20 - 04 - 2024

محمد إبراهيم أبو سنة للمشهد: هؤلاء الخمسة أعظم شعراء العرب الأحياء

محمد إبراهيم أبو سنة للمشهد: هؤلاء الخمسة أعظم شعراء العرب الأحياء

- رغم سطوة الصورة فإن الكلمة أقوى لأنها تعيش كثيراً في الضمير الإنساني 
- أنا ابن الفترة الناصرية وأحلامها وهاجسي الحرية فبدونها لا إبداع على الإطلاق
- هناك شعراء قادرون على التأثير في الوجدان العام مثل نزار ودرويش .. لكنهم يفتقدون اهتمام الإعلام
- الإذاعة لم تفقد إطلاقاً نفوذها ولا سطوتها ولا أهميتها، القضية أن الناس الآن أمام وسائل متعددة وهذه الوسائل كل منها يأخذ مساحة من الرأي العام
- لم أكف عن الحب منذ كنت في التاسعة من عمري وانا مغرم بكل ما هو جميل.

في 21 مارس الماضي أعلن فوز محمد إبراهيم أبو سنة بجائزة أحمد شوقي للإبداع الشعري والمقدمة من النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، ليكمل بها عقدا فريدا من الجوائز يضم جائزة الدولة التشجيعية في الشعر(1989م) وجائزة كفافيس (1990م)، وجائزة أحسن ديوان مصري (1993م) وجائزة أندلسية للثقافة والعلوم (1997م)، وجائزة محمد حسن فقي وجائزة جامعة شتيرن بألمانيا ( 2008)، جائزة ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى (2016).

وقال اتحاد الكتاب في مسوغات منح جائزة شوقي للإبداع إن أبو سنة (84 عاما) "تحرك شعره بين واقع معيشي يرفضه ولا يملك تغييره، ومحتمل يبتغيه، ويقيمه في القصيدة، فجاء صوته مميزا في شعراء الستينات، وأطلت من القيم الجمالية المنثورة في شعره قيم وطنية وأخلاقية رفيعة".

أبو سنة شاعر وناقد وإذاعي مصري، عضو اتحاد كتاب مصر وعضو المجلس الأعلى للثقافة. من مواليد مركز الصف بمحافظة الجيزة عام 1937م. حاصل على ليسانس كلية الدراسات العربية بجامعة الأزهر سنة 1964.له عشرة دواوين شعرية مطبوعة: قلبي وغازلة الثوب الأزرق - البحر موعدنا - الصراخ في الآبار القديمة - رماد الأسنة الخضراء - مرايا النهار البعيد - رقصات نيلية - ورد الفصول الأخيرة - تأملات في المدن الحجرية - موسيقى الأحلام - حديقة الشتاء.

كما تنوع إنتاجه فأصدر مسرحيتي: حصار القلعة وحمزة العرب وله مؤلفات أخرى منها: تأملات نقدية في الحديقة الشعرية: دراسات أدبية، الهيئة المصرية للكتاب، 1989م - دراسات في الشعر العربي، سلسلة أقرأ، 452، أغسطس 1982م - تجارب نقدية وقضايا أدبية، سلسلة أقرأ، العدد 519- 1985م.

عمل بالإذاعة المصرية وتولى رئاسة إذاعة البرنامج الثقافي، ومن البرامج التي قدمها: ألوان من الشعر- حديقة الأوراق.

المشهد أجرت معه هذا الحوار، عبر الهاتف وفقا لطلبه، نظرا لظروف جائحة كورونا وهذا نص الحوار:

* كثيرا ما تتماهي المرأة بالوطن في ابداع الشعراء .. أين تكمن الحدود الفاصلة وكيف تعرف المحبوبة ان هذا لها وهذا لمصر ؟

- هذا سؤال الى حد ما نقدى ذلك لأن استخدام الأنثوية للمرأة هي الصفة العامة إما أن يسقط الشعراء هذه الصفة على معنى الوطن، فهذا أمر يستحق التأمل، وليس واضحاً في كل الأمور.

