07 - 05 - 2024

عجاجيات | مقابلة عظيم ورحيل فارس

عجاجيات | مقابلة عظيم ورحيل فارس

وأنا أشاهد جولات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى اعتاد أن يقوم بها يوم الجمعة - الذى يرتاح فيه أغلبية ابناء الشعب من عناء أسبوع مضى - لتفقد مشاريع الطرق والمحاور وتحسين البنية الاساسية...وأنا أشاهد تلك الجولات لفخامة الرئيس أسعد كثيرا بلقاءاته العفوية مع المواطنين البسطاء....أشعر بأن فخامة الرئيس يفتح قلبه قبل أذنه للناس ويستمع لهم ويتفاعل معهم بكل جوارحه ويبدي تعاطفا هائلا ورقة لا حدود لها مع مطالبهم.. أحسست بذلك فى كل لقاءاته وخاصة مع أهالى أسوان أشقاءنا النوبيين المعجونين بالطيبة وحب مصر ممن تضرروا من السيول التى هاجمتهم بقسوة وشراسة.

السؤال الذى شغل تفكيري وأنا أشاهد هذه اللقاءات ووجهته لنفسى، ماذا يا عبدالغني لو قابلت فخامة الرئيس السيسي صدفة فى واحدة من جولاته الميدانية التفقدية؟! سألت نفسى هل ستكلم سيادته فى أمور خاصة بك، أم ستكلمه فى أمور عامة تهم الوطن وتهم الغالبية؟! خواطر كثيرة دارت فى رأسى، مثلا كم سيعطينى فخامة الرئيس من وقته إذا تشرفت بمقابلته؟! وهل سيتقبل فخامة الرئيس ما سأقوله بقبول حسن؟! وهل ستسعفنى دبلوماسيتى لأنقل لفخامة الرئيس ما أريد أن أقوله بأسلوب راق يراعى مقام من سمح لى بالحديث إليه؟! أظن أن الإجابة لن تكون سهلة إذا سألتم أنفسكم ماذا لو قدر لنا لقاء فخامة الرئيس وماذا سنطلب منه فى دقيقة أو دقيقتين.. أترك لكل منكم التفكير فى الأمر.

رحيل فارس النهر الخالد

أعلم تمام العلم أن الموت مصير كل كائن حى، وأن البقاء لله وحده سبحانه وتعالى.. ولكن هذه الحقيقة لا تحول دون إصابتنا بالحزن والجزع عندما نطالع نبأ الرحيل المفاجئ لأحد فرسان الوطن مثل الدكتور هانى رسلان، خبير الشئون الإفريقية وأحد أبرز المدافعين عن حق مصر فى مياه النيل، والذى تصدي بكل موضوعية وجسارة لتفنيد أكاذيب أبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا حول سد النهضة.. قبل سنوات عديدة التقيت فى الهيئة العامة للاستعلامات - بصفتى أحد كوادرها ورئيس تحرير مجلة إفريقيا قارتنا الاليكترونية - مع مجموعة من خبراء الشئون الافريقية من دبلوماسيين وأكاديميين وباحثين بدعوة ذكية من رئيس الهيئة الكفؤ حينذاك السفير الدكتور محمد بدر الدين زايد لبحث اشكاليات التعامل مع سد النهضة وصياغة  الخطاب الإعلامى للتعامل مع التعنت الاثيوبى.. كانت تلك المرة الأولى التى التقى فيها وجها لوجه مع الباحث الكبير والمصري الأصيل والصعيدي حتى النخاع هانى رسلان.. أعجبت بعلمه وتواضعه وأدبه الجم.. وبعدها أصبحنا أصدقاء فى فضاء الفيسبوك وكثيرا ما سعدت بتعليقاته ومجاملاته.. رحم الله فارس الدفاع عن النيل وأيقونة منتدي دندرة الثقافى هانى رسلان الذى تعجز كلماتنا أن توفيه بعضا من حقه.
-----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

من المشهد الأسبوعي

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | كلية الحقوق





اعلان