ناقش الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال الاجتماع التاسع للتعاون العام بين الجامعة والإتحاد الأفريقي، والذي يمثل أعلى آلية للتنسيق بين منظمتينا، ويؤسس لمزيد من التعاون والنشاط التكاملي أوجه التعاون المتعددة والتكاملية.
وقال أبو الغيط، إن هناك روابط بين الجامعة والاتحاد في شتى المجالات، وهو التزام مشترك ومتبادل سيساهم كثيراً في فتح مزيد من مجالات التعاون بين المنظمتين، وخاصة في ظل التحديات الهائلة التي تواجه منطقتانا العربية والأفريقية، وحالة الاضطراب التي باتت تميز المشهد الدولي، والتي لاشك تفاقمت بسبب الصعاب المضافة التي خلقتها جائحة كورونا على دولنا ومجتمعاتنا.
وأكد أبوالغيط، أن المنطقتين في أمس الحاجة لمضاعفة الجهود والتعاون المؤسسي في سبيل إرساء وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب تعزيز العمل المشترك لتسوية النزاعات والأزمات.
ولفت الأمين العام، إلى أن الليبيين مازالوا يعانون من الفرقة والانقسام، ويتعين على الجميع الاستمرار في الوقوف معهم لتمكينهم من استكمال استحقاقات عملية الانتقال السياسي، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ووضع خارطة طريق للوصول بالبلاد إلى مرحلة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وأشار أبو الغيط، إلى أن هناك عملية انتقال مهمة يسير فيها السودان، وهو في حاجة إلى مساندة عربية وأفريقية ودولية فاعلة ومتواصلة لتمكينه من استكمال الاستحقاقات المتفق عليها، وتنفيذ أحكام اتفاق جوبا للسلام، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار على كامل أراضيه، وفتح أفق التنمية والتعافي الاقتصادي لشعبه، وهي كلها مجالات أثق في أن الجامعة والإتحاد يمكن أن يتعاونا في سبيل دفعها.
أما في الصومال، فقد أشاد أبو الغيط، بالدور الذي يضطلع به الإتحاد الأفريقي، والتضحيات التي تقدمها بعثة الأميصوم لحفظ السلم والاستقرار في البلاد، مشيرا إلى تعزيز عملنا المشترك دعماً للحكومة الفيدرالية، ومساندتها في الإعداد للانتخابات المقبلة، والوقوف معها في تنفيذ خططها الوطنية في التعافي الاقتصادي والتنمية، بما في ذلك في سبيل إعفاء الصومال من ديونه الخارجية.
وأثنى أبو الغيط، على الدور الذي يقوم به الإتحاد الأفريقي في رعاية المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، متمنيا أن تفضي هذه المفاوضات إلى هدفها المنشود، وهو التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم ومنصف يراعي مصالح الأطراف، وينظم عملية ملء وتشغيل السد، بعيداً عن الإجراءات أحادية الجانب، وبشكل يحافظ على الحقوق المائية لمصر والسودان والتي تدعمها الجامعة العربية على طول الخط.
وتطلع أبو الغبط، إلى معالجة التوترات القائمة أو الناشئة في مواقع أخرى بالمنطقة، بما في ذلك فيما يتصل بالأزمة الحدودية بين السودان وأثيوبيا، تأسيساً على الرغبة المعلنة للدولتين في عدم الدخول في أية مواجهة عسكرية بينهما، والتزامهما المعلن بحل هذا الموضوع بالطرق السلمية، وبشكل يحافظ على سيادة السودان الكاملة على أراضيه، وحقه المشروع في بسط سلطته وإدارته عليها؛ كما نأمل في أن يتم نزع فتيل الأزمة بين الصومال وكينيا، وهي أزمة لا تخدم الاستقرار في منطقة القرن والشرق الأفريقي، ونتمنى أن تتكلل مساعي تجمع الإيجاد بالنجاح في سبيل إزالة أسبابها.
وعبر تقديره لمواقف الاتحاد الإفريقي الثابتة المناصرة لفلسطين والمتضامنة مع الحق المشروع للشعب الفلسطيني، بأن ينال حرتيه وتقام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أما فيما يخص مسار الشراكة العربية الأفريقية، فقد أشاد، أبو الغيط، بالجهد الذي بذلته الأمانة العامة والمفوضية من أجل متابعة تنفيذ مقررات القمة العربية الأفريقية الأخيرة في مالابو، والجهد الذي بذل في سبيل البدء في التحضير للقمة العربية الأفريقية القادمة بالرياض، رغم الصعاب التي فرضتها جائحة كورونا على أجندتنا المشتركة، لكننا نبقى حريصين على مواصلة هذا العمل المشترك، واستكمال مختلف برامج وخطط التعاون القائمة بيننا، وتذليل كل العقبات التي يمكن أن تقف أمام دفع هذه المسيرة قدماً.
ورحب بالحوار المهم الذي بدأ بين الأمانة العامة والمفوضية حول تبادل المعلومات والدروس المستفادة في التعامل مع جائحة كورونا، وهو مجال جديد ومهم يثبت أهمية العمل المشترك بين المنظمتين، ويظهر فوائد التعاون المتناسق فيما بينهما للتصدي للتحديات الصحية والاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي خلفتها الجائحة.