قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن اجتماع الدورة غير العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب أصدر اليوم قرارا يؤكد على التضامن العربي والعمل المشترك لحماية الأمن القومي، ودعم جهود الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير سامح شكري مساء اليوم" الاثنين" في ختام أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري برئاسته وذلك بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الأردني أيمن الصفدي ووزير الشئون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.
وأضاف شكري: إن مصر ستعمل مع القوى والدولية والإقليمية المعنية بالقضية الفلسطينية في مقدمتها الدول العربية لإستئناف مسار التسوية السلمية، موصحا أن الاجتماع الوزاري العربي رحب بالتطورات الداخلية الفلسطينية خاصة الاجتماع الذي تستضيفه مصر لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وشدد على أن مصر كانت وستظل دائما من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر شاركت خلال الفتره الأخيرة في اجتماعات تهدف إلى تشجيع استئناف المفاوضات المباشرة مثل اجتماع مسار ميونيخ مع فرنسا وألمانيا كما شاركت ايضا في اجتماع ثلاثي مع وزراء خارجية الاردن وفلسطين الذي بحث أمور عدة وصدر من هذا الاجتماع الدعوة لعقد هذا الاجتماع الوزاري.
وقال شكري، إن مصر حريصة على إنهاء الانقسام الفلسطيني ودعمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وحرصت على التأكيد على الحفاظ على دورها في كافة اتصالاتها الدولية وذلك من اجل الحيلولة دون تضرر الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين.
وتابع: يجب الاستمرار قدماً في مسيرة السبلام من خلال رعاية الولايات المتحدة باعتبارها شريك رئيسي وقادر على التفاعل مع كافة الأطراف إضافة إلى دور الرباعية الدولية في عملية السلام.
وأضاف "أننا نسعى لتفعيل كافة الوسائل لتحقيق الهدف المشترك وهو استعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه المحتلة، ولذا سنظل نتفاعل مع كافة الشركاء الدوليين بما فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل استئاف الجهود التي بذلت، وكان لمصر والأردن دوراً فيها لملء المرحلة الحالية وتيسير الأمور حتى تستأف العملية بين الطرفين".
وأضاف شكرى سنعمل من خلال اتصالاتنا بكافة الشركاء منها الولايات المتحدة على إحياء مسار التسوية، قائلا إن هناك اجتماعات مقرر أن تعقد في الفترة القادمة لمجموعة ميونيخ، وسنستمر في التفاعل في إطار المجموعة الثلاثية "مصر والأردن وفلسطين"، أو في إطار التواصل المباشر مع الإدارة الأمريكية الجديدة للتنسيق والتشاور ولتوفير الدعم للمسار التفاوضي حتى يأتي بالنتيجة المرجوة.
وأضاف "نتفهم أن الإدارة الأمريكية الحديدة تولت المسؤولية منذ فترة وجيزة، ولكن لدينا ثقة في أنها سوف تنخرط في القريب بإيجابية وتفاعل مع القضية الفلسطينية".
وردا على سؤال حول مطالبة البعض بتعديل مبادرة السلام العربية لكي تتجاوب إسرائيل معها، قال"شكري" إن مبادرة السلام العربية هي الأساس وهي التي تحتوي على كافة العناصر المتفق عليها من قبل المجتمع الدولي والمتسقة مع قرارات الشرعية الدولية سواء الصادرة عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو وما تم التوصل إليه من اتفاقيات سابقة بين الطرفين، وهي مبادرة شاملة جامعة تلبي كل العناصر المطلوبة في القضية الفلسطينية".
وأضاف وكون طرف لم يتفاعل معها لا يعني أنها ليست لها قيمة ولكن تأتي قيمتها من الالتفاف العربي حولها وهو ما يظهر في القرار الذي صدر عن اجتماع اليوم".
وأردف قائلاً "وبالتأكيد إننا لن ننسف المسار الطويل للجهود العربية في هذا الشأن بسبب عدم تجاوب طرفه معه، ولككن سنستمر في السعي لإقناع الأطراف بهذا الطرح وصلاحيته في أن يؤدي الهدف المرجو منه، وسنستمر في بلورة أفكار جديدة ولكن هذا مرهون بأصحاب القضية ورؤيتهم وما يصلون إليه في تفاهامات واتفاقات في إطار العملية التفاوضية".
وأوضح شكري أن الاجتماع الوزاري العربي شهد عقد جلسة مغلقة تناولت التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي وكان حواراً شفافاً وتم التأكيد على العمل العربي المشترك ، وتم وضع أسلوب إجرائي لعقد مزيد من الحوارات بين الدول العربية خارج نطاق المداولات الرسمية والتوصل لرؤية مشتركة لكافة القضايا.
وأضاف أن هناك قراراً صدر يرسي مبدأ عقد اجتماعات تشاورية بين توقيتات إنعقاد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري مما يتيح لوزراء الخارحية العرب العمل على بلورة الرؤية المشتركة للتصدي لكل الموضوعات.
ووجه شكري الشكر لوزير الخارحية الأردني على جهود الأردن في دعم القضية الفلسطينية ، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين البلدين في كل القضايا.
وردا على سؤال حول ما تحقق في مسألة التجديد لأمين عام للجامعة العربية، فترة جديدة قال" شكري":" إن هذا الأمر يتم تداوله على مستوى القادة، ولقد تلقت مصر العديد من الخطابات في هذا الأمر، وليس من المناسب الإفصاح عن هذا الأمر في هذا السياق باعتباره محل تشاور على مستوى القادة".