 حين يريد الشاعر أن يقصد بكلمة المرأة الوطن في هذه الحالة هو يلجأ إلى رمز فني أكثر من أن يكون تعبيرا مباشراً، فلا توجد صلة قوية بين فكرة المرأة والوطن إلا بطريقة رمزية، هناك خطاب للمرأة واضحاً خصوصاً في المقام العاطفي وحين يتحدث الشاعر عن تجربة عاطفية جوهرها هو الحب، اما حين يتحدث عن الوطن بهذا التعبير الرمزي فهو مسألة نقدية تحتاج إلى تأمل خاص.

فليس كل ما يقصده الشاعر بكلمة المرأة الوطن، وهذا يتضح حين نقرأ القصيدة فعناصر التعبير الموجهة إلى المرأة لها ظروفها وعلاماتها، فالمرأة هذا الكائن الانساني الذي يوجه إليه الشاعر في كثيراً من الأحيان الحب غير المعنى الأخر الرمزي حين يقصد الشاعر بالمرأة الوطن .

هذا التعبير ورد في الفترة الاخيرة حيث لجأ إليه النقاد في تحليل الأعمال الروائية لـنجيب محفوظ، ولكن ليس وارداً بشكل  تلقائي ومألوف، هناك فرق بين التوجه العاطفي للمرأة  والتوجه الوطني عن طريق إسقاط كلمة الأنثوية على فكرة الوطن.

* قضية الحرية هي الهاجس الأساسي للمبدع الذي يود لو يحلق في فضاء إنساني مثالي، هل بهذا المنطق يمكن أن نعتبر الشعراء في عالمنا الثالث محظوظون أم تعساء لأنهم يعيشون واقعا يحفزهم باستمرار على الكتابة؟

- أولاً، الحرية فكرة محورية  بالنسبة للمبدع وبدون الحرية لا إبداع على الإطلاق، فالشاعر والفنان بشكل ما أو بشكل مطلق قضيته الأولى هي الحرية، اما بالنسبة للشعراء في واقعنا هل هم تعساء أم محظوظون؟ فليس هذا هو المهم، ولكن المهم أن نقول: هل هم قادرون علي التعبير في هذا الواقع وقضاياه ومفرداته، ولكل إنسان رؤيته الفنية؟ وأنا أعتقد أن الواقع الذي يعيشه المبدع مليء بالتناقضات والتعقيدات وفيه الكثير من الأمور الشائكة التى تعبر التعبير الصحيح عن قضايا هذا الواقع. أول هذه الأمور هي سطوة العادات والتقاليد، هذه السطوة في حقيقة الأمر في كثير من الأحيان تقف بالشاعر عند فكرة الحرية أو فضاء الحرية ليعبر بما هو في داخله عن رؤيته الصريحة والحقيقية.

وهناك بجانب العادات والتقاليد عدة محاذير تقوم أمام الشاعر للتعبير بحرية، كالثقافات التقليدية التي تتجه إلى الماضي أكثر من المستقبل، ومن القضايا التي تعوق أيضا الشاعر عن التعبير عن الحرية في هذا الواقع القضايا السياسية حيث لا يتمتع الشاعر فيها بحرية كاملة، فعند التعبير عن هذا الواقع لابد أن يراعي حدوداً حمراء وصفراء وهذا قيد جديد أمام الشاعر والمبدع.

 وهناك أيضا مسألة اخرى وهي فكرة التعليم التي يندرج تحتها في المقام الأول، والقضية الثانية التي أريد أن أتحدث عنها وهي مشروع الحداثة فمنذ وقت طويل وهذا المشروع أصبح يدور حول نفسه، حيث تتجه ثقافتنا في معظمها إلى الماضي أكثر من المستقبل.

ويحتاج الشارع للتعبير عن الحرية التخلص من هذه المحاذير أولها كما قلت العادات والتقاليد والرؤية التقليدية الماضوية وأيضا هناك فكرة الاتجاهات الدينية على التعبير الفني، فهناك محاذير يضعها رجال الدين أمام الفنانين والشعراء والأدباء ويضعون أمام حرية التعبير سواء للفنان أو الأديب، فالشاعر والفنان يحتاج إلى حرية مطلقة لكي يُبدع وليست هذه الحرية التي اقصدها أن تُسئ للعادات والتقاليد وللمجتمع وقضايا المجتمع، بل تدفع الشاعر والمبدع إلى أقصي حدود الخيال لكي يصل بنا إلى جوهر الحقيقة الوجودية والإنسانية وجوهر الحقيقة الشاعر والمبدا الى اقصى حدود الخيال لكي يصل بنا الى دوائر الحقيقه الفنية.

