أقامت أمانة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة احتفالية على قناتها باليوتيوب بمحفوظ (11 من ديسمبر1911 – 30 أغسطس 2006) في ذكراه، واستثمرت الأمانة خاصيتي البث المباشر على الفيسبوك والعرض الأول على اليوتيوب، لعرض مداخلات نقدية حول تأثير محفوظ في الثقافتين العربية والعالمية؛ وشارك في المداخلات عدد كبير من المفكرين والروائيين والنقاد والإعلاميين والرموز الثقافية بمصر والوطن العربي وأوروبا، وذلك مساء امس الجمعة 11 من ديسمبر 2020.
واختار المجلس أكثر من عشرين مبدعًا وناقدًا من مختلف البلدان العربية: أ.د/ إبراهيم السعافين – الأردن، وأ/ اعتدال عثمان – مصر، ود/ أشرف الصباغ – مصر، وأ.د/ إيزابيلا كاميرا دافيليتو- إيطاليا، وأ/ إيهاب الملاح – مصر، و د/ رضا عطية – مصر، وم/ زياد عبد التواب – مصر، و أ.د/ حسين حمودة – مصر، وأ.د/ حسين محمود – مصر، وأ.د/ خليل النعيمي – سوريا، وأ / ضحى عاصي – مصر،و أ.د/ عبد الرحيم العلام – المغرب،و أ./ عمرو العادلي – مصر، وأ.د/ فيصل دراج - فلسطين ، وأ.د/ محمد بدوي – مصر،و أ.د/ مصطفى بيومي – مصر، و أ/ ناصر عراق – مصر، وأ/ نبيل سليمان - سوريا ، وأ/ نعيم صبري – مصر، وأ/ نوال مصطفى – مصر، وأ/ يوسف المحيميد – السعودية.
https://www.facebook.com/ConferenceDepartment/videos/2451603375149084
بدأت الاحتفالية بكلمة الدكتور إبراهيم السعافين، تحدث فيها عن إخلاص محفوظ في تجربته السردية، فقد انقطع لهذا الفن طوال حياته فحفظ للفن قوته طوال تلك الأعوام ونقل تجربته للأجيال الحالية، وأشار السعافين، إلى تميز تجربة كتابة السيرة الذاتية عند محفوظ وخص بالذكر تجربة الحرافيش التى تناول فيها عشرين جيلا بشكل معجز.
https://www.facebook.com/ConferenceDepartment/videos/689391891936731/
أما الكاتب أشرف الصباغ، فوصف محفوظ بأنه قيمة مطلقة من حيث رأس المال الثقافي، لما يمثله من قوة ناعمة تحتاج دوما إلى التجديد والدفع والأستثمار بعيدا عن فخ التقديس والقدسية، وأضاف الصباغ، إنه مادة حيوية وفعالة للباحثين والنقاد وقيمة إنسانية وإبداعية للقراء بشكل عام ولطلاب المدارس والجامعات بشكل خاص.
وأكد الصباغ أن محفوظ ليس محض كاتب مصري حصل على جائزة نوبل بل هو مفكر أستطاع أن يختزن جانبا من حكمة المصريين ودأبهم، وتمكن من اختزال الآلاف السنين من عمر شعبه ليحولها من حالة التأمل والإيمان لحالة الفعل والغوص في أعمق أعماق المناطق المجهولة في روح الأمة المصرية. https://www.facebook.com/ConferenceDepartment/videos/399255621130106/
وتحدثت الكاتبة إعتدال عثمان، قائلة إن ذكرى ميلاد محفوظ هى ذكرى عزيزة وهامة ليس فقط في مصر، بل وكل الدول العربية فمحفوظ، هو ذلك البحر المحيط الذي كلما غصت فيه تكشفت لك عوالم جديدة مدهشة، أضافت عثمان إنها ستتوقف عند ملمح واحد يتمثل في المرحلة الأخيرة من رحلة محفوظ الأبداعية وهو تطور تقنيات السرد في أعماله الأخيرة ويظهر ذلك في اختياره قالب القصة القصيرة جدا، وأوضحت أن هذا التطور يتجلى في عمليه الأخيريين وهما "أصداء السيرة الذاتية"، و"أحلام فترة النقاهة" فقدم مواقف ومخاطبات تنفتح على السؤال كما تنفتح على لانهائية التأويل لدى المتلقي نفسه عند كل قراءة جديدة.
