03 - 05 - 2025

نريد أن نفكر قليلاً !!

نريد أن نفكر قليلاً !!

في أصول علم التسويق للسلع و المنتجات ... يوجد ما يسمي بعلم "تخطيط الحملات الإعلانية" ... و أول خطوات ذلك التخطيط هو أن تنطلق حملة الترويج و الدعاية و الإعلان للسلعة المراد تعريف الجمهور بها قبل أن يتم طرحها في الأسواق بفترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أسابيع علي أقصي تقدير ...

و فائدة ذلك أن "يحفظ" الجمهور شكل السلعة و حجمها و إسمها و تصميمها و ألوانها ... فإذا ما تم طرحها فعلياً أقبل الجمهور عليها و هو يعرفها تمام المعرفة ... فقد تم تجهيزه و إعداده لإستقبالها من قبل ...

و تتنوع مفردات تعريف الجمهور بالسلعة أو المنتج بين إعلان الجرية و المجلة ... و أفيش الشوارع ... و إعلان التليفزيون ... و أغنية الراديو ... و رسائل نصية علي التليفون المحمول ... و غيرها من مستجدات العصر الحديث ... و في ذلك المقام شرح يطول ...

هذه الحملة تسمي بـ "الحملة التشويقية" ... و تستمر مدة زمنية معينة حسب ما يري مخططوا الحملة الإعلانية الكبيرة أو المنتج ...

ثم تأتي بعد ذلك ما يسمي بـ "الحملة التذكيرية" ... و هي المرحلة التالية للحملة التشويقية و تضم عناصر دعائية تسويقية تختلف عن عناصر الأولي حسب المستجدات التي طرأت من قبل و أثرت علي حركة مبيعات المنتج في السوق ...

السؤال الأهم الآن ... أين الحملة الإعلانية لتسويق أهم و أعظم سلعة في التاريخ و هي "قنـــاة الســـويس" ... ! ! !

ذات مرة قرأت سؤالاً وجهه صحفي لملياردير إغتني من إبتكاره منتجاً معيناً حمل إسمه و إشتهر حتي حقق منه ثروته الطائلة ... سأله الصحفي كيف حققت كل ذلك الثراء من ذلك المنتج البسيط و كان كل رأس مالك فقط مائة دولار ...

أجاب الثري ... لقد أنفقت دولاراً واحداً علي عناصر إبتكار المنتج نفسه ... و أنفقت تسعة و تسعون دولاراً علي الدعاية و الإعلان له ...

علينا التفكير قليلاً حتي يمكننا أن نسوق لثاني أهم منتج في حياتنا قناة السويس بعد حضارة الفراعنة ...

مقالات اخرى للكاتب