* كنت معجبا بعبد الناصر وظهرت ملامحه في كثير مما كتبته في الستينيات... هل يمكن أن تخبرنا بظلال في شعرك لمن أتوا بعده ( السادات - مبارك )  ومن حكموا بعد الثورة وهل تكونت لديك علاقات بهم سواء شخصيه أو إبداعيه؟!  

- أنا مازلت متمسكاً أننى إبن للحقبة الناصرية، انا مؤمن بالقومية ومؤمن بالتوجه القومي والاجتماعي للمشروع الناصري، ومؤمن بالقومية العربية ومؤمن أيضاً بالعدالة الاجتماعية وبحقوق العمال والشعب المصري في حياة سليمة كما يعمل الآن الرئيس عبدالفتاح السيسي في مبادرته الجريئة والكريمة تجاه الشعب المصري، وأظن ان الرئيس السيسي يقترب من الرؤية الناصرية وحدودها في كثير من مبادراته وانا أعتقد أنني انا شخصياً إبن ثورة 23 يوليو 1952..

 ولكن ما الذي يبقي من هذه الأشياء؟ لا شيء سوي التطور المستمر، فمشروع عبدالناصر لم يعد قائما كما اتصوره وإنما ما تبقي منه هو ما ذكرته في التمسك بالوحدة العربية والتمسك بالعدالة الاجتماعية والإنفتاح على الثقافة العالمية والعربية وطرح الفكرة التي تقول أننا ضد الغزو الثقافي، فلا يوجد هناك ما يسمي بالغزو الثقافي الثقافة هي غذاء للأنسانية وضرورة للشاعر.

حيث أن الثقافة هي محاولة أقتراب للحقيقة وتنوير الروح و العقل الإنساني بثمار العقل البشري سواء كان أوروبيا أو امريكيا او شرقياً، فأنا مع الحرية والإنفتاح علي الثقافة شرقاً وغرباً وضد ما يسمي بالغزو الثقافي وفي نفس الوقت مع الخروج من الماضي الى الحاضر والاتجاه إلى المستقبل.

ولم تتكون لدي علاقة بالرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ولم التق به نهائياً ولكن التقيت بالرئيس محمد حسني مبارك عندما منحني وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وتسلمت منه هذا الوسام على المسرح القومي بمناسبه حصولي على جائزه الدوله التشجيعية عن ديواني (البحر موعدنا).

* الدنيا تغيرت والأعداء تبدلوا نذكر قصيدتك التي تقول فيها " كل هذا الظلام اليهود " هل مازلت عند رأيك  القديم أم تأثرت بالدعاية التي تحاول التقليل من هذه العداوة وهل تبدل الأعداء لديك أيضاً  ؟

- أولا، هذه القصيدة كتبتها في فترة الإندفاع والحماس الشديد ضد الإعتداء الاسرائيلي على جنوب لبنان وعلي الاحتلال بشكل عام، وكنت حزينا جدا لما اقترفته وارتكبته إسرائيل بحق الفلسطينيون، هذه القصيدة ربما فيها بعض العيوب الفنية والعيب الوحيد في هذه القصيدة هو الخلط بين فكره اليهود وفكرة اسرائيل، لأن اليهود هم بشر يعتنقون ديانة، أما اسرائيل فهي مشروع استيطان و استعمار يستبد بالفلسطينيين ويتعدي على أعراضهم بغير حق، فهناك فرق بين التعبيرين، أذا الخطأ الذي وقع في القصيدة هو هذا التعميم.

فكرة كل هذا الظلام اليهود وكلمة اليهود تنطبق هنا على كل اليهود وهذا خطأ، لأن ما وقع في فلسطين هو فكرة استعمارية قام بها عدد من المغامرين الصهاينة،  لهذا فأنا كتبت بنوع من التعبير للرؤية وليس للقضية،فأنا مازلت عند موقفي من المطالبة بالعدالة الفلسطينية وانا مؤمن بفكرة حل الدولتين ومؤمن بأنه لابد أن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة بجوار دولة اسرائيل، لأن اسرائيل حقيقة لا يمكن محوها لأن هذا أمر ضد البشر في النهاية،  لكن أنا مع أن نكون واقعيين ولابد أن يستبدل الفلسطينيون الحقوق المسلوبة وإقامة دولة علي أرضهم كما يرون هم.

