـن رحمـه الله ، كان حالــة فريــدة من النقاء والشفافية والنبل  الجالس معه كان يشعر وكأنـه يجلس فى حضرة ولي من أولياء الله الصالحين !!
ـــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن

من المشهد الأسبوعي






مقالات اخرى للكاتب

محطــات| السِلَع على الأرفف





اعلان