23 - 04 - 2024

الليلة المحرقة زمن الحرب

الليلة المحرقة زمن الحرب

فلسطين، غزة - 15 مايو 2021 - الذكرى 73 للنكبة الاولى؟! 

اليوم ثالث أيام العيد ، والحمم لا زالت تتساقط دون رحمة

الليل يمضي ببطيء، عقارب الساعة بالكاد تسير نحو بزوغ الفجر 

لماذا كل هذا السخط؟ يكتب أحدهم!

في الحرب، تُسأل كيف أحوالكم: فتقول نحن بخير، نعم نحن بخير لمجرد اننا مازلنا أحياء رغم الحرب.

عادت طائرات الاحتلال من جديد في منتصف الليل للإغارة على شمال قطاع غزة واستهداف منطقة تلة قليبو بأكثر من 30 غارة في مدة نصف ساعة، استهدفت فيها الطائرات الحربية بيوت المدنيين ومسجدا في المنطقة أدى إلى سقوط شهيدين.

وفي مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة تم استهداف منزل عائلة ابو حطب حوالي الثانية فجرا مما أدى إلى سقوط كل أفراد العائلة السبعة ضحايا ما عدا طفل رضيع وجهه كالملاك؟ "يفضح عرضك يا احتلال، شو عملوا الأطفال، يكتب أحد النشطاء. بهذا يرتفع عدد الشهداء إلى 127 وحوالي 1000جريح.

هذا القصف الإسرائيلي المتكرر لبيوت المواطنين الآمنين، إضافة إلى القصف المتقطع للمدافع والدبابات والبوارج الحربية وقنابل الصوت والإضاءة، كل هذا يهدف إلى بث الرعب بين المدنيين وكي وعيهم من أجل إخضاع المجتمع الفلسطيني لقانون الخوف والاحتلال.

ذكرني الدخان الأبيض الذي أطلقته مدفعية الاحتلال منتصف ليلة أمس، والذي يشبه شكل الغطيطة الكثيفة برائحته النفاذة، بما حدث في الليلة ما قبل الاجتياح البري في عدوان 2014. ابني المرحوم غسان كان قد رجع من مستشفى اخلوف بعد عملية معقدة في الدماغ لاستئصال الورم السرطاني، ملأت رائحة الدخان والغبار البيت، انتقلنا من المنطقة الشمالية من البيت إلى المطبخ جنوبا، الدخان والغبرة مازالا كثيفين، شغلنا كل المراوح، تفاقم الامر، هبطنا هربا إلى الطابق السفلي ونحن نضع بشكير مبللا بالمياه على وجه غسان، فش فايدة، عدنا للطابق العلوي. لم يكن يعنينا من الأمر الا المحافظة على صحة غسان. الدخان الأبيض هذه المرة لا يختلف كثيرا ولكنه أقل كثافة، هذه القنابل أطلقتها الدبابات والمدفعية في عدوان 2014 للتعمية وكساتر قبل اجتياحها البري. غسان هذه المرة لم يكن يقلقنا؟!

حرب الأعلام بين فلسطين وإسرائيل وصلت إلى اوروبا، بلدية تورنيه البلجيكية ترفع علم فلسطين على مقرها وحكومة النمسا ترفع علم اسرائيل على مقرها.

ابناؤنا المغتربين يعيشون نار الحرب والقلق والخوف على ذويهم، خوفا من قراءة أسماء من يحبون على وسائل التواصل، أنها فكرة مؤلمة ومن الصعب تخيلها رغم أن القلب يرددها "أخاف أن تستشهدوا دوني وأترك وحيدة أعيش الذكريات .. ليته قدر لي أن أشهد الحرب الرابعة معكم بصدر مطمئن للقدر المشترك ، في غرفة واحدة كما كان في كل حرب سابقة على غزة"، هذا ما عبرت عنه إحدى المغتربات من خوف وقلق؟! قلوبنا مشتتة وممزقة.

من الواضح أن هناك مساع جادة أمريكية مصرية أوروبية قطرية للوصول إلى هدنة مؤقتة ثم طويلة، نشر بعض النشطاء الشروط الفلسطينية على لسان ‏خالد مشعل تتلخص في 4 نقاط، لا أعرف مدى دقتها:

1- خروج قوات الاحتلال من المسجد الأقصى والسماح بحرية الصلاة والتواجد فيه

2 - توقف الاحتلال عن جريمة تهجير أهالي الشيخ جراح

3-  الإفراج عن المعتقلين في التصعيد الأخير بالقدس

4- وقف العدوان على غزة

يطالب البعض أن يشمل هذا الاتفاق أهلنا في الـ48، وآخرون يطالبون بعدم وقف القتال قبل التحرير أوالتفاوض على قيام الدولة الواحدة؟!

بغض النظر عن الشروط، رغم اهميتها، نتمنى أن يحدث اتفاق حتى نلحق ما تبقي من أيام العيد، قد نستطيع أن ندخل الفرحة على أطفالنا ونسائنا الخائفات على عائلاتهن، العيدية مازالت في جيبتي؟!

يوم جديد، نرجو أن تتحقق فيه الهدنة حتى يتوقف الموت والألم والفقدان، وإلا فنحن صامدون.
-------------------------
بقلم: د. رياض عبدالكريم عواد 


مقالات اخرى للكاتب

الحرب على غزة، التضليل المتواصل





اعلان