* هل تراجع الشعر أمام  طوفان الوسائل التواصل الحديثة من مواقع تواصل اجتماعي.. ومن جانب آخر هل تراجعت الكلمة المكتوبة لصالح اللقطات المصورة؟

لا شك أن الكلمة منذ بداية التاريخ تتمتع بسطوة قاهرة وسلطة مستمرة وباقية، وللكلمة سطوتها وسحرها الخاص، وهذا السحر يتجاوز الجيل الواحد إلى أجيال متعاقبة ونحن مازلنا نعود إلى شعر طرفه بن العبد من العصر الجاهلي وشعر المتنبي في العصر العباسي وغيرهم من كبار الأدباء،  الكلمة أقوى من كل شيء ولكن في العصر الحديث تختلط  الفنون مع بعضها البعض، فلا معنى للمسرح بدون الكلمة ولا معنى للسينما بدون السيناريو،  الكلمة هي الأساس وهي البداية ولكنها لا يمكن أن تستمر في المستقبل بدون أن تستثمر كل الوسائل في الفنون الأخرى مثل الفنون التشكيلية والمسرح، و هذه الفنون كلها تتشارك مع الكلمة ولكن علي أن أقول أيضاً أن الصوره قد بسطت قوتها وأهميتها أخيراً نتيجة التلفزيون ووسائل الاتصال.. وللصورة نفوذها حيث أن الكلمة تتكلم هي الأخري، فلا يمكن تجاهل أننا نعيش في عصر الصورة، لأن الصورة في غاية الأهمية ولكن الكلمة أقوى من الصورة فالكلمة تعيش كثيراً في الضمير الإنساني أما الصورة تبقي في العين وقد تختفي أما الكلمة فلن تختفي أبدا ولن تموت أبدا ..

* من تحب من الشعراء اللاحقين على جيلك ولمن تقرأ منهم؟

- هناك جيل السبعينيات أنا بشرت بهذا الجيل وكتبت عنه مقالا في مجلة الكاتب في السبعينيات، هؤلاء الشعراء الذين جاءوا بعد جيل الستينيات والذي انتمي إليه وأنا أحب من هذا الجيل الشعراء (حسن طلب - حلمي سالم - محمد سليمان - وليد منير) 

 وهؤلاء في حقيقة الأمر أفضل أبناء جيل السبعينيات .

* في النصف الثاني من القرن الـ20 كنا امام ظاهرة الشاعر صاحب النجومية الطاغية من نزار قبانى مروراً لمحمود درويش وغيرهم ... لماذا اختفى  الشاعر القادر على جذب انتباه الناس والتأثير فيهم الى هذا الحد؟

- أولا الشعر يمر بمرحلة صعبة لأن وسائل الإعلام هي التى تحول دون بروز وتأثير الشعراء في الراي العام بصورة واسعة.. فقد تراجعت أجهزة الإعلام عن الاهتمام بالشعر بشكل قوي، ولكن الشاعرين نزار قبانى ومحمود درويش هما من فرضا سطوتهما الشعرية من خلال النص الشعري الذي يقدمان،  فنزار قباني شاعر الفطرة والموهبة الكبيرة ومحمود درويش شاعر البراعة والخيال البعيد، ولكن هناك شعراء كثيرون يمكن أن يصلوا إلى الناس ويؤثروا في الوجدان العام، سواء على المستوى المصري أو العربي بشكل عام إذا اهتمت بهم أجهزه الأعلام،  كما أن حركة الغناء توقفت تماماً عن الاستماع للقصيدة الحديثة وتوقفت عند حدود النصوص التقليدية.. فلماذا لم يهتم الغناء بالإقتراب من القصيدة الحديثة في النصف الثاني من القرن العشرين بعيداً عن بعض الأسماء المعروفة ؟! 

أما بالنسبة لي القضية إعلامية أكثر من كونها قضية اختفاء الشاعر الذي يجتذب وجدان الجمهور ..

