تلقيت دعوة للمشاركة فى الكتابة " عن الذين نحبهم " ...للوهلة الأولى تزاحمت الصور فى رأسى وتكاثفت فيما يشبه السحب المحملة بماء المطر و لم أعرف تحديدا من هم الذين أحبهم لأنهم -الحمدلله - كثير ...أول ماطرأ على بالى أغنيه محمد منير ..."أنا قلبى مساكن شعبية " فقلت أنا احب هذه الأغنيه وهذا الصوت ..
الحب فى قلوبنا مخزون مشاعر تراكمت من بدايه وجودنا ..تبدأ برائحة الامهات ... دقات قلوبهن ..أصواتهن ...صور وأشخاص ولحظات تمر فى الذاكرة ...تلك المدينه المزدحمة الصاخبة ...التى لا تعرف الهدوء أو النوم ...الحب لا يقتصر على الأشخاص فقط ..فنحن نرتبط عاطفيا مع الأماكن والبيوت والشوارع والصور والأشجار والأوطان وكثير كثير ..من األأشياء....من أكثر رسائل الحب العفويه التى أستمتعت بها رسالة حب الى " عربية الكبده فى الشارع " ..
يتبادر الى ذهنى سؤال ..كم شخص دمعت عيناه عند بيع سيارته القديمة ...كم شخص حزن عند الانتقال من شقته الصغيرة الى بيت أوسع وأرحب ....لماذا نبكى فى الأفراح ..ونبكى ساعات السفر ..كل لحظات الحب يرافقها مشاعر شجن وقلق ...ولكن فكرة الكتابة الى من نحب ..وعنهم ...شىء رائع بل ومهم ...نقل المشاعر أمر يشبه الفضفضة .وغسيل الروح ..يعقبه دائما أحساس جميل بالراحة ...الحب أمر خفى يتسرب الينا دون استئذان ...فقد نحب أشياء لأ ن من نحبهم يحبونها ...لو بحثت داخلك ستجد أنك تحب اشياء كثيرة لأن أمك تحبها ..تحب أصدقاء اولادك ..تحب نفس الأغانى التى يفضلونها ...مشاعر موروثه ومشاعر مكتسبة ...ومشاعر تباغتنا ..وأخرى تعلمناها فى الدرس ...
الى كل من أحبهم وأعرفهم ...أنتم جزء من كيانى ..أنتم ارهف ما فى حياتى لأنكم الجمال فى ذاته ووصفه ...والى كل من يحبوننى ...أنا اؤمن أن من القلب الى القلب رسول...الى اصحاب فكرة الكتابه للذين نحبهم فكرتكم رائعه ..لأن الحب يشبه العطر الجميل ...له رذاذ ..يجب أن ينتشر فى زماننا هذا حتى نستطيع ان نعيش ...