أكدت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، أن تنمية وتطوير صناعة الجلود المصرية تأتي على رأس أولويات خطة عمل الوزارة خلال المرحلة الحالية، مشيرة إلى أن مدينة الجلود الجديدة بالروبيكى تعد أحد أهم المدن الصناعية المتخصصة والتى تم تصميمها وفق أحدث المعايير العالمية.

وقالت الوزيرة، إن القيادة السياسية تولى هذه الصناعة اهتماماً كبيراً بهدف جعل مصر مركزاً استراتيجياً لصناعة الجلود ليس على المستوى المحلى أو الإقليمي فقط وإنما على المستوى الدولي أيضاً، وذلك من خلال تحقيق التكامل بين سلاسل القيمة في صناعة الجلود المصرية للوصول إلى منتج عالى الجودة قادر على المنافسة في السوقين المحلى والخارجى.

جاء ذلك خلال الزيارة الميدانية المفاجئة التى قامت بها الوزيرة اليوم لمدينة الجلود بالروبيكى وذلك لمتابعة الموقف التنفيذى لمعدلات العمل داخل المدينة، حيث شملت الجولة تفقد عدد من الوحدات الانتاجية، وكذا أعمال الإنشاءات الجاري تنفيذها إلى جانب عمليات تشغيل الخدمات بالمدينة، وقد رافق الوزيرة خلال الجولة المهندس محمود محرز رئيس شركة القاهرة للاستثمار والتطوير العمرانى والصناعى والمهندس إمام السعيد رئيس الجهاز التنفيذي للمشروعات الصناعية والتعدينية وحاتم العشرى مستشار الوزيرة للاتصال المؤسسى والمهندسة حنان الحضرى مقرر مجلس الصناعة للتكنولوجيا والابتكار.

وقد رصدت الوزيرة خلال الجولة عدد من المخالفات داخل الوحدات الانتاجية سواء فيما يتعلق بالإنشاءات وإضافة أنشطة بدون الحصول على موافقة حيث أكدت حرصها على استكمال كافة مراحل المشروع وفق الخطة التى وضعتها الوزارة مع اتخاذ اجراءات حاسمة بشأن التجاوزات التي تم رصدها خلال الجولة والتي تخالف الاشتراطات الهندسية والتعاقدية التي تم الاتفاق عليها مع المستثمرين عند التعاقد للانتقال للعمل بمدينة الروبيكي، خاصة وأن هذا المشروع من أهم المشروعات القومية التي توليها كافة جهات الدولة والقيادة السياسية اهتماماً بالغاً، مشيرة إلي أن بعض المخالفات سيتم تقنينها والبعض الآخر سيتم إزالتها فوراً.

وأوضحت جامع، أن الهدف من إنشاء مدينة الروبيكي لم يكن مجرد نقل الورش والمدابغ من مكان إلي مكان أخر، بل كان الهدف إنشاء منظومة جديدة متكاملة على طراز عالمي ومجهزة بأحدث التكنولوجيا العالمية في مجال دباغة الجلود لتكون مركزاً محورياً في صناعة الجلود، مشيرة إلي ضرورة التزام كافة المنشآت بالمدينة بالقواعد التي من شأنها الحفاظ على الشكل العام للمدينة وتجنب العشوائية في الإنشاء وتقليل الآثار البيئية الناتجة عن الإنتاج.

وفى هذا الإطار أوضحت الوزيرة، أنه يجرى حاليا تشكيل هيكل ادارى منبثق من شركة القاهرة للاستثمار والتطوير العمرانى والصناعى لمتابعة عمليات التشغيل ومدى الالتزام بتنفيذ اجراءات التعاقد فضلاً عن الحفاظ على الشكل الحضارى للمدينة من نظافة وصيانة وتجميل.

وحول تطورات العمل داخل مدينة الجلود بالروبيكى أشارت جامع إلى أن المدينة مقامة على مساحة 490 فدان وتضم ثلاث مراحل بدءاً من دباغة الجلود والمنتجات الوسيطة وصولاً للمنتجات النهائية، وقد بلغ اجمالى الاستثمارات التى ضختها الحكومة فى هذا المشروع حتى الان حوالى 2.3 مليار جنيه، لافتة فى هذا الإطار إلى أن مجلس الوزراء قد وافق مؤخراً على طلب الوزارة بشأن اعتماد 200 مليون جنيه  ضمن المرحلة العاجلة الأولى لتأهيل محطة الصرف الصناعى بالمدينة لاستيعاب التوسعات المستقبلية ومواكبة معايير البيئة العالمية.

ولفتت الوزيرة إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع باجمالى 213 وحدة انتاجية لـ195 مستثمر على مساحة 176 فدان، وجارى حالياً استكمال الإنشاءات الإضافية بالمرحلة الأولى والتى تشمل 28 مصنع لانتاج الغراء لـ44 مستثمر بتكلفة تصل إلى حوالى 200 مليون جنيه، كما سيتم استكمال انشاء وحدات انتاجية لدباغة الجلود بالمرحلة الثانية للمشروع باجمالى 87 وحدة بتكلفة قدرها 300 مليون جنيه.

هذا وأعلنت جامع، أنه تم الانتهاء من ترفيق 69 فدان بالمرحلة الثانية للمشروع وسيتم طرحها خلال الفترة القريبة المقبلة للصناعات المرتبطة بدباغة الجلود، هذا فضلا عن المرحلة الثالثة والتى تقدر مساحتها بـ 205 فدان حيث سيتم ترفيقها وتخصيصها لانشاء مصانع لانتاج المصنوعات الجلدية خاصة فى ظل توجه الوزارة نحو زيادة القيمة المضافة للمنتج النهائى وتصدير منتجات تامة الصنع وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية والمتعلقة بسد الفجوة الاستيرادية وزيادة الاعتماد على الصناعة الوطنية.

ولفتت وزيرة التجارة والصناعة إلى أنه يجرى حالياً دراسة تخصيص 800 فدان بجوار مدينة الجلود بالروبيكى لنقل ما يقرب من 17 ألف و600 ورشة منتجة للمصنوعات الجلدية مقامة بمناطق عشوائية على مستوى الجمهورية منها 13 ألف و400 ورشة بمنطقتى الموسكى وباب الشعرية، بهدف تجميعها فى مكان واحد وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية فى القضاء على العشوائيات بالمناطق السكنية.

هذا وقد قامت الوزيرة فى نهاية الجولة بتفقد المركز التكنولوجي والذي بدأ مرحلة التشغيل الفعل منذ أشهر قليلة حيث تم تجهيزه بأحدث الماكينات والمعدات المتخصصة في هذه الصناعة، ويمثل هذا المركز اللبنة الأساسية لتطوير هذه الصناعة الاستراتيجية وبصفة خاصة تقديم الدعم الفنى والتدريب للعمالة الفنية بالورش الصغيرة.