20 - 04 - 2024

فوضى العمالة المصرية في الخارج

فوضى العمالة المصرية في الخارج

الشروط التي وضعتها وزارة القوى العاملة والهجرة لإلحاق العمالة المصرية المؤقتة للعمل في المملكة العربية السعودية أثناء موسم الحج، تدل على استمرار السياسة الفكرية الخاطئة في إدارة منظومة العاملين المصريين في الخارج، والتي تقوم على فكرة المنحة أو الهبة من الدولة للأفراد لتجميع الأموال ليس أكثر، وقد يُصاحبها أحياناً بعضاً من شروط الخبرة وفقاً لنوعية الوظيفة!

يا سادة يا كرام، إن بعضاً ممن يسافرون لاقتتات العيش في الخارج وخاصة دول الخليج لا يأبهون وقتها بهيبة مصر وشعبها أمام حفنة من الدينارات أو الدراهم أو الريالات، والنماذج عندي كثيرة، في وقت تحتاج فيه البلاد من يجهر في سلوكياته بالتحضر الذي نبغاه لصورة مصر الجديدة! هل أدركتم المغزى أم نقول كمان؟!

نقول كمان

يجب على الجهات الرسمية المعنية بتسفير العمالة المصرية في الخارج، أو المانحة لتصاريح العمل الدورية في هذا الشأن، مهما كانت طبيعة العمل أو الوظيفة، أن تُلزم هؤلاء بتجديد دوري لتصريح العمل بشخصه، سواء في مكتب العمل المختص داخل الجمهورية، أو في إيفاد بعثة ثابتة بسفاراتنا بالخارج، وتُخضع هؤلاء لاختبارات طبية سنوية في الجانب النفسي والجانب السلوكي، ولاختبارات معلوماتية عن قوانين البلد التي يُسافر إليها أو يقيم فيها، لأن استعادة سمعة مصر في العالم أجمع أهم لدينا من الدولارات التي يُفيد بها هؤلاء للبلاد، وهناك بعض النماذج من العاملين بالخارج الذين يخالفون عدداً من القوانين هناك وعلى رأسها قانوني العمل والضرائب من أعمالاهم الخاصة التي يتكسبون منها أو أهل بيتهم وتهربهم من التصريح بها ودفع الضرائب عليها وغيرها!

صباح المدارس الباكر

نشر منذ أيام موقع Elite Daily الأمريكي المتخصص في أخبار الأجيال الصغيرة، بياناً أصدرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) يوصي بضرورة تأخير البدء الصباحي لليوم الدراسي في مدارس الأطفال، لأن الاستيقاظ مبكراً جداً كل صباح يمنع الأطفال والمراهقين إتمام دورة النوم الصحية، كما أن الضغط العام للدراسة ومطالبها من واجبات مدرسية بالإضافة إلى التعرض للتكنولوجيا يؤثر سلباً على قدرة طلاب المدارس على الحصول على الوقت كاف للنوم، مما ينعكس على صحتهم النفسية وقدراتهم العقلية، وأن تعديل ساعات الدراسة ومنع الطلاب من الاستيقاظ مبكراً يُساعد في الحد من مخاطر أمراض السمنة وخفض معدلات الاكتئاب ..... تُرى ماذا نفعل بأولادنا الذين نُصر على أدائهم واجباتهم والاستيقاظ المبكر، هل من مجيب يا سادة يا كرام في بلاد المحروسة؟!

دور وزارة التربية والتعليم

يعني لما تُصدر أكاديمية طبية دولية متخصصة في طب الأطفال مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصية بتأخير بدء اليوم الدراسي قليلاً في الصباح للتأثيرات الطبية الضارة على الفئات العمرية من طلاب المدارس الأطفال والمراهقين، ثم لا تتحرك الأجهزة الرسمية المعنية في وزارتي الصحة والتربية والتعليم بأي رد فعل، حتى ولو بالعادة المصرية المتوارثة من تشكيل لجان وخلافه، يبقى لازم نسأل أنفسنا إحنا راحين فين بهذه الأجيال الجديدة. صحيح أن فكرة التوصية طُرحت علمياً قبل ذلك بصياغات أخرى، إنما لم تواجه أيضاً وقتها برد فعل علمي يوضح لنا مزاياها أو عيوبها، وكأن دور وزارة التربية والتعليم يقتصر فقط على تصريحاتها الأخيرة المؤكدة على أن الدراسة في المدارس في موعدها دون تأجيل! وكل عام دراسي وأنتم بخير ...

رحمة بالدساتير

هل الوثيقة الدستورية التي هي أعلى وثيقة رسمية لأي بلد متحضر، هل هذه الوثيقة أصبحت مهانة لدى البعض كي ينادون جهاراً بتعديلها! إنني حينما قلت قبل الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية أن بعض هذه التعديلات لن تصمد كثيراً ما توقعت أن تكون المطالبة بها في هذا القريب العاجل، بل كنت أقصد خلال سنوات على الأقل، والأغرب أن بعض هؤلاء المطالبين كانوا ضمن المنشدين من شهور في مولد أبو الدساتير، وصالوا وجالوا بجمال هذه التعديلات التي قامت بها لجنة الخمسين التي أرسى قواعد تشكيلها سامحه الله الرئيس السابق عدلي منصور! فهل من رحيم بمصر من بين مثقفيها أم سنظل نسعى دون قصد إلى تدشين أنواع جديدة من المصالح الفئوية!!

 

مقالات اخرى للكاتب

الرجل الجالس بسلامته في وزارة السياحة





اعلان