 أنا أقول لابد من الإهتمام بحركة الشعر الحديث و أن تلتفت حركة الغناء للتجديد في إلقاء القصائد الحديثة لأنه للأسف الشديد هناك انصراف تام من الغناء عن القصيدة، إلى جانب مشكلة أخرى في التعليم ومشكلات في الجغرافيا السياسية وفي الواقع العربي المضطرب ،، حيث الوضع العربي الآن يسيطر عليه الصراع الدموي والقطيعة بين الدول العربية وكل هذا يحول دون بروز الصوت الفني الحقيقي والشعر أو  غيره من الفنون الحقيقية فالمناخ الآن غير قادر على أن يستمع أو ينصت لأصوات الشعراء الحقيقيين.

* رشح لنا خمسة شعراء في العالم العربي يمكن أن نصنفهم دون وجل باعتبارهم أعظم شعراء العرب الأحياء؟!

- أحمد عبد المعطي حجازي - حسن طلب - ابراهيم نصر الله في فلسطين - عبد العزيز المقالح في اليمن - على جعفر العلاق في العراق...

* كنت إذاعياً لامعاً، لماذا فقدت الإذاعة سطوتها؟

- طبعا تواجه الإذاعة تنافساً قوياً من الوسائل المختلفة، هذه الوسائل تتمثل في الصورة خصوصاً التلفزيون ووسائل الاتصال الجديدة مثل الانترنت وسواها ولكن الإذاعة لم تفقد إطلاقاً نفوذها ولا سطوتها ولا أهميتها، القضية أن الناس الآن أمام وسائل متعددة وهذه الوسائل كل منها يأخذ مساحة من الرأي العام ..

* هل تعتقد أنك نلت ما تستحق من تقدير أم أن الجوائز، رغم كثرة ما نلت من تقدير، قد ظلمتك؟!

- أنا لا أفكر في هذا الأمر، المهم أننى مازلت أفعل ما أستطيع، وأرجو أن يتقبل محبو الشعر ما قدمته، كل ما أتمناه أن اطمئن إلى أن ما قدمته من شعر موضع تقدير من الرأى العام والجمهور،  أما فكرة الجوائز فهي فكرة مرتبطة بالهيئات والدول، وأنا أقول الحمد لله أننى كنت قادرا علي أن أقول ما أردت أن أقوله وأن ما كتبته ربما وجد أذنا صاغية في بعض الأحيان فلست نادماً علي شيء، ولا أظن أننى ظلمت إلى حد بعيد.

* من هم تلاميذك الذي يمكن أن نقول أنهم  إمتدادُ لتجربتك الشعرية؟

- ليسوا تلاميذ بقدر ما هم شعراء حقيقيون يمتلكون القوة وفي مقدمتهم الشاعر فولاذ عبدالله الانور والشاعره شيرين العدوي ...

* حدثنا عن تجربة الحب بالنسبة للشاعر؟

- لقد أعدتيني إلى أيام الشباب، فأنا لم أكف عن الحب منذ كنت في التاسعة من عمري وانا مغرم بكل ما هو جميل سواء في الكلمة أو الإنسان أو الطفولة أو الطبيعة أو الجمال، وأول هذه العناصر هي المرأة التي احببتها منذ أن كنت في سن المراهقة حتي الآن، أما الجمال بشكل مطلق فأنا عاشق له وعبرت عنه في تجليات مختلفة وفي كثير من القضايا منذ الخمسينات .

* ماذا عن أثر الغربة بالنسبة للشاعر؟

- تركت قريتي وأنا في العاشرة من عمري لألتحق بالدراسة الأزهرية وعرفت الغربة ومرارتها منذ عام 1947، وأظن أنني استطعت أن أتكيف إلى حد ما مع هذه المدينة التي انتقلت إليها وأنا مازلت صبياً، وللغربة تجليات وصور كثيرة فهناك غربه المكان وقد عرفتها كما قلت عندما انتقلت من القرية التي أحبها قريه الودي بمحافظه الجيزة إلى محافظه القاهرة، وهناك غربة أخرى وهي شعور الانسان بأن كل مايتمناه لا يتحقق دائما، فالغربة هنا في حياتي هي فكرة الانسجام الاجتماعي في الواقع الذي أعيش فيه.
------------------------------
حوار – رانيا عبدالوهاب
من المشهد الأسبوعي






اعلان