19 - 06 - 2025

السيسي يرفض وصف مصر بالمستبدة بشأن ملف حقوق الإنسان

السيسي يرفض وصف مصر بالمستبدة بشأن ملف حقوق الإنسان

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى،  رفضه التام لأن يتم تقديم الدولة المصرية باعتبارها دولة مستبدة بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر.

وأكد الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه، أن هناك أكثر من 55 ألف منظمة مجتمع مدنى تعمل فى مصر، لافتا إلى أنه لا يليق تقديم الدولة المصرية بكل ما تفعله من أجل شعبها واستقرار المنطقة على أنها نظام مستبد.

وأشار الرئيس إلى أنه مُطالب بحماية دولة من تنظيم متطرف أنشئ منذ أكثر من 90 سنة واستطاع خلال هذه المدة من إنشاء قواعد فى العالم كله وليس مصر فقط، لافتا إلى ضرورة النظر إلى أوضاع العديد من الدول التى تعانى ويلات الإرهاب مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان ولبنان.

وقال السيسى: "نحن أمة تجاهد من أجل بناء مستقبل لشعبها فى ظل ظروف فى منتهى القسوة فى منطقة شديدة الاضطراب".

وأضاف السيسي أن "القيم الدينية أعلى مرتبة" من القيم الإنسانية ، وكان إيمانويل ماكرون قد شكر السيسي الذي استقبلته فرنسا بحفاوة، على وقوفه بجانب فرنسا ضد حملة الكراهية الدولية التي استهدفتها بعد أن دافع رئيسها عن الحق في نشر الرسوم الكاريكاتورية باسم حرية التعبير.

وفي جوابه، كرر إيمانويل ماكرون القول إن الرسوم هي تعبير عن صحافة حرة وليست رسالة توجهها فرنسا إلى المسلمين.


وقال "إن الصحافي ورسام الكاريكاتير يكتب ويرسم بحرية، عندما يكون هناك رسم كاريكاتوري فهو ليس رسالة من فرنسا إلى العالم الإسلامي. إنه التعبير الحر الصادر عن شخص يريد أن يستفز ويسيء للدين. وله الحق في ذلك في بلدي. لاننا هنا لا نطبق الشريعة الاسلامية بل قانون شعب صاحب سيادة، اختار ذلك بنفسه ولن أغير القانون من أجلكم".
وتابع "لا تأخذوا الأمر على أنه استفزاز من رئيس الجمهورية أو من الشعب الفرنسي.. إنه التعبير الحر لرسام كاريكاتير أو كاتب ساخر، وهناك آخرون يردون عليه، وهذا ما تنطوي عليه حقوق الإنسان. هي أنه يمكن للمرء أن يستفز وأن يصدم أحيانًا، وأنا آسف لذلك. لكن يمكن لآخر أن يجيبه، لأنهما يحترمان بعضهما بعضاً ويتحدثان بهدوء".

- شأن ديني أم عالمي –

وقال : "هذه هي مساهمة فلسفة التنوير والمساهمة الهائلة لحقوق الإنسان في السلم العالمي وهذا ما يجعلني دائمًا أدافع عنها في كل مكان".

وأوضح الرئيس السيسي بأن من حق الإنسان أن يعتنق ما يعتنق ويرفض ما يرفض لكن من المهم ونحن نعبر عن رأينا أن لا نقول من أجل القيم الانسانية، تُنتهك قيم دينية - مرتبة القيم الدينية أعلى كثيرا. ... أتصور أن التساوي بين القيم الانسانية ونحن نحترمها ونقبلها والقيم الدينية أمر يحتاج منا إلى المراجعة بمنتهى الهدوء والتوازن".
وأضاف السيسي وهو يلتفت إلى الرئيس الفرنسي أن "القيم الإنسانية من صنع الإنسان ويمكن تغييرها بينما القيم الدينية من أصل سماوي وبالتالي فهي مقدسة".
وتابع "إذا جرحت بحديثك مشاعر مئات الملايين، ووجدت أنه لا يمكن التراجع عن ذلك، بسبب قيم فرنسا .. يتطلب الأمر مزيدًا من التفكير". عندها طلب ماكرون الذي كان يفترض أن يجري مكالمة مع أنغيلا ميركل من دبلوماسييه الانتظار بضع دقائق إضافية لينهي كلامه وقال "ولكن، انظروا، هنا بلا شك يمكن أن يحدث خلط بشأن تاريخنا. نحن نعتبر أن قيمة الإنسان هي الأسمى. ومن هنا عالمية حقوق الإنسان التي تأسست عليها شرعة الأمم المتحدة. ولا شيء يفوق احترام الإنسان واحترام كرامة الإنسان".
وأضاف "يوجد بالفعل احترام من الإنسان تجاه الآخرين، ولكن في عالم السياسة لا يدخل الدين. وليس من حق أي دين على الإطلاق أن يعلن الحرب بسبب السخرية منه، إذا اعتبرنا أن ما هو ديني يعلو على ما هو سياسي"، لن تعود الأنظمة ديمقراطيات، وإنما ستكون "أنظمة دينية، لا أعتقد أن هذا يؤدي إلى الأفضل".

 وختم قبل أن يضع الرئيسان قناعيهما الواقيين ويخرجا من القاعة متابعين حديثهما، "النقاش الذي نخوضه هنا مهم جداً. وعلى الصعيد الدولي، فإن النظام السياسي لا يقوم على أساس الدين، هذه حقيقة".