ومن جهة آخرى قالت إن النصوص الأخيرة لمحفوظ أستطاعت أن تعبر عن حكمة الحياة المتراكمة في هذة المرحلة المتأخرة من حياته كما قدم خلاصة تجربته الإبداعية والإنسانية بحمولتها المعرفية والفلسفية ورؤيته للوجود والواقع في قمة نضجه الإنساني والإبداعي.
https://www.facebook.com/ConferenceDepartment/videos/149875579835689/
أما الكاتب إيهاب الملاح، فقال إنه ينتهز أية فرصة لتجديد التذكير بمحفوظ، لتعريف الأجيال الجديدة به، فقد يتردد أسمه كثيرا في أوساط السوشيال ميديا بين الشباب لكنهم لا يجدون الفرصة الجيدة للتعرف عليه وقراءة نصوصه الأدبية بشكل مباشر،
وأضاف الملاح، إن هناك فجوة ما بين النخب الثقافية ومابين الشباب والقراء الجدد والمقبلين على الثقافة بمعناها العام، ورغم سهولة الحصول على المعلومات فإن هناك صعوبة في تنظيم المعرفة بينهما، وأوضح أنه منذ عشر سنوات يعكف على كتابة نص محوره الأساسي مدخل إلى محفوظ، ويتصدى فيه في الأساس للإجابة عن أسئلة الشاب والأجيال الجديدة عن كيفية معرفة محفوظ والدخول إلي عالمه.
ومن جهة أخرى قال إيهاب الملاح، واصفا محفوظ بأنه قارة إبداعية وعمرا من إنجاز غير المسبوق في الثقافة العربية وأضاف أنه قدم للثقافة العربية مالم يقدمه أي مبدع كبير منذ المتنبي وأبي العلاء المعري، وأضاف من يريد أن يقرأ ويتابع تطور الرواية منذ بدايات أشكالها التقليدية وصولا لأشكالها الحداثية التي توقفت بها عند ستينيات القرن الماضي وسبعينياته فعليه قراءة أدب محفوظ، فهو يعتبر من العشرة الكبار في تاريخ البشرية الذين قدموا إبداعا وموروثا راقيا ونصا إنسانيا يقرأه العالم كله بحبه وتقدير.
https://www.facebook.com/ConferenceDepartment/videos/180404313756646/
وتحدثت الكاتبة ضحى عاصي، عن محفوظ قائلة إن له تأثيرًا كبيرًاعليها وأكدت أنها هنا ليست بصدد التحدث عن خصائص أدبه أو كتاباته، بل عن نموذج محفوظ الأديب المصري وعلاقته بفكرة الكتابة والإبداع، وروت عاصي، عن أول زيارة لها لحارة في قلب القاهرة وكيف كانت تتخيل حارة محفوظ بشخصيتها وأحداثها، وذلك لفرط واقعية أدب محفوظ وقدرته على التأثير، وأضافت أن مع بداية توجها للكتابة قررت أن تتبع مدرسته في الكتابة ووضع فترات محددة للكتابة مثله، وكانت تلك العادة التي اكتسبتها من محفوظ هى عادة حميدة جدا وأسهمت في قدرتها على الكتابة في شتى الأوقات.
ومن جهة آخرى قالت إنها شاركت منذ عشر سنوات في إصدار المجلس الأعلى للثقافة عن "محفوظ والسينما" وناقشت فيه فكرة العلاقة مابين النصوص الأدبية والأعمال السينمائية عنده، وفكرة محفوظ عن أن علاقة الكاتب مع النص تتوقف عند النص الأدبي وأن العمل السينمائي هو مسؤولية المخرج.
https://www.facebook.com/ConferenceDepartment/videos/2818195121749720/
أما الكاتب نعيم صبري، فتحدث عن علاقته الشخصية به فقال إنه حالفه الحظ بتعرفه علي محفوظ، في بداية الثمانينات وظلت علاقتهما قائمة حتى وفاته في عام 2006، وروى صبري معاناة محفوظ، بعد حادثة الطعن وكيف شارك العديد من الأصدقاء في مساعدة محفوظ، على تخطيها، وأوضح أنه كان حريصا على متابعة المقالات اليومية في الصحافة وبخاصة "يوميات موظف" للصحفي ناجي جورج، التي كانت تصدر في جريدة الأهالي، وأضاف أنه كان شغوفا أيضا للاستماع للأعمال الأدبية لكتاب مثل جمال الغيطاني، والكاتب إبراهيم عبد المجيد، والبساطي.
https://www.facebook.com/ConferenceDepartment/videos/404938980823472/
الجدير بالذكر أن المادة متاحة على قنوات المجلس الأعلى للثقافة في اليوتيوب والفيسبوك.
-----------------------
متابعة: مرام شوقي