18 - 06 - 2025

فيلم الضيف....... وتويتة أحمد الرفاعى فى "الاختيار".. ومراحل مسخ الشخصية المصرية.

فيلم الضيف....... وتويتة أحمد الرفاعى فى

"انها المرة الأولى التى يظهر فيها المصريون الفرح لموت انسان"    ذلك ماكتبه الممثل الشاب أحمد الرفاعى الذى لعب دور أحد الارهابيين فى مسلسل الاختيار الذى تم عرضه طوال شهر رمضان على صفحته الشخصية فى ذكرى اغتيال فرج فودة ، كشفت التويتة التى كتبها الفنان الشاب عن تشفيه فى استباحة دم  فرج فودة ووصف ازهاق روحه بالنفوق عن مدى تطابقها مع الدور الذى لعبه فى مسلسل الاختيار من استحلال دم ضباط الجيش فى الكمائن فى سيناء كما بررقوله هذا فى مقتل فرج فودة  بأنه رأى العلماء فى الأزهر  وهو مثل ما ذكره أيضا أبو العلا عبد ربه أحد قتلة فرج فوده الذى خرج من السجن عقب ثورة 25 يناير ثم توجه الى سوريا لينضم الى صفوف داعش لاسقاط النظام السورى ليقتل هناك.

 ابو العلا عبد ربه أحد قتلة الدكتور فرج فودة  أقر  أنه قام بفعلته ايضا  بناء على رأى جبهة علماء الأزهر منهم الدكتور محمود مزروعة والشيخ محمد الغزالى والدكتور محمد عمارة.

ولا أدرى لماذا ذكرتنى كلمات هذا الممثل بأحداث فيلم الضيف للكاتب الصحفى ابراهيم عيسى والمخرج هادى الباجورى...ولا أدرى لماذا أعاد الى ذهنى  الشخصية التى لعبها  الممثل الشاب أحمد مالك في هذا  الفيلم  والذى لعب فيه دور احد الارهابيين الذى حضر الى منزل أحد المثقفين لقتله بحجة خطبة ابنته لتدور حوارات ونقاشات عديدة بين الضيف ورب الأسرة وأفرادها طوال مدة عرض الفيلم ليكشف فى النهاية عن مأربه الذى جاء من أجله وهو قتل رب الأسرة الذى اعتبره فى حكم المرتد ومستباح دمه.

وعلى الرغم من أن الفيلم تم انتاجه عام 2019 الا أنه يفرض حضوره دائما فى كل مناسبة يطل علينا فيها شبح الارهاب كالوحش الكاسر ، فالفيلم يعد مثالا حيا كيف ضربت  الأفكار الارهابية التكفيرية شرائح عديدة من المجتمع المصرى فى العمق فعكرت صفوه .وكلما حاولنا اجتثاث هذا الشبح يتضح لنا انه تم القضاء على الجزء المرئي منه فقط، بينما يختبئ الباقى منه فى الجذور.

لقد وجهت بعض الانتقادات للفيلم عقب عرضه عام 2019 بأنه تدور أحداثه فى الغرف المغلقة داخل فيلا يقطنها استاذ جامعى ،كاتب ،مفكر مع زوجته القبطية وابنته واعتبر النقاد أن ذلك من نقاط الضعف التى أساءت للفيلم، اذ تدور احداثه فى مكان واحد عكس غيره من الافلام الأخرى التى اعتدنا علي مشاهدتها والتى تعتمد على الابهار فى تنقل حركة الكاميرا هنا وهناك ومن مكان لآخر والتصوير فى أماكن متعددة  الا أننى لم أجد أى غضاضة فى ذلك، فهناك أفلام عالمية عديدة قام مخرجوها بتصويرها فى مكان واحد وحصدت العديد من الجوائز مثل فيلم   the plateform  الذى دارت أحداثه داخل حفرة متعددة الطوابق والتى اعتمد فيها مخرج الفيلم  على السيناريو والحوار والتأويل من خلال كثير من الرمزيات التى تدعو للتحليل والتفكر وبالتالى فلا يعيب فيلم الضيف أنه ينتمى لنفس النوعية  من تلك الأفلام . فالهدف من فيلم الضيف لايحتاج لأكثر من مكان للتصوير بقدر ما يحتاج الى التأويل وتحليل الرموز . فكل كلمة فى الحوار الدائر محسوبة وكل مشهد له مغزاه والى ما يرمز، وقد نجح فريق العمل الفنان الكبير خالد الصاوى وجميلة. عوض وشيرين رضا فى توصيل الفكرة للمشاهد اللهم ما عدا النقص فى دور الممثل القدير ماجد كدوانى الذى جاء دوره مبتسرا وكان من الممكن أن يوظف دوره كقبطى  وشقيق زوجة الكاتب القبطية  فى جوانب كثيرة حول نظرة ذوى الأفكار التكفيرية لغير المسلمين باستفاضة أكثر. واستباحة دمهم وممتلكاتهم وحرق دور العبادة والفتن الطائفية التى اجتاحت مصر من جراء اعتناق تلك الأفكار والتى غذاها الرئيس السادات حين قوى شوكة الاسلاميين بينما حبس الانبا شنودة فكان جزاؤه من جنس العمل حيث قتل على يد جماعة منهم

