لازالت الأوساط الأدبية والفنية تحتفي بالذكرى الـ 110 لميلاد صاحب جائزة نوبل الأديب العالمي نجيب محفوظ، وأحد هؤلاء الأدباء والمثقفين هو الأديب يوسف القعيد.
يقول الكاتب والروائي يوسف القعيد، إن علاقته بالأديب العالمي نجيب محفوظ بدأت عام 1969 عندما صدرت روايته الأولى "الحداد"، وكان أهم كاتب يعقد جلسة في مقهى من مقاهي القاهرة يوم الجمعة من كل أسبوع ويلتقي أصدقاءه وعشاقه ومحبيه وكانت مفتوحة للجميع.
وأضاف القعيد خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المُذاع على القناة الأولى، والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين محمد الشاذلي وهدير أبو زيد، أنه حصل على هاتفه من بريد التليفونات، واتصل به وردّ عليه وأعطاه موعدا للقائه من الساعة الخامسة والنصف لمدة 3 ساعات، فذهب إليه وأعطاه الرواية.
وتابع: "فوجئت به بعد أسبوع، وتحديدا يوم الجمعة التالية مباشرة، أبدى له آرائه، وبسبب حماقات الشباب لم تعجبني بعض الآراء، لكن ثبت لي أن كلامه كان دقيقا جدا ومهما جدا، فرغم شهرته وكتاباته وانشغالاته الكثيرة إلا أنه قرأ الرواية خلال أسبوع وقال لي رأيه وهذا شيء لم يكن يفعله الأدباء مثله أو الأقل منه مع الشباب مثلنا، بل كان سلوكه متحضرا وفيه إحساس بالمسؤولية تجاه الأجيال التالية".
وأوضح القعيد من هم " حرافيش" نجيب محفوظ.. قائلًا: " مجموعة من أصدقاء نجيب تشكلت في أربعينيات القرن الماضي واستمرت إلى رحيل نجيب محفوظ عن عالمنا، كانوا يسهرون بالتناوب في بيوتهم في الخميس من كل أسبوع، ومنهم الفنان أحمد مظهر ومحمد عفيفي وبهجت عثمان، واستمرت حتى وفاة نجيب محفوظ".
وأضاف: "كان نجيب محفوظ يبقى معنا حتى صلاة المغرب، إلى أن يظهر الحرافيش ليتحركوا إلى بيت أحدهم لاستكمال سهرتهم ولم أكن من هؤلاء الحرافيش ولم يُكتب لي أن أحضر جلسة من جلساتهم أو سهرة من سهراتهم إطلاقا".
وتابع: "هناك مشكلة مسؤول عنها وزارة التربية والتعليم وهي عدم وجود نص واحد من نصوص نجيب محفوظ يدرس في المدارس، ولا يوجد أي عمل أدبي مقرر على تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات، وهو عيب يتحمله التعليم المصري بشقيه التعليم العالي وما قبل العالي".
ورشّح "ملحمة الحرافيش"، للتدريس في المدارس والجامعات، لأنه عمل جيد جدًا ويخلو من أي شيء يتسبب في استبعاده.
وأشار، إلى أن نجيب محفوظ لم يكن يجلس على المقهى من أجل وقت قضاء فراغه فقط، بل كان فاحصا ودارسا ومهتما جدا بتفاصيل ما يجري في الواقع والحوادث الكبرى ويحب أن يستمع، ولم يكن يرغب في التحدث والبوح بآرائه كثيرًا أو أن يحتكر الكلام كونه أهم الجالسين لكن هدفه الجوهري كان الاستماع إلى كل ما يُقال مهما كانت أهميته.