29 - 03 - 2024

فلسطين والإسرائيليون

فلسطين والإسرائيليون

كل تصريح بشأن القضية الفلسطينية يصدر عن الحكومة الإسرائيلية أو عن مسؤولين غرب داعمين، أمريكا نموذجا، دائما ما يتم ذكر مصطلح إسرائيل والفلسطينيين، لا الإسرائيليين والفلسطينيين مثلا، أو إسرائيل وفلسطين، زعما منهم بأن الدولة إسرائيل، في مواجهة مجموعة من الفلسطينيين.. هم يريدون تصدير هكذا مصطلحات، وبهذا تنقلها وسائل إعلامهم.. في رفض صريح لمبدأ حل الدولتين.. حتى وإن أظهر بعض الداعمين غير ذلك.. يدل على هذا وصول الأمر لحد حذف اسم فلسطين من بعض الخرائط، وتقييد لاعب فلسطيني في مسابقة دولية ما على أنه إسرائيلي.. إلخ إلخ.

من الفظيع أن تكرر وسائل إعلام عربية المصطلحات نفسها وعلى شاكلتها عينها، والأكثر فظاعة أن تخرج من مسؤولين ودبلوماسيين عرب أو تُترجم وتُكتب بالطريقة ذاتها في بيانات رسمية لدول عربية تُنشر في النهاية في مواقع وصحف عربية وإقليمية..

ربما يكون الأمر عاديا في وجهة نظر الكثيرين، لا سيما أنه لا يفرق معنا كعرب، شكل المسميات، أو المصطلحات خصوصا في هذه القضية، لقرارة أنفسنا بأن الدولة هي فلسطين التي سيظل مواطنوها قبل أي أحد آخر يروون أرضها بدمائهم ونضالهم في مواجهة محتل إسرائيلي، ولكن قرارة نفوسنا وحدها لا تكفي، هم يحاولون تصدير مصطلحاتهم للعالم بهذه الطريقة كأمر واقع، يدعمه تكرارها من جانبنا نحن العرب..

ومن ثم أرى أنه يجب على كل وسيلة إعلامية عربية عند التحدث عن القضية الفلسطينية، أو على سبيل ذكر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن تستخدم مصطلح فلسطين في مقابل الإسرائيليين، وبغض النظر، كيف خرج المصطلح في البيانات الرسمية، يجب تحريره على نحو يدعم دولة فلسطين في مواجهة الإسرائيليين، الذين يستبيحون المقدسات الإسلامية والمسيحية ليل نهار، وتدنس أقدامهم ساحاتها وباحاتها في العلن، وينتهكون كل القوانين والأعراف الدولية..

ومن باب المساواة في الظلم عدل، على كل وسيلة إعلامية محايدة أن تستخدم مصطلح  فلسطين في مقابل إسرائيل، والفلسطينيين في مقابل الإسرائيليين، أقله عملا بمبدأ حل الدولتين.. ثم على الذين يرون  في التعاون مع تل أبيب حلولا ستأتي بالسلام إلى المنطقة، ينبغي ألا يجعلوا فلسطين قميص عثمان لتنفيذ أغراضهم..

وأخيرا وليس آخر، ستبقى فلسطين الدولة في قلب كل عربي، وسيبقى الفلسطينيون عربا في مواجهة كيان مغتصب يُدعى الاحتلال الإسرائيلي.. عاشت أرض فلسطين الأبية عربية عربية.

--------------------

بقلم: عزت سلامة العاصي

مقالات اخرى للكاتب

«العصفور المفترس».. هل أدرك المحتل حجمه؟





اعلان