تناول فيلم الضيف ما اعترى الشخصية المصرية من مسخ للهوية الدينية والثقافية وذلك من خلال الصراع بين احد المثقفين المشهورين الرافض للأفكار التكفيرية والداعى الى استخدام العقل فى فهم الدين والوصول الى مقاصده بعيدا عن آراء الفقهاء من رجال الدين ونوازعهم الشخصية وتصوراتهم التى امتلأت بها كتب التراث وتدرس فى الأزهر أو من خلال الكتب التى تدعو للفكر السلفى الوهابى وبين ذوى الأفكار التكفيرية التى اجتاحت المجتمع المصرى وتغلغلت فى نفوس الشباب فكان هذا الشاب الذى جاء لقتل استاذ الجامعة المثقف أحد ضحاياها.

تناول الفيلم ضياع وتخبط شخصية مصر وهويتها الثقافية والفكرية والتى لخصها الدكتور جمال حمدان فى كتابه شخصية مصر وذلك قبل هجوم التيارات السلفية الوهابية وقد رمز لتلك التغيرات الكاتب ابراهيم عيسى بابنة الدكتور يحى التيجانى والتى قامت بهذا الدور الفنانة الشابة جميلة عوض التى اختارت الزواج من شاب يعتنق الأفكار التكفيرية فظهرت شخصية مضطربة فى الأفكار اختارت اعتناق افكار أخرى مغايرة لافكار والدها بصرف النظر عن ما اذا كانت الأفكار الوافدة صحيحة أم لا بزعم ان الحرية اصبحت عبئا ثقيلا عليها فأرادت الاحتماء فى ظل رجل يجعلها ترتدى الحجاب، وكأن الاسلام تلخص فى الشكل فقط دون الجوهر.ودون أن تدرى أنه جاء لقتل والدها وجهلها بما يخفيه وراءه من أفكار تكفيرية  تدعو لقتل من يخالفه الرأى ورفض الآخر كما ظهر من استهجان الشخص الارهابى زواج الدكتور يحى التيجانى بطل الفيلم من سيدة مسيحية وتعنيفه الابنة لاخفائها تلك المعلومة رغم ما أحل الاسلام من زواج المسلم بمسيحية ورغم زواج النبى الكريم بالسيدة ماريا القبطية.

أم كلثوم وفيروز و مزاج المصريين الموسيقى وبذور الارهاب

تناول الفيلم مزاج مصر الفنى والموسيقى الذى كان سائدا قبل تغلغل الأفكار السلفية التى تحرم الفنون والموسيقى من خلال  اسرة الدكتور يحى التيجانى التى تربت على أغانى ام كلثوم وترانيم فيروز وعزف  موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وهو ما استهجنه  الشاب الارهابى واستغربه رغم ما تتضمنه تلك الاسطوانات من قرآن بصوت الشيخ محمد رفعت  فأفكاره التكفيرية تحرم الموسيقى والفنون بوجه عام وفى اعتقادى أن اختفاء ذلك التراث الموسيقى له دور كبير فى نمو بذور الارهاب الذى وجد تربة خصبة بعد تشويه الذوق العام لدى المصريين ومعظم الشباب الذى انجرف للأغانى الهابطة وأغانى المهرجانات المسفة. 

ولقد أثبتت دراسات عديدة عن دور الموسيقى فى حماية من يعانون من الاكتئاب المزمن الذين فى عرضة للانتحار أو فى الانضمام الى صفوف التنظيمات الارهابية التى تحرم أى مظهر من مظاهر الفن والجمال والموسيقى كخطوة أساسية لنشر أفكارها المتطرفة وعلى حد قول الدكتور فتحى قناوى استاذ كشف الجريمة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية " أن خوف القيادات المتطرفة من فقدان سيطرتهم على العناصر الموالية لهم هو السبب الرئيسى فى تحريمهم الفنون، ويذكر أن الجماعات المتشددة شنت العديد من الحملات العدائية ضد الموسيقى ومن يمارسها ومن يسمعها ففى أحد الميادين العامة بسوريا اعتدى متطرفون على مجموعة موسيقيين بالضرب ودمروا آلاتهم الموسيقية عقابا لهم على عزف موسيقى غير اسلامية على حد زعمهم. كما ذبح تنظيم داعش شابا عراقيا يبلغ من العمر 15 عاما أمام الجميع لسماعه موسيقى البوب وفقا لموقع 20 مينيت الفرنسى.

