أدى العيش وسط الجائحة العالمية خلال العام الماضي إلى قيامنا جميعًا بتوسيع مفرداتنا، نحن نفهم الآن مصطلحات مثل معدات الوقاية الشخصية، والتباعد الاجتماعي ، وتتبع المخالطين، ولكن بينما نعتقد أننا نتعامل مع معظم المصطلحات، فإننا نواجه مجموعة أخرى من الكلمات الجديدة: الطفرة والفيروس المتغير والسلالة. إذن ما المقصود؟ 

تسمى المادة الوراثية لـ(سارس- كوف-2)، الفيروس التاجي المسبب لكوفيد 19، بالحمض الريبي (آر إن ايه). ليتكاثر الفيروس، لابد للحمض الريبي لـ (سارس -كوف -2) أن يختطف الخلية المضيفة، ويستعمل آلياتها ليتضاعف، ومن ثم تحدث العدوى. 

غالبًا ما تحدث الأخطاء أثناء عملية تكاثر الحمض الريبي الفيروسي. ينتج عن هذا فيروسات متشابهة ولكنها ليست نسخًا طبق الأصل من الفيروس الأصلي. تسمى هذه الأخطاء في الحمض الريبي الفيروسي بـالطفرات، وتسمى الفيروسات التي تحمل هذه الطفرات بـالمتغيرات. يمكن أن تختلف المتغيرات من خلال طفرة واحدة أو عدة طفرات. إذن:  الأخطاء خلال التضاعف = طفرات  الفيروس الذي شهد الطفرة = متغير ليس لكل الطفرات نفس التأثير. 

لفهم هذا بشكل أفضل، نحتاج إلى فهم أساسيات شفرتنا الجينية، (دي إن ايه للبشر، وآر إن ايه لسارس- كوف- 2)، هذا الرمز يشبه المخطط الذي بنيت عليه جميع الكائنات الحية. عندما تحدث طفرة في نقطة واحدة، فإنها لن تغير بالضرورة أيًا من اللبنات الأساسية (التي تسمى الأحماض الأمينية). في هذه الحالة ، لن تتغير طريقة تكوين الكائن الحي (الإنسان أو الفيروس).). 

ولكن في بعض الأحيان ، تحدث هذه الطفرات المفردة في جزء من الحمض النووي الريبي الفيروسي الذي يتسبب في حدوث تغيير في لبنة بناء معينة. في بعض الحالات، يمكن أن يكون هناك العديد من الطفرات التي تغير معًا لبنة البناء. يُسمى "المتغير" "سُلالة" عندما يظهر خصائص فيزيائية مغايرة. ببساطة، السلالة عبارة عن متغير مبني بشكل مختلف ، وبالتالي يتصرف بشكل مختلف عن الفيروس الأصلي. يمكن أن تكون هذه الاختلافات السلوكية بسيطة أو واضحة.   

على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن هذه الاختلافات تغيرًا مرتبطا بمستقبل خلوي مختلف، أو ارتباطًا أقوى بأحد المستقبلات الخلوية ، أو التكاثر أسرع ، أو الانتقال بشكل أكفأ، وما إلى ذلك..   فكل السلالات هي متغيرات بالضرورة، ولكن ليست كل المتغيرات سلالات!  

المتغيرات الشائعة (والتي هي أيضًا سلالات) ثلاثة من أكثر متغيرات (سارس-كوف-2) شيوعا ما اصطلحنا على تسميته متغير المملكة المتحدة (بي.1.1.7)، متغير جنوب افريقيا (بي.1.351)، والمتغير البرازيلي (بي.1) وكل منهم يحتوي على مجموعة طفرات مختلفة. . 

لنلقِ نظرة على متغير المملكة المتحدة كمثال. يحتوي هذا المتغير على عدد كبير من الطفرات في البروتين الشوكي ، مما يساعد الفيروس في غزو الخلية البشرية.. من المعتقد أن الانتقال المتزايد لمتغير المملكة المتحدة مرتبط بطفرة تسمى (إن 501 واي)، تسمح لـ(سارس-كوف-2) بالارتباط بسهولة بمستقبل (ايج 2) في الخلية البشرية، وهو نقطة دخول (سارس-كوف-2) لمجموعة واسعة من الخلايا البشرية. انتشر هذا المتغير في أكثر من 70 دولة..   في حين أننا نسميه عادة "متغير المملكة المتحدة" (وهو كذلك) ، فهو أيضًا سلالة لأنه يظهر سلوكيات تختلف عن السلالة الأصلية.. 

لدينا الكثير لنتعلمه هناك بعض الالتباس حول أفضل السبل لاستخدام هذه المصطلحات. نظرًا لأن جميع السلالات متغيرات (ولكن ليست كل المتغيرات سلالات) ، فمن المنطقي أن يكون مصطلح المتغير أكثر شيوعًا. ولكن عندما يُظهر العلم أن هذه المتغيرات تتصرف بشكل مختلف، يكون من الأدق تسميتها سلالات.   

من دواعي السرور أن منظمة الصحة العالمية والإدارات الصحية في أستراليا يبدو أنها تستخدم المصطلحات بشكل صحيح في سياق (سارس-كوف-2). السؤال الكبير الذي يطرحه الجميع في الوقت الراهن هو كيف ستؤثر المتغيرات والسلالات الجديدة على فعالية لقاحات كوفيد.   يكشف المجتمع العلمي عن مزيد من المعلومات حول الطفرات الناشئة والمتغيرات والسلالات طوال الوقت، ويقوم مطورو اللقاحات الرائدون باختبار وتقييم فعالية لقاحاتهم في ضوء ذلك.   

يبدو أن بعض اللقاحات المرخصة مؤخرًا تحمي جيدًا ضد متغير المملكة المتحدة ، لكن البيانات الحديثة من نوفافاكس، وجونسون آند جونسون، وأكسفورد إسترا زينيكا تظهر احتمالية الحماية المنخفضة ضد المتغير جنوب الأفريقي.
--------------------------
ترجمة: فدوى مجدي 
(عن موقع theconversation.com)