25 - 04 - 2024

البشر ثروات مهدرة أم أعباء زائدة؟

البشر ثروات مهدرة أم أعباء زائدة؟

من المعروف أن الأوطان لابد لها من دعائم قوية تقوم عليها، وأولى تلك الدعائم هو العنصر البشرى، و ذلك  يوجد في كل دولة بالطبع، وإلا افتقرت لأهم مقوماتها والذي بدونه لا يصح وصفها بهذا الوصف، ورغم هذا نجد تفاوتا كبيرا فى المستوى بين بلدان العالم، فهناك الدول التى تقدمت وازدهرت بشكل كبير جدا، وأيضا هناك  أخرى سقطت ولم يعد لها أى دور على الإطلاق، وبين النوع الأول والثانى توجد تلك التي لا هى متقدمة وأيضا لم تسقط سقوطا كاملا، من الممكن أن نقول أنها موجودة فى المشهد ولكنها غير مؤثرة تأثيرا كبيرا، ولم تصل للمستوى المطلوب من التقدم والرقى رغم بعض المظاهر البراقة فيها، وتلك الدول هى ما يتم تصنيفها بالعالم الثالث و منها أيضا النامية.

الحقيقة أن العامل الأساسي فى وجود هذه الفوارق بين منطقة وأخرى يكمن فقط فى كيفية إستخدام العامل البشرى، وإعداده إعدادا جيدا كى يكون كل فرد منهم لديه المقدرة على العطاء، وذلك يحدث إذا تساوت الفرص لدى الجميع.

فهناك الدول التى اعتبرت البشر ثروة وهو ما يعرف بالثروة البشرية، واستطاعت  الإستفادة من ذلك عن طريق خلق المناخ المساعد على الإبداع دون أية قيود أو فوارق بين أبناء الوطن الواحد، ونجد أن المعيار فى تلك الدول هو الكفاءة فقط، أما على  الجانب الآخر نجد أن البلاد الفاشلة تماما وهي خارج المنافسة نهائيا استغلت البشر أسوأ استغلال و تحول الأمر لديها إلى نزاعات و حروب أهلية، وبين هؤلاء وأولئك نجد دول العالم الثالث فى المنتصف كما ذكرت آنفا، حيث لا تتعامل مع البشر على أنهم ثروة،  بل تراهم عبئا يجب تخفيفه، وذلك لأنها لا تستغلهم استغلالا جيدا، بل يقتصر الأمر على مجموعات بعينها تسيطر على كل شئ بغض النظر عن الكفاءة، ويصل الأمر إلى حد التوريث فى جميع المجالات مما يجعل الجمود أمرا حتميا لتلك البلدان، وربما لا تعود إلى الخلف ولكنها لا تقفز أبدا إلى الأمام مهما حاولت. 

فبدون التغيير وإتاحة الفرص أمام الجميع لن تكون هناك أفكار خلاقة تنهض بها الأوطان.. لا يمكن أن ينحصر الوضع في مجرد كلمات تلقي باللائمة على الناس لأنهم لا يتوقفون عن إنجاب الأطفال دون وضع برامج وخطط محددة و محفزة للحد من ذلك إذا كانت هناك ضرورة فعلية، و لكن أيضا من غير المعقول أن يتم التسليم بفكرة أن البشر عائق للتنمية وهم من أهم أسباب وجودها إذا نظرنا نظرة أكثر موضوعية.
---------------------------
بقلم: السعيد حمدي


مقالات اخرى للكاتب

المصريون نسخة أصلية





اعلان