السلفية  تبغض التعايش السلمى بين المسلمين والأقباط

ابرز الفيلم  مدى التعايش السلمى بين المسلمين والأقباط دون تفرقة وتمثل فى احتفاظ الدكتور يحى التيجانى رب الأسرة باسطوانات للقرآن الكريم وترانيم مسيحية وهو ما استهجنه الشاب الارهابى وجعله يجن جنونه وهنا اراد المؤلف أن يخبرنا بشكل الحياه القائمة على الود بين المسلمين والأقباط حتى طغت تلك الأفكار السلفية الوهابية التى دعت لنبذ الآخر والاكثار من عبارات دفع الجزية والاصغار دون اعتبار لسبب نزول الآية التى ورد فيها وهم صاغرون لواقعة معينة فى القرآن وعدم جواز تطبيقها بشكل عام على غير المسلمين وان دفع الجزية لغير المسلم فى صدر الاسلام كان يقابله دفع الزكاه للمسلم فى الشريعة الاسلامية ودون اعتبار أن  ذلك سقط مع تنامى فكرة الوطنية وتعايش المسلمين والمسيحيين فى وطن واحد والدفاع عنه بالغالى والنفيس وهو ما أشارت اليه الكثير من كتب المفكرين على رأسهم المستشار طارق البشرى فى كتابه " المسلمون والأقباط فى إطار الجماعة الوطنية".

" جئتكم بالذبح !! و اختطاف الدين"

اشتمل الفيلم على فكرة اختطاف واحتكار كل جماعة تكفيرية للدين وجعلهم أوصياء عليه وتكفير وذبح  كل من يخالفهم  الرأى وقد رمز لها المؤلف بالهدية التى أحضرها الضيف للدكتور يحى التيجانى وهى لوحة بها آيات قرآنية  من سورة المدثر " يا أيها المدثر قم فانذر" على اعتبار ان تلك الجماعة هى بديل الرسول الكريم وانهم عليهم حمل الرسالة من بعده وانذار ومعاقبة المخالفين لهم كما أن وضع المسدس خلف اللوحة يرمز الى البطش وذبح  من يخالفهم فى الرأى وهو نفس الفكر الارهابى الذى استعانوا به عبر تفسيرهم الخاطئ لحديث " لقد جئتكم بالذبح "والذى ورد بنص "  تسمعون يامعشر قريش والذى نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح "والذى أخرجوه عن سياق  الحديث والظروف المحيطة به فضلا عن أن هذا الحديث لم يخرجه لا البخارى ولا الامام مسلم على حد قول الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية  وبالتالى فليس سنده بالقوى وهو مخالف لأخلاق الرسول الكريم فى أنه رسول الرحمة وكما ذكر فضيلة الشيخ على جمعة أن كلمة " لقد جئتكم بالذبح " هى تركيب من تراكيب اللغة العربية وأن المتطرفين لم يتعلموا " التراكيب اللغوية " التى يدرسها الشيوخ فى الأزهر الشريف.وأن المقصود بها أن الرسول الكريم جاء بشيئ مهم وهى دين التوحيد  والعدل لا أن يذبح أحدا.

" أزمة المثقف  والبرج العاجى "

تناول الفيلم  أزمة المثقف ورجل الفكر، ففئة المثقفين صفوة المجتمع الذين يعيشون فى برج عاجى مع أفكارهم بصرف النظر عن اهتمامهم بوصول أفكارهم الى بقية شرائح المجتمع فظلت أفكارهم حبيسة الكتب ولم يتأثر بها أحد لدرجة أن البطل أستاذ الجامعة المثقف فوجئ بانجراف ابنته وانبهارها بافكار  الشاب الارهابى التى اختارته للارتباط به ولم يفكر الأب المثقف يوما فى ما تقرأه ابنته وهل هى على دراية بما يكتبه وكم كتابا قد قرأته له. وفى مقال للكاتب محمد الحورانى تحدث فيه عن أسباب أزمة المثقف العربى بوجه عام فيرى أنهم وزعوا ولاءهم لتغذية خلافات الانظمة الحاكمة فى اوطانهم كما انبهروا بالعقل الغربى ومنجزاته فزادوا من اتساع الشرخ الثقافى الذى يعيشه الانسان العربى بدرجات لاتتفاوت كثيرا من جماعة عربية الى جماعة عربية أخرى وبدلا من منطقة وسط يأخذ منها المثقف العربى ما يتناسب مع ثقافته العربية وتراثه المجيد نجد الغالبية تعيش الثنائية بكل متناقضاتها وفصامها ما أدى الى أزمة يعيشها المثقف العربى العلمانى والنهضوى والسلفى والاسلامى على حد سواء.وعلى حد قول الكاتب يوسف الحسن فى مقال له نشرته جريدة الشروق بتاريخ 14 يناير 2020 تحت عنوان دور المثقفين فى تجديد الفكر العربى " لنعترف أن الدور الفاعل للمثقف العربى قد تراجع بفعل عوامل موضوعية وذاتية من بينها الضعف فى الحريات العامة وفى المجتمع الاهلى والطلاق بين التنمية والثقافة ، كما ذكر من منا كمثقفين توقع أن بجعا سوداء من الشباب ستخرج الى الشوارع العربية تحتج ضد القبح والفساد والبطالة والتنمية المعاقة والطوائفية والاستباحة الخارجية للامن القومى ... كنا نعتقد أنه جيل سطحى استهلاكى لايقرأ وأنه جيل الجينز والفيس بوك .الخ. ويوجه اعتذاره للشباب بقوله " لقد قصرنا فى فهمهم وادراك همومهم وتطلعاتهم ، لقد أهملنا مائة مليون شاب عربى ،ثروة هائلة لو توافرت لديها السبل لفرزنا بينهم مئات الآلاف من العلماء والمبدعين ......يحق لهذا الجيل أن يطلب من النخب الثقافية والسياسية والاقتصادية الاعتذار"

