18 - 04 - 2024

الفرق بين دواعش العراق ودواعش اسرائيل

الفرق بين دواعش العراق ودواعش اسرائيل

في الوقت الذي بدا العالم فيه مذعوراً من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وسيطرته على مساحات واسعة في العراق وسوريا وانتشار الدواعش المماثلة في نيجيريا  (بوكو حرام) وغيرها من دول العالم، ظل العالم نفسه صامتا عاجزاً فاتراً أمام دواعش الصهاينة الذين يواصلون إبادة الشعب الفلسطيني  دون رحمة .

للأسف أصبح العالم مرعوباً مذعوراً من دواعش العراق والشام لقيامهم بقتل العباد وترويع الآمنين في كل مكان وبيع النساء علني في المزاد، أما دواعش الصهاينة فقد تسترت عليهم دول العالم أجمع وكأن دواعش الصهانة يقتلون جرذان ويطهرون عزة وفلسطين من وباء ويعطفون على الاطفال ولايدفنوهم تحت الركام ولايشعلون النار في القلوب قبل اشعالها في البيوت، لماذا جعلت الدول الكبرى من دواعش العراق والشام شيطاطين يسفكون الدماء ليل نهار؟، واستثنت دواعش الصهاينة من هذه الجريمة دون أن تدرك أن السكوت على دواعش الصهاينة يزيد دواعش الشام استبداداً وتقتيلاً وتنكيلاً  وفتكاً بالبشر، فقد أدى غض البصر عن أفعال الصهاينة إلى إكساب دواعش العراق مزيداً من التعاطف في ظل الانبطاح الذي تعيشه الأوطان وفساد السياسات وغياب الحقائق وزرع الطائفية والعنصرية في القلوب كبديل لحب الأوطان والعيش في سلام.

 أوجه الشبه بين دواعش الشام ودواعش الصهاينة أن كلاهما صناعة امريكية أوروبية بإمتياز مع اختلاف المنهج الدراسي والالآت والمعدات المستخدمة في ازهاق الأرواح فالأولي لاتتواني عن قطع الرؤوس وكأنها تذبح دجاج على الغذاء في محكمة عبثية، القول الفصل فيها لكبير الدواعش وكأنه ألآله المنزه عن كل نقص، محكمة بلا دفاع أو استئناف أو رحمة من الرحمن أو عفو أو صفح عن المتهمين أو الأخذ بأيديهم إلى البر والصلاح، محكمة يدفع فيها الإنسان رأسه لكبير الدواعش إذا أخطاء في معرفة عدد ركعات الصلوات نتيجة الخوف والترويع من غلظة الأتباع، أما دواعش الصهاينة فيقتلون بالريموت كنترول عبر الطائرات التي صنعها الغرب، ويدفنون الأطفال تحت الركام وكأن شيء لم يكن، فالمدرسة الأوروبية والأمريكية لم تكتفي بتعليم الدواعش هنا وهناك، بل قدمت لهم السلاح واحتضنتهم في أرضها ثم ارسلتهم  لبلادنا وكأنهم في بعثات لقتل البشرية وتفكيك الأوطان الإسلامية، وترويع العباد ومن يحاول من الدواعش أن يغره الانتصار ويتجاوز الحدود المرسومة له يتم ضربه بالطيران كما تفعل أمريكا الآن مع دواعش العراق لحماية آبار البترول وليس إنقاذا لحياة الناس من الإرهاب.

أوجه الشبه بين دواعش الدولة الاسلامية  في العراق وسوريا ودواعش الصهاينة أن كلاهما أعمى البصيرة، يتخذ من الجهل طريقاً للحياة، متعصب لايعرف سوف الحجود ولايرى سوى نفسه، يعتقد أنه يسير على الطريق القويم وكل الناس من حوله مخطئين كافرين يستحقون العقاب، كلاهما يظن انه أحق بالحياة والاولى بالقيادة والاستيلاء على البلاد والعباد، وأنه وكيل الآله في الأرض يفعل ما يشاء دون رادع أو عقاب، كلاهما سادى يتلذذ بعذاب الآخرين يستمتع برؤية الدماء، يحول العقيدة من عبادة وطريقا للبناء والعيش في رخاء إلى أده للهدم وترويع العباد.

لم يكن لهذه الدواعش أن تظهر وتتنشر في العالم كانتشار النار في الهشيم لولا الاستبداد والفساد وسوء الإدارات وغباء الحكومات وفئوية وعنصرية القائمين على الانظمة في الدول الإسلامية، وخير دليل على ذلك لانجد دواعش في امريكا أو أوروبا بالرغم ان الإحصائيات تؤكد أن عدد كبير من جنود دواعش بلاد الشام قادمون من أوروبا، فلماذا لم يفكروا في تحقيق مآربهم هناك ولماذ اختاروا الدول العربية والإسلامية  لتحقيق أحلامهم، قد يكون هذا الاختيار  نتيجة صنيعة وتوجيه المخابرات العالمية، ولكن الأهم من ذلك أن الأنظمة هناك قائمة على العدل والنظام واحقاق الحقوق للشعوب بغض النظر عن الديانة والملة، لذلك لم يجدوا الأرض خصبة هناك لتحقيق أحلامهم وتطبيق أفكارهم، أما لدينا فالحكم قائم على الفئوية والطائفية والعنصرية فإذا حكم الشيعة يتم ازهاق السنة والعكس إلا من رحم ربي واذا حكم التيار الاسلامي تباح ارواح الليبراليين وإذا حكم الليبراليين وتستباح حياة الإسلاميين وهكذا وكأن الأوطان لدينا لا تستوعب سوى فصيل واحد ولا تعرف التعددية.

يجب أن يكون موقف العالم موحد تجاه كل الدواعش للقضاء على الأشرار وقطاع الرؤوس وقاتلي البشر في كل مكان وألا يكون هناك استثناء في الموت والا ستظهر المزيد من الدواعش في حالة التخلص من داعش الشام والعراق طالما ظل العالم الغربي يصدر لنا دواعش  حسب الاحتياجات والمصالح  وظلت البيئة  لدينا خصبة للاحتضان الدواعش ،ولكن اخطر ما يواجهة الاسلام في ظل انتشار الدواعش مسلم جاهل يتعصب لجاهله بأفعاله يشوه صورة الاسلام الحقيقي ويجعل العالم يظن أن هذا هو الاسلام  فيصبح الاسلام في دائرة الاتهام وهو البريء الوحيد من كل الاتهامات.

مقالات اخرى للكاتب

طالبة الآداب .. هل قتلت بالحب أم بالجهل وغياب الوعي؟





اعلان