24 - 04 - 2024

مصر القلب النابض.. والأمة هي الجسد

مصر القلب النابض.. والأمة هي الجسد

إذا كانت مصر هي قلب أمتها التي تظل قائمة ما دام ينبض،  كذلك فإن الأمة هي الجسد الذي بدونه لا يعيش القلب ولا يؤدي وظائفه.. وعملية الفصل هذه هي ما يتم العمل عليه دائما لتوجيه الضربة النهائية والقاصمة، بعد سنوات كثير من الضربات الخفية، و التي أوصلت أمة كانت تقود العالم يوما ما إلى ما هي عليه الآن.. ولم يحدث ذلك إلا بالغزو الفكري الذي هو أكثر خطورة من العسكري المعتاد، حيث تتبدل المفاهيم و يتم تشويه كل قيمة، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في النفس وتغذية الروح الانهزامية، حتى تترسخ لدى الناس عقيدة أنه لا فائدة، و لا يوجد بالإمكان أفضل مما كان، و يساعد في ذلك أعوان للعدو في الداخل، لا يشغلهم سوى مصالحهم و تحقيق أكبر قدر ممكن من المنفعة الخاصة، ويرفعون شعار "أنا ومن بعدي الطوفان، وما دمت بخير فليذهب الجميع إلى الجحيم".. كانت ومازالت محاولات إبعاد قلب الأمة عن جسدها قائمة بطرق شتى، وتنجح في أحيان كثيرة بكل أسف، و قد تحقق ذلك بشكل كبير جدا في أحداث تاريخية يتم تصورها على أنها كانت بدايات لعصر النهضة، وهي في الحقيقة كانت مقدمات للاضمحلال، ولكن لبقاء تلك الصورة المزيفة براقة حتى يتم استخدامها في الخداع يحدث تزوير التاريخ، و إظهار جوانب معينة و إخفاء أخرى. 

وليس هناك أكثر من البعر ليدل على البعير.. شهدت الأيام الماضية ضربات موجعة لتلك المخططات الخبيثة، حيث تحركت مصر بشكل لم يكن يتوقعه أحد في ملفات كثيرة، و في وقت واحد أبهر الجميع، و أثبتت أنها دولة كانت ومازالت وستظل كبيرة، ليس فقط في منطقتها و لكن في هذا العالم بأكمله، وكانت تلك مؤشرات إيجابية مبشرة بأن هناك عيون يقظة، تدرك كل ما يحاك، وعقول تستطيع تصويب الأخطاء وتداركها إن حدثت، و ربما نكون الآن في المرحلة الفاصلة ونحن بالفعل على أعتاب حقبة جديدة تدخلها بلادنا، و هي أكثر قوة واتزانا على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي عاشتها بالأمس القريب و سرعان ما خرجت منها بفضل التكاتف و التلاحم الشعبي، الذي هو ليس غريبا على المصريين الذين لا يترددون لحظة في بذل أرواحهم رخيصة في سبيل وطنهم. 

يمكننا الآن وبكل ثقة القول بأننا على الطريق الصحيح، و إن كان مازال هناك الكثير من الجهد لابد أن يبذل داخليا، لتقوية الجبهة وتأمينها بالشكل الكافي، ولتوحيد الصفوف وتنظيمها حتى يتسنى لنا القيام بالدور المقدس والواجب الحتمي تجاه أمتنا، لإخراجها من عثراتها التي طالت، لتبعث من جديد ولنغير نظرة العالم التي ترانا مجرد تراث إنساني فقط.
------------------------
بقلم: السعيد حمدي

مقالات اخرى للكاتب

المصريون نسخة أصلية





اعلان