04 - 07 - 2025

عاصفة بوح| لابد ان تكون امرأة لتفهم (1من2)

عاصفة بوح| لابد ان تكون امرأة لتفهم (1من2)

لابد أن تكون امرأة لتفهم ماذا يعنيه التحرش بالنسبة لحياتها وصحتها التفسية وتعاملاتها المستقبلية إنسانيا وعاطفيا، والزوجية منها بصفة خاصة.

فهذا الفعل الدنيء أثر على ملايين من النساء فى العالم أجمع باختلاف الثقافات ودرجات التحضر و النظرة الدونية للنساء فى مجتمعات عدة وخاصة الشرقية والعربية منها.

مقدمة كان لابد منها، لأنه مهما بلغت درجة رقى وإنسانية الرجال المناصرين للنساء ضحايا التحرش، ومهما كان مستوى تفهمهم ودعمهم . فإنهم فى النهاية ليسوا نساء تعرضوا مباشرة لتبعات الفعل الدنيء، ولا مروا بمشاعر  القهر وكسرة  النفس والإحساس المؤلم بالظلم والغضب، ناهيك عن الرعب اذا ما وصل التحرش إلى هتك العرض او الاغتصاب الكامل سواء كان من الأغراب، أو الأبشع أثرا أن يكون من ذوى الارحام والمحارم المنوط بهم حماية شرف الأسرة وعرضها، الخاص بالنساء دون الرجال!. فمهما انتهكوا أعرافا أو اعراضا أو ارتكبوا جرائم تمس الشرف فعلا؛ لا تشعر تلك المجتمعات الجاهلة المنافقة بأى أذى،  ولا يراق من أجله ولا على جوانبه الدم!

تساءلنا كثيرا - نحن النساء- السؤال الفيصل.. لماذا؟

لماذا يجد الرجال لذة فى التحرش الجسدى او حتى التلفظ بفاحش القول تجاه نساء أغراب؟ ألأنهم تربوا على أن الأنثى مجرد قطعة لحم شهية قابلة للأكل والهضم، وإذا ما أفسدها الزمن تلقى فى أقرب مزبلة؟ .. هكذا تربوا وتعلموا وتركت ثقافة المحظيات والجوارى أثرها على عقولهم.

صورن فى الثقافة القديمة على أنهن استراحة للمحارب،  ودرس فى التاريخ أن النساء يقدمن فى ليلة الانتصار على فرش قيادت المعارك  كذبائح دون عدة بلا أى التفات لإنسانيتهن، وفى عصور  التدنى الأخلاقى كما نراه اليوم تستدعى تلك الثقافة، هى ملك يمين الرجل إذا ما وقعت تحت قبضته.. و ليجد المجتمع المبررات التى يحتاجها لتبرير الفعل الدنىء المجرم. طريقة لبسها، ضحكتها، استفزاز الشباب المحروم، هرموناته التى تفجرها عدم حشمتها، أو وجودها فى المكان والساعة الخطأ لتلقى مصيرها .. إيه اللى وداها هناك؟!

ما التربية التى تلقوها والقيم الاجتماعية الفاسدة التى اوصلتهم إلى تلك الممارسات المجرمة؟

مرة أخرى، إنها ثقافة وعاء الشهوة.. وظيفتها الأساسية هي إتاحة التمتع بجسدها.. وإثبات ذكورة الرجل ومعالجة أمراضه النفسية، فإن رفضت يأخذها عنوة، ولا يجد فعله هذا- على اختلاف ثقافة المجتمعات أو تدينها او تمدينها - أي غضاضة، كما لايمثل اى مساس بشرفه او مكانته فى المجتمع! والجرائم المنشورة فى صفحات الحوادث تؤكد الفكر المنحرف..فمن ندين هنا؟ الضحية أم المجرم؟؟ 

لا بد أن تكون امرأة  لتفهم شعور أنك تعامل باعتبارك كائنا جنسيا لا كينونة لك الا فى هذا الاطار،  مهما تعلمت الأنثى وتثقفت ووصلت إلى أعلى المناصب، حتى تكاد ان تقتنع شخصيا بأنها كذلك وتطبق على نفسها أعراض متلازمة ستوكهولم بأن تتوحد مع الجاني، وتعتبر أنها السبب فيما يحدث لها وأنها لا تستحق إلا ان تكون متهمة بما يفعله الرجال بها؟

-----------------

بقلم: وفاء الشيشيني











مقالات اخرى للكاتب

عاصفة بوح | علمتني غزة