25 - 04 - 2024

فلسطين قضية أمة

فلسطين قضية أمة

عندما تم القضاء على مفهوم "الأمة" الواسع بفعل فاعل، أو تشويهه واقتصار الأمر عند البعض على الفكر الحدودي الضيق، أصبحنا نسمع أصواتا شاذة تخرج من بيننا، قد تدافع عن العدو ولو بشكل غير مباشر، عن طريق الهجوم على أصحاب القضايا العادلة التي تخص أجزاء من وطننا الكبير عندما يشكون عدم تضامن أمتهم معهم بالشكل الكافي، وذلك بادعاء أننا في مصر صنعنا ما علينا تجاه أمتنا على مدار سنوات مضت، والآن علينا التركيز في شؤوننا وليدافع كل شعب عن نفسه.. لاحظت ذلك خلال الأيام الماضية منذ اندلاع أزمة حي الشيخ جراح، ومحاولة الكيان الصهيوني تهجير أهله لصالح آخرين من الصهاينة، ومؤخرا اقتحام المسجد الأقصى وقت الصلاة. 

أقول لهؤلاء عليكم أن تخرسوا أيها الحمقي لأنكم تهينون مصر بكلامكم هذا أكبر إهانة، ومن أنتم حتى تتحدثوا نيابة عن المصريين الشرفاء الذين لم يتخلوا يوما عن قضايا أمتهم، وخاصة القضية الفلسطينية التى تمثل شرف الأمة كلها لمن يعي.. مصر بشعبها كانت ومازالت وستظل قلب الأمة النابض، و ذلك عزها الحقيقي، فهي ليست مجرد بلد صغير يغلق على نفسه كما يريد بعض السفهاء ممن لا يدركون قيمة الوطن الذي يعيشون فيه.. يدعون الوطنية وهم أبعد ما يكونون عنها لأن المبادئ لا تتجزأ.

هؤلاء المرابطون في المسجد الأقصى، و كل الشعب الفلسطيني الصامد في أرضه إلى الآن يرفض التسليم بالأمر الواقع، رغم الخذلان الذي حدث في السنوات الأخير وعمليات التطبيع المخزية بلا سبب أو مقابل، و حتى من هجروا رغما عنهم، وعاشوا في دول أخرى، لكن وطنهم ظل بداخلهم و يعتزون بجنسيته مهما حصلوا على جنسيات أخرى ويحلمون بالعودة مهما طال الزمن.. لا يدافعون عن أرضهم فقط، و إنما يقفون حجر عثرة في وجه المخطط الصهيوني الكبير الذي لا ينتهي عند حدود فلسطين، وإنما كما نعلم جميعا أن حلمهم لدولتهم المزعومة يمتد من النيل إلى الفرات، ولكنه بدأ في أرض الشام المباركة، ولم ولن  يبرح مكانه حتى الآن  بفضل ذلك الصمود حتى يندحر تماما يوما ما.. مخطئ من يظن أن هؤلاء يسعون إلى السلام والعيش جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين، لأنهم لو أرادوا لفعلوا منذ سنوات.. من لا يعي ذلك فلا وعي لديه من الأساس.
---------------------
بقلم: السعيد حمدي

مقالات اخرى للكاتب

المصريون نسخة أصلية





اعلان