20 - 08 - 2025

جدل حول انخراط الكنيسة في السياسة ومشاركتها في اختيار المرشحين لإنتخابات الشيوخ

جدل حول انخراط الكنيسة في السياسة ومشاركتها في اختيار المرشحين لإنتخابات الشيوخ

اسقف طنطا اختار 4 شخصيات وشكل غرفة لمتابعة التصويت 

انتقد تكتل ما يعرف بـ" التيارات القبطية" اختيار أحد الأساقفة عددا من الأقباط ليكون ضمن مرشحي حزب مستقبل وطن في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة، باعتباره تدخلا من قبل الكنيسة في الشأن السياسي.

وأكد التكتل في بيان أصدره أن الكنيسة القبطية، مؤسسة وطنية تشارك في الأعمال الوطنية، وليس من حقها الإنخراط في السياسة أو انتقاء مرشحين للدفع بهم في الإنتخابات، الأمر الذي يثير تدخلها الكثير من علامات الاستفهام.

مشاورات وانتقادات

وتقول مصادر كنسية مقربة من أروقه المقر البابوي بالكاتدرئية المرقسية بالعباسية، أن لقاءات عدة جمعت مرشحين أقباط، مع ممثل الكنيسة الوحيد في الانتخابات التشريعية، وهو الأنبا بولا أسقف طنطا، إذ جرى تواصل مع عدد من الرموز القبطية، بهدف انتقاء العديد منهم، للدفع بهم في الانتخابات عن حزب "مستقبل وطن" علي نظام القائمة والفردي .

وذكرت المصادر أن اللقاءات كانت متفاوتة مع عدد من المرشحين علي مستوي الجمهورية، ورفع نسبة المشاركة ما بين 10 الي 15 مقعداً داخل المجلس، وهي الأولي من نوعها بعد الانتخابات البرلمانيه السابقة، إلا أن الأنبا بولا حرص علي انتقاء 4 مرشحين من أقباط  يحظون بثقة الكنيسة، ليكون على القائمة الوطنية والنظام الفردي، وحصل المرشحون الأربعة بالفعل على تلك المقاعد في مجلس الشيوخ.

وحرص الأنبا بولا أسقف طنطا علي تشكيل غرفة عمليات لمتابعة سير العملية الإنتخابية، وهي الأولي من نوعها، في أن يتدخل رجل دين في شئون السياسة بشكل مباشر، مما أثار حفيظة التيارات القبطية التي طالبت الكنيسة بالإنسحاب من المشهد السياسي، حفاظاً علي قدسية الكنيسة من أي عبث سياسي، واصفين انخراط الكنيسة في العمل السياسي، بأنه محفوف بالمخاطر.

وتحرص الكنيسة في السنوات الأخيرة علي المشاركة في شتي الإنتخابات التي تمر بها مصر، باعتبار أنها المتحدث الرسمي باسم الأقباط، وبدأ هذا التحرك الكنسي من قبل الأنبا بولا أبان وصول جماعة الإخوان المسلميين، إلى سدة الحكم، وذلك بالمشاركة في لجنة الخمسين، مروراً بالانتخابات البرلمانية، والعديد من مواقفها السياسية.

علاقة الكنيسة مع الانتخابات التشريعية ليست وليدة اليوم، بل تدفع الكنيسة منذ عقود بالعديد من الأقباط للترشح للإنتخابات، وتحرص دوما علي أن يكون للأقباط " كوتة" في مجلسي النواب والشوري سابقاً، وهى تحركات تتنافي مع تصريحات رأس الكنيسة، البابا تواضروس بأن الكنيسة لا تتدخل في السياسة أو الإنتخابات البرلمانية.

ورفض تكتل التيارات القبطية في بيان أصدره ما قام به الأنبا بولا اسقف طنطا، واعتبروه يتنافى مع تعاليم الكتاب المقدس، كما أن انخراط الكنيسة في العمل السياسي بشكل مباشر، ينهي علي قدسية الكنيسة، ويضرب بتصريحات البابا تواضروس عرض الحائط.

وحسب نص البيان " تابعنا ما قام به الأنبا بولا من خلال فيديوهات وصور تجمعه مع عدد من الشباب، يقوم بمتابعة سير عملية الإنتخابات، هذا الأمر يعد سقطة كبيرة في حق الكنيسة، ذلك أن الكنيسة مؤسسة وطنية كنسية، تهتم بشئون الدين، وليس لها علاقه بالسياسة "

ويضيف البيان :" اننا نهاجم التيار السلفي، لأنه يقوم علي أساس ديني ودعم مرشحيهم، فكيف تقع الكنيسة في هذا السقطة، وتستغلها القنوات المعادية لمصر، مما يشكل حالة غضب مباشر وصريح تجاه الكنيسة، مما يسبب حالة احتقان بين أطياف الشعب المصري".

 وتساءل البيان: أين المجلس الملي المنتهي صلاحيته؟ لماذا تتعمد الكنيسة تصدير رجل دين للمشهد السياسي، وعدم تشكيل مجلس ملي جديد يكون واجهة الكنيسة للتعامل مع الدولة؟ 

وطالب التكتل الكنيسة بالابتعاد عن السياسة، وعدم ممارسة أساليب تتنافى مع قدسية الكنيسة، وتعاليم الكتاب المقدس، مؤكداً ان المخاطر التي تتعرض لها الكنيسة، جراء تدخلها في العمل السياسي، يودي بها الي طريق مسدود .
---------------
تقرير - طانيوس تمري