25 - 05 - 2025

دراسة لنائب رئيس مجلس الدولة: مصر توازن بين "الأمن القومي" و"حقوق الإنسان"

دراسة لنائب رئيس مجلس الدولة: مصر توازن بين

أعد المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة دراسة بعنوان "انتهاج مصر لاستراتيجية التوازن بين ضرورات تحقيق الأمن القومي من الخطر الإرهابي ومقتضيات حماية حقوق الإنسان. 

تقول الدراسة في جزءها الأول إن التمكين لحقوق الإنسان مصطلح شائع في السنوات الأخيرة لكثير من المنظمات الدولية، ومن أدبيات الخطاب السياسي المعاصر، وقد ظهر لأول مرة في خطابات البنك الدولي المتعلقة بالتنمية الإنسانية المستدامة المتصلة بزيادة قدرة الأفراد والدول على اتخاذ الخيارات المناسبة، وهو يعنى توفير الآليات اللازمة والبيئة الفعلية والقانونية لإرساء العدالة للتمتع بكافة الحقوق والحريات ورفع المعوقات التى تحول دون إتاحة الأفراد بالتمتع بها، وعلى قمة هذه المعوقات كيفية مكافحة الإرهاب ومواجهة التمويل الإرهابي، والتمكين لحقوق الإنسان يرتبط بمفهوم التنمية الشاملة.

وبما أن الإرهاب يعد أكبر المعوقات للتمكين لحقوق الإنسان، فإن الإشكالية على المستوى الدولى ظهور فكرة إرهاب الجماعات وإرهاب الدولة، ومما يعمق هذه الإشكالية دوليا أنه حتى الاَن لايوجد تعريف دولي موحد عن الإرهاب ولا تعريف دولى موحد عن التمويل الإرهابي.

وقد انتهجت مصر استراتيجية التوازن بين ضرورات تحقيق الأمن القومى في مواجهة الخطر الإرهابي وبين مقتضيات حماية حقوق الإنسان ، وبعبارة أخرى تنتهج التوفيق بين حماية الأمن القومي في مواجهة الإرهاب وبين التمكين لحقوق الإنسان، وأن الهدف الرئيسي من مكافحة الإرهاب هو ضمان حقوق الإنسان وتقرير مفاهيم الديمقراطية وإعلاء سيادة القانون، و حقوق الإنسان لا يجب أن تعيش بمعزل عن حقوق الدولة بل يجب أن تتعايش مع حقوق الدولة في حماية أمنها القومي والحق في الأمن للمواطنين 

كما أن أهداف حماية حقوق الإنسان لا تتضارب ولا تتعارض مع أهداف التدابير الفعالة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، بحيث أضحى أمن الدول القومى جزءًا رئيسيا في حماية حقوق الإنسان 

ويضيف الدكتورخفاجى، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفرنسا جاءت في وقت دقيق للغاية تقيم مصر فيه حوارًا رفيع المستوى مع شركائها الرئيسين، بعد أن أصبحت مجابهة التطرّف ضرورة دولية، وفرنسا تدرك أن المجموعات الإرهابية تحتاج إلى التمويل وتستخدم جميع الوسائل المتاحة أمامها، بما في ذلك التكنولوجيات الحديثة المخصصة لجمع الأموال وتحويلها، لذا حشدت فرنسا منذ عام 2018 جهود البلدان العازمة على تحديد جميع مصادر تمويل الإرهاب وإنضابها،وكان اهتمامها مكافحة استخدام الإنترنت 25 و26 أبريل 2018 بعنوان لأغراض إرهابية ثم نظمت مؤتمرا دوليا في باريس يومي "لا لتمويل الإرهاب" يهدف إلى مكافحة تمويلتنظيمَي القاعدة وداعش، وتدرك فرنسا أن مصر دولة رائدة على مستوى العالم فى مواجهةالإرهاب والتطرف والسد المنيع لدحر التطرف.

ويذكر خفاجى أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى باريس، يوم الإثنين الماضى، يؤكد أن مصر الحضارة وضعت يدها مع شركائها في المسئولية الإنسانية في إطارالفهم والتفاهم المتبادلين، وحينما تحدث الرئيس – فهذا يعنى أن حقوق الإنسان أصبحت الاَن جزءا من كيمياء المعادلة الإنسانية في دفة الحياة، ويمكن القول إن صوت مصر انطلق عاليا مدويا حينما وضعت مصر الحضارة يدها مع فرنسا لتؤكد دورها الريادى في منطقة الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب وبذلك تضيء مع شركاء المسئولية الاجتماعية مصابيح نور لتعلن بداية عام جديد تتفق فيه مع دول العالم في إرساء حجر الأساس لبناء صرح إنسانى جديد قوامه التمسك ب حقوق الإنسان وأن مجابهة الإرهاب هو الضمان للتمكين لحقوق الإنسان .