25 - 04 - 2024

هسلفها جوزي!!

هسلفها جوزي!!

تعجبت كثيراً حينما أرسل لي صديقي العزيز الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، والمحامي المتخصص في قضايا الأسرة ، مبادرته الجديدة والتي تحمل عنوان "زواج بارت تايم" أو "زوج سلف" أو "زوج لبعض الوقت" ولو ليوم واحد في الأسبوع أفضل من الانحراف الأخلاقي الذي وصل إليه المجتمع، و وصل إليه حال الرجال والنساء علي حد قوله.

في الحقيقة حينما وصلتني المبادرة وبدأت بقراءتها، شعرت وكأن خنجرا أصاب قلبي ، وبدأ عقلي يتساءل: كيف أعطي زوجي لأي فتاة مهما كانت درجة حبي لها، فهل يعقل أن أعطي لها رفيق الروح ونبض القلب، ووضعت نفسي مكان كل فتاة من الممكن أن تكون ضحية تلك المبادرة بحجة أن الشرع حلل أربعا، وكأن الرجال لا يفقهون شيئا عن الدين سوي تلك الجملة.

والسؤال الآن: هل يعقل أن "أسلف زوجي" لصديقتي وكأنه فستان نتبادله سويآ لنتجمل به، فهل زوجي أصبح بلا قيمة لدي حتي أستطيع الإستغناء عنه بكل سهوله مثله مثل أي شيء أستطيع إعطاءه لصديقتي لأنه فائض لدي، هل هناك أحد يعقل ذلك!!!

معذرة للجميع، فأنا لم أتخيل في يوم أنني سأتزوج شخصا من الممكن أن أراه يضاحك غيري، فكيف استطيع أن أراه وهو في حضن أخرى يقاسمها كل شيئ، من المفترض أن يكون معي ، فهل من الممكن أن يأتي يوم أطلب من زوجي الطلاق ولو ليوم واحد بحجة أن سأكون مع صديقه ثم أعود له من جديد، هل سيقبل ذلك؟!

في الحقيقة، الرجال بكل أسف لايعلمون أننا كنساء حين نتنازل عن حقنا في رجل لامرأة أخرى، ونسمح له بالزواج منها، يكون وجوده أصبح "غير فارق" معنا ، ووجودنا معه ماهو الا لمصالح مشتركة سواء تمثلت في مصلحة الأولاد بوجود والدهم معهم، أو لأنه مصدر الدخل الوحيد لزوجته الأولي، وأقسم لك عزيزي الرجل أن زوجتك حينما تستغني عنك لغيرها ليس لأنها تحب أن تكون سعيدآ مع غيرها كما تظن، وإنما لأنك بكل أسف تصبح بالنسبة لها عديم الفائدة، ومجرد استكمال لشكل اجتماعي فقط.

فلا تفرح بكونها وافقت بزواجك من أخرى، لأنك الخاسر الوحيد في ذلك، فسيتم استغلالك من امرأتين، وفي النهاية زواج المصلحة سيكون هو المسيطر ، وما بني علي باطل فهو باطل، فأنت لست نبيا لتعدل بين زوجاتك وتخوض تلك التجربة وانت راض كل الرضا عما فعلته، خاصةً إذا كانت زوجتك الأولي تحبك كثيراً ولم تقصر في شيء لتتزوج عليها.

وبعودتي لمبادرة صديقي العزيز ، الدكتور أحمد مهران مرة أخرى، أريد أن أتوجه بالسؤال له: لماذا لم تكن انت أول شخص يطبق المبادرة علي نفسه وتتزوج من صديقة زوجتك لنتفادى الإنحراف الأخلاقي الذي تحدثت عنه، هل ستقبل زوجتك ذلك حتي تخرج علينا بمبادرتك، وإذا قبلت زوجتك ذلك لماذا لم تفعل لتثبت للعالم أن رؤيتك صحيحة ومبادرتك نافعة للأسر المصرية، ولا تحرض علي خراب البيوت مثلما يقول البعض.

ولشرح المبادرة حتي يعلم الناس ما بها ، قال مهران أن مبادرته تعتبر  زواجا شرعي مكتمل الشروط والأركان من وجود ولى وتوافر العلانية و الإشهار، وغير محدد المدة “ و بمهر ، ويحفظ الحقوق الشرعية للمرأة، ولكن قد لا تسمح ظروف الزوج أو الزوجة أو الأثنين معآ بتوافر منزل للزوجية يقيمان فيه إقامة دائمة، أو أن يكون الزوج يعمل في مكان بعيد وطبيعة عمله تجعله يعود للبيت أوقاتا قليلة، و لذلك يتفقان أن لقائهما سيكون لبعض الوقت، وبصورة أقل من المعتاد أو أن يكون للزوج بيت وزوجة اولى وأولاد فيتفق مع الزوجة الثانية الجديدة أن تتنازل عن حقها في المبيت وتقبل أن يراها الزوج يوما واحدا في الاسبوع .

قال مهران أيضاً  أن هذه الفكرة هي لمساعدة المطلقات والأرامل على أن يعشن حياه كريمة، والمساعدة على انخفاض معدلات الطلاق في المجتمع ولصعوبة مواجهة الحياة للسيدة المطلقة، ويعتبر تنازل الزوجة عن حقها في المبيت شرط عقد الزواج وهو شرط صحيح ويجوز الإتفاق عليه و لا يؤثر علي صحة الزواج ولا يمنع من وجود أطفال من هذة الزيجة مستقبلا أو يكون من شأنه أن يضيع حقوق المرأة أو الأبناء.

وبعد أن وضح الدكتور أحمد مهران الهدف من مبادرة “زواج البارت تايم” صرح بإطلاقه مبادرة أخرى بعنوان “زوج سلف” وحاول الدكتور “مهران” شرح مصطلح “زوج سلف” بحيث يقترح على المتزوجات أن تشارك صديقتها المطلقة في زوجها حيث قال ”سلفى صاحبتك زوجك يتجوزها بالحلال وتشاركك الحياة، ولو صاحبتك غالية عليكي ومن غير جواز اتجوزوا سوا راجل واحد ، يكون ليكى وليها ظهر وزوج وسند ، المهم الحياة تستقر بينكم!!
----------------------------
بقلم: بسمة رمضان

مقالات اخرى للكاتب

والغلابة ياريس





اعلان