تدين العامة وقدسية كتب التراث!!

تعرض الفيلم الى تدين العامة والخلط ما بين القرآن وكتب التراث فكلاهما مقدس وهو ما ذكرته الخادمة فى الفيلم والتى عبرت عن تدين شريحة العامة من الشارع المصرى وذلك فى حديثها مع زوجة الدكتور يحيى التيجانى اللى ميحبش كتب البخارى يبقى كافر" وهنا يظهر وكأن هناك نوعان من الاسلام اسلام القرآن واسلام الفقهاء الذين ينظر اليهم العامة ليس ذلك فحسب بل غالبية شرائح المجتمع  نظرة بها نوع من التقديس  كالتى ينظرونها  للقرآن وللنبى صلعم  رغم وجود بون شاسع بين ما ورد فى تلك الكتب من عبارات تكفير وغلظة وافتراء وخزعبلات  ابعد ما يكون عن المنطق والعقل والدين، وما ورد من أيات قرآنية و أحاديث عن رسالة الاسلام الحقيقية و خلق الرسول الكريم وسماحته وكما ورد فى كتاب اسلام الفقهاء لمؤلفه  الباحث التونسى " نادر حمامى" إن مثل تلك الآراء تحتاج فى نظرنا الى مراجعة وتقليب اذا عدنا الى نشأة الفقه علما من العلوم الانسانية ونظرنا الى اختلافات الفقهاء اعتمادا على النصوص واستنباطها ولعل ذلك يكون السبيل الوحيدة الى كشف المسكوت عنه بالأساس.".كما ذكر الأستاذ نادر حمامى أيضا فى نفس الكتاب اسلام الفقهاء "ان التراث الفقهى ماهو الا انتاج بشرى وليس منزلا من السماء ولكن للأسف اعتبر لدى عامة المسلمين أوامر الهية لا مجال لمناقشتها وينبغى الالتزام بها فى كل الأحوال وأن هذا يرجع لسببين أساسيين الأول يتعلق بما أضفاه الضمير الاسلامى من قداسة على الموروث الفقهى وزعماء المذاهب والسلف بصفة عامة والأمر الثانى فهو تصرف أصحاب المذاهب أنفسهم فقد اعتبروا أحكامهم ملزمة وممثلة للدين القويم واعتبروا فهمهم المرتبط ببيئتهم وظروفهم حكما الهيا"

رجل الأمن الغائب الحاضر

تعرض الفيلم أيض الى دور رجل الأمن وجهله بما يحدث فعلى الرغم من  محاوطتهم لفيلا الدكتور يحى الاان وجودهم لم يمنع الارهابى من دخول الفيلا فدور رجل الأمن هامشى .

وأخيرا نجح الفيلم فى أن ينقل لنا ما اعترى مصر من هجوم التيارات السلفية الوهابية على عقول شرائح كبيرة من المجتمع فى ظل الفراغ الثقافى والفكرى الذى تعيشه مصر وفى ظل غياب المثقف الذى فضل العيش فى برج عاجى بينما تركت الساحة لبعض  المنابر والمشايخ دون أى ضوابط الذين طرقوا سبل الرزق من خلال اموال النفط السعودى فى ظل الحقبة الصهيووهابية برعاية أمريكا.كما تركت الساحة فى معرض الكتاب لطباعة ملايين ملايين من كتب التراث التى تدعو الى القتل والترويع و نبذ الآخر واقصائه من الوجود مثل كتب ابن القيم الجوزى وكثير من رجال الدين السلفية بالسعودية كابن باز وابن عثيمين  الا ما رحم ربى

---------'-------------

رؤية بقلم :هدى مكاوى