بنقاء هذه الأيام المفترجة، وتوبة الوباء ورهبة يوم الحساب، أنصحك سيادة الوزير بفضيلة السكوت.. وإحراق كتالوج تصريحات الوزراء، والاحتجاب عن الإعلام لحين مرور ولو شهر بدون حوادث، ولما تخرج في جولة امنع تواجد رئيس لجنة المواصلات بمجلس النواب حتى لا تٌعثره بمهمة الدفاع عنك بدل الدفاع عن الشعب.. وخسارة تضيع وقتك ووقتنا في تأمل صورتك وانت تعنف سائقا قلع الماسك!! وتسميع تعليمات الوظيفة المطبوعة بعقد تعيينه!! والحقيقة أنا شخصيا أصابني اليأس من تصريحك أن معهد تكنولوجيا السكك الحديد الجديد يتبع مكتب التنسيق، وان التدريب العملي بعد، وليس شرط التخرج!!
والحق، لم ينتشلنا من يأس سيادة الفساد، ويعزينا مؤقتا في ضحايا القطارات إلا ضمير النيابة العامة.. سرعة قرارات المستشار على حسن المحامي العام رئيس نيابة بنها الكلية بعد ثبوت الاهمال الجسيموالتزوير، بحبس سائق قطار طوخ المنكوب، ومساعده، وعامل صيانة، ومهندس بالهيئة على ذمة التحقيقات.. وكفالة 50 ألف جنيه للإفراج عن رئيس الادارة المركزية للصيانة، و100 ألف كفالة الافراج عن كبير المهندسين.. كشف وصدق إعلان فساد الادارة يبشر بعدالة قادمة.. لكن سيادتك بعد الافطار مع العمال، عاجلتنا بقرار استبدال رئيس الهيئة بآخر، مع تعيينه مستشارا لشؤون السكك الحديدية!! هل كان يٌحذر ويٌطالب دون استجابة فأحرجتكم إقالته!! الإجابة يسعى إليها النائب العام المستشار حماده الصاوي باستدعائه للتحقيق مع رئيس الهيئة الجديد و23 متهما جديدا، وضبط وإحضار مدير إدارة هندسة السكك الحديد بمنطقة الحادث، ومهندس الورش بتهمة الاهمال، والاخلال.. وسماع شهادة 104 من المصابين. شكرا للنيابة العامة.
أما نوابنا ال600 المتطعمين بعائلاتهم أولا بدلا من الأطباء!! لأنهم مواطنين غير عاديين، فلا نطالبهم إلا ببيان إعتذار عن اهمالهم لملف السكك الحديد المزمن، غياب أفضى إلى ترسيخ فساد نتحمل نحن -المواطنون العاديون - ويلاته من وفيات، ومليارات و غلاء وحزن ويأس.. ندفع مكافآتكم من الموازنة العامة للدولة، التي تحصد ضرائبنا من المنبع، ومن 13 % من كل ما ننفقه لسداد احتياجاتنا الأساسية من مأكل وملبس، وتنقلات فأين المقابل!!
عندما تستقبلون الوزير بعد يومين، إسألوه لماذا لم ترفد أحدا رغم ثبوت الاهمال وتكرار الحوادث، هل المطلوب شراء صمتهم!! وبعد الاستماع وفاصل المشاغبة لارضاء جماهير "مش هاتسمعكم" لأنهم مواطنون عاديون، وقبل التصفيق واخراج نفس توصياتكم القديمة من الملف، اطلبوا تأجيل تنفيذ القطار السريع لحين إعادة بناء المهدم واصلاح المكسور، لأن المليار الواحد فلوس نحتاجها جدا.. وطالبوا بتسليم قيادة السكك الحديدية للشباب، فهم أجرأ وأذكي وأعلم بتكنولوجيا تنفيذ رؤى الخبراء والمستشارين المرتعشين، بحكم السن على الأقل!! لأن دماء الضحايا لا تبرد، وصوت صراخها أعلى من هدير العجلات على القضبان، فكيف تحتملون!! الصائمون منكم عن المكافآت والبدلات والمفطرون!!
------------------------
بقلم: منى ثابت