رحل عن دنيانا صديق عزيز وفنان وطنى أصيل هو الدكتور سمير الاسكندرانى.
عرفت سمير الاسكندرانى – رحمه الله – منذ أكثر من ثلاثين عاما .. وإن كان اشتهر بدوره الوطنى في خداع الموساد الذى حاول تجنيده اثناء دراسته وهو طالب بايطاليا ، فتظاهربالموافقة ، ثم التقى بالرئيس عبد الناصر وقادة المخابرات فى مصر، وتمكن من إسقاط رئيس الموساد وعدد من كبار القيادات فى الجهاز المخابراتى الاسرائيلى
وكذلك الشهرة بفنه سواء بأغانيه الوطنية او براعته فى فن "الفرانكو اّراب" خاصة مع اجادته التحدث بأكثر من لغة أجنبية.
والاسكندرانى لم يكن فنانا غنائيا فحسب، بل كان استاذا فى كلية الفنون الجميلة .
أضف إلى هذا أنه فنان مثقف، وكم شاركنا الحضور فى الندوات التى كانت تنظمها نقابة الصحفيين وقت أن كانت نقابة للرأى والفكر والحريات!
وتميز الاسكندرانى بجوانب اّخرى قد تكون غير منظورة ومن أهمها الجانب الانسانى، حيث قاد مع الصحفى الكبيرعبد السلام داود – رحمه الله – وهو من اكبر الكتاب مهنيا وانسانيا .. قادا حملة لانقاذ مرضى مستشفى الامراض العقلية بالعباسية فى بداية الثمانينيات كشفت عما يعانيه هؤلاء المرضى من ظلم يفوق قدرة التحمل (وعندما تولى الدكتور اسماعيل سلام قاد حملة اخرى خاصة مع الاطماع فى الاستيلاء على ارض المستشفى وترحيل المرضى الى الصحراء !)
أما الجانب الذى لا يعرفه الا المقربون من سمير الاسكندرانى رحمه الله فهو الجانب " الصوفى " وذات مرة اقترح علىّ وعلى صديقنا المشترك الاخ والزميل العزيز سيد عبد العاطى – رئيس تحرير الوفد السابق – أن نسافر إلى الأقصر، وهناك التقينا بشيخ الطريقة الادريسية وقضينا وقتا ممتعا ، كما تصادف ان قضينا يوما كاملا فى ضيافة القضاة ووكلاء النيابة باستراحتهم في محكمة الآقصر .
فى الفترة الآخيرة تعرض الاسكندرانى لمتاعب صحية ، وقد قمت وزميلى محمد فؤاد بزيارته أكثر من مرة، كما زرته فى منزله
سيرة الفنان الوطنى الكبير نشر كثير منها الزميل سيد عبد العاطى وقت ان كان رئيسا لتحرير " صوت الآمة" وأعد كتابا يستحق القراءة لفنان يعد نموذجا للفنانالانسان والمثقف الوطنى الأصيلالذى يستحق كل احترام وتقدير .
الذكريات كثيرة .. والصورة قبل ندوة بنقابة الصحفيين
---------------------
بقلم: علي القماش