حزن معتق ينتاب الوسط الصحفى بعد تحول عدد من خيرة أبنائه لمهن أخرى بعد أن تم تجفيف ينابيع المهنة بفرض القيود تارة وإفقار الصحف تارة أخرى، "طارق الجباس" آخر زهرة تذبل معلنة أن صاحبة الجلالة "كأن لم تغن بالأمس".
الرحلة بين كونه "مصور الرؤساء" وتحوله الى بيع الخضروات والفاكهة فى مدخل منزله بإحدى البنايات السكنية بمدينة العياط بمحافظة الجيزة، كي يتمكن من الإنفاق على أسرته، تختصر حالة الصحفيين فى مصر، وتغني عن كل بيان.
مصور الرؤساء
بداية يقول الجباس: حصلت على عدة جوائز عالمية ومحلية وترأست أقسام التصوير الصحفى فى عدة صحف مشهورة، واشتهرت داخل الوسط بأنى مصور الرؤساء، بجانب انفراداتى الصحفية التى كانت تنشر بعضها صحف عالمية، اضافةَ الى ذلك كان لدى إستوديو تصوير خاص يتم فتحه من الساعة الخامسة مساءً وبسبب أزمة كورونا تم إغلاقه نهائياً، ومع تدهور حال الصحافة المصرية وإصابتها بالركود التام تم تخفيض المرتبات، وتسريح عدد كبير من الصحفيين، فلم يصبح لدى الصحفى أى دخل واكتملت المأساة بأزمة كورونا، فأصبحنا جميعاً بلا عمل وبلا أموال، وهنا قررت أن ابحث عن مهنة أخرى بجانب الصحافة حتى أستطيع أن أنفق منها على أولادى ودراستهم".
يضيف الجباس:"الشغل ليس عيبا كما يظن البعض" قررت أن آخذ خطوة بيع الخضروات والفاكهة فى مدخل منزلي، رفض أولادي هذه الخطوه رفضاً تاماً، لكنهم بعدما شاهدوا تشجيع البعض لي بعد أن نشرت القصة على مواقع التواصل الإجتماعى، أصبحوا مرحبين بها وقاموا بمساعدتي فى توصيل الطلبات الى المنازل بسيارتي الخاصة.
وجدتني مضطرا لذلك لأن لدي التزامات تجاه ابني الذي يدرس بإحدى كليات القمة ويدفع رسوما قيمتها 150 الف جنيه كل عام، ونجلي الأخر الذى يكمل دراسته العليا في القانون، إضافة لمصاريف ابن ثالث.
سألناه هل مهنة بيع الخضروات مربحة أكثر من الصحافة؟ أجاب: نعم مربحة جداً ، ولا أنكر أن هناك أشياء أخرى ميزتنى فى تلك المهنة عن التاجر الذى يأخذ من الفلاح حيث أن الأرض التى أخذ منها تلك الخضروات أرضي، وأقوم بتوصيل الطلبات ونقلها بسيارتى الخاصة، وفى النهاية أى عمل مربح عن الصحافة فى الوقت الراهن.
ويطالب الجباس أصدقاءه الصحفيين الذين يجلسون في منازلهم بدون عمل أن يبحثوا عن أى عمل أخر لأن ذلك ليس عيباً، ولكن العيب هو الجلوس بدون جدوى، وأستطرد قائلاً: اذا لم نتعلم من أزمة كورونا ونغير من أنفسنا، فلن ننجح فى أى شيء قادم، لأن تلك الأزمة كفيلة أن تغيرنا وتغير تفكيرنا.
-----------------------
تقرير - بسمة رمضان