تصدر منتصف فبراير الحالي، الطبعة الثانية الكاملة من كتاب "الكروان الممنوع: قصة القارئ الشيخ عنتر مسلّم"، للصحفي طايع الديب، عضو اتحاد الكُتّاب المصريين، عن دار "حابي للنشر والتوزيع". وهو الكتاب الذي صدرت طبعتهالأولى- غير الكاملة- آخر يوليو/ تموز 2020، عن دار "الوكالة العربية للصحافة: ناشرون".
وقال المؤلف إنه "على الرغم اضطرار ناشر الطبعة الأولى لحذف أجزاء كاملة من الكتاب، بحيث يصبح صالحاً للتداول في القاهرة وعواصم الخليج العربي، من دون إثارة مشاكل رقابية، حظيّ (الكروان الممنوع) بعد صدوره باهتمام عدد من المحررين الثقافيين الجادين، في صحف ومواقع عربية مهمة، منها "الأهرام، وروز اليوسف، ورصيف 22"، لجهة موضوعه، وهو قارئ القرآن، المصري، المُثير للجدل عنتر مسلّم".
أضاف الديب: "ولقيّ الكتاب كذلك تضييقاً من قبل بعض المواقع الإخبارية في الإمارات، التي رفضت نشر مراجعات عنه، تحسباً لحدوث أي متاعب، لأن الشيخ عنتر مغضوب عليه من الأزهر الشريف".
وأوضح: "كان عنتر مسلّم شيخ طريقة جديدة وفريدة من نوعها في مدرسة التلاوة المصرية العريقة. وبينما كان مشاهير القرّاء، أمثال عبد الباسط عبد الصمد ومحمود البنا ومحمد الطبلاوي، يقرأون فقط بقراءة "حفص" المشهورة والمسيطرة. كان الشيخ عنتر يقرأ بأكثر من أربع قراءات مختلفة في المجلس القرآني "الرُبع" الواحد. وهو أمر حرّمه بعض قدامى العلماء تحريماً قطعيّاً، إلاّ أمام أهل العلم فقط. أمّا السواد الأعظم من الناس فكانوا حديثي عهد بالإسلام واللغة العربية، وأغلبهم أميّ، فخشى العلماء من حدوث التباس لدى عامة المسلمين".
وتابع: "على الرغم من تجاهل الشيخ عنتر تماماً في أي تأريخ لدولة التلاوة المصرية، تواصل معي عدد من الباحثين المصريين والعرب والأجانب، منهم الأكاديمي الباكستاني د. علي أكبر خان، وأندرو سايمون، الباحث في "برنامج دراسات الشرق الأوسط" بكلية "دارتموث" الأمريكية، الذي يعكف منذ 3 سنين على دراسة تاريخ مصر الثقافي خلال النصف الثاني من القرن العشرين (1950- 2000)، وتتضمن الدراسة جزءاً عن مسلّم، باعتباره صاحب شخصية متفردة في القراءة، وله تجربة إبداعية مهمة تعرّضت للقمع، حياً وميتاً"!