(وحدة)
جرب أن تكون وحيدا.. ضع خريطة لوحدتك.. اتبع قلبك.. دون الاستناد علي الآخرين الذين تتعلق بهم ثم يخذلونك.
هذه التجربة الإنسانية ستأخذك إلي مرحلة أخري من النضج الإنساني.. منطقة ستتخلص فيها.. من إرهاقك، من العواقب المتراكمة لخياراتك المتهورة.. وأهوائك التي سادت حياتك. كن وحيدا.. فلقد أصبحت كتربة أجهدتها مواسم الزراعة.. وتحتاج إلي موسم راحة.. تستمتع فيه بأشعه الشمس الدافئة.. وتتنفس نسيم الصباح.
كن وحيدا.. حتى يتخلص ذهنك من أفكارك السلبية القديمة.. وتستبدلها بكلمات جديدة مشرقة.
كن وحيدا.. حتى تتوقع أنك تستحق الأفضل.. فلقد تربينا أننا لا نستحق الكثير في هذه الحياة.. وهي أكاذيب للآخرين.
كن وحيدا.. حتى تعلم ما هي خياراتك الآن.. وماذا تستحق أن تحصل في هذه الحياة.
كن وحيدا.. حتى تتعلم أن تقول وداعا لأي شخص هزمك.. قبل أن تهزم نفسك.
كن وحيدا.. حتى تفسح المجال أمام مستقبلك.. وتفتح الباب للمجهول السعيد.
كن وحيدا.. حتى تستقبل مفاجآت القدر.. التي أعلم جيدا أنها في الطريق إليك.
(تعاسة)
لا أريد العيش بتعاسة بعد الآن، كانت هذه الجملة تدور في فلك عقلي وأنا ألملم شتات روحي الممزقة. بعد صدمة الخروج عن خط الحياه التقليدي وخسارة أسباب الرفاهية المزعومة التي تبقي كثيرا من الناس علي هذا الخط الي الأبد، خوفا من المجهول.
فلقد أضعت أجمل سنوات عمري في يأس بلا حدود قرض روحي كجراد أنقض علي أرض ولم يبق منها اخضر ولا يابس علي مر السنوات.
شعرت بحزن العالم كله كأنه حزني والذي أحدث في روحي ثقوبا وحولني إلي دمار حتي لم أعد أعرف من أنا. ولا أن أمضي قدما. ولكني اكتفيت من كل هذا. وبدأت في البحث عن ومضات السعادة التي تنير الدرب واتشبث بها لعلي انقذ روحا غرقت ولا ملجأ لها الا هذا الضوء الخافت البعيد.
(أمهلني)
حينما تغضب فإن شمسي تغيب. وأينما تبتسم فأن الشمس تشرق من جديد. دونك الكون كله زبد لا يحتسب. فأنت سندباد الأساطير الذي جاب البحار. فلا تترك بساطك يضيع في الصحراء، كالدر أنت في تيجان الملوك، ضوؤك ينير ظلمات القصور.
(ذاتي)
كالطائر الجديد في السرب. لم يلاحظني أحد. كذرة هائمة في المجرة لم يلاحظني أحد. كصفر علي يسار الرقم لم يلاحظني أحد. وكأني لا أحد. مجرد رقم في شهادة ميلاد. أو شهادة للوفاة. لم يحفظه أحد. طيلة حياتي لم يراني أحد. وكأني شبح أتي من مدينة الأشباح. لم يري أحد هويتي الكونيةً. ولا هالة النور التي تلمع حولي كالقمر. ولم يحاول أن يكتشف أغواري أحد. بل رأوني كأحجار القمر وحيده ومظلمة وقاسية.
فلماذا لا تراني كما لم يرني أحد؟
----------------------------
قصص قصيرة بقلم